السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرجوكم ساعدوني.. مشكلتي إني فسخت خطبتي لأسباب منطقية.. المهم أني ما زلت أعاني من حالة الإحباط والملل... لا أفهم هذا الشعور رغم أني أنا من قررت الانفصال لا أعرف كيف أتصرف.
رغم إيماني بالله وشكره لأنه لم يتم الزواج بهذا الرجل إلا أني أجد مرارة في الحياة ولا أجد طعما لها.............
ربما لأني خططت أكثر من اللازم لموضوع الزواج كوني كنت محتاجة له من عدة جوانب ...فالزواج بنسبة لي عفاف واستقرار ومودة وأمومة و... إلخ.
ما هي نصائحكم للخروج من هذه الحالة والاندماج في الحياة من جديد......
شكرا
21/12/2024
رد المستشار
أختنا الكريمة
أذكرك أولاً بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل.
لعلي أبدأ بهذا الحديث العظيم لأنه يعلمنا درساً هاماً ومحورياً في حياتنا وهو ألا ننظر ورائنا إلا بالقدر الذي نتعلم منه الدرس ولكن لا نتوقف كثيراً عند الماضي ولا يستدرجنا الشعور بالندم على قرار قد اتخذناه بناء على أسس منطقية وموضوعية.
لعل سبب الشعور الذي يتملكك الآن هو أنك قد وضعت أملاً في مشروع ما ثم خاب هذا الأمل وأخفق هذا المشروع حتى ولو كانت أسباب الإخفاق موضوعية ومنطقية، ولكنه الإنسان الذي يتألم عندما يخرج من تجربة ما بغير مكسب وكأنه يأسى على الوقت والجهد النفسي الذي استنذفته هذه التجربة واستهلكت من أحلامه وآماله ومشاعره ثم خرج منها صفر اليدين.
ولكني أعود لحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) هل هناك درس عملي يستفاد من هذه التجربة يمكن أن تسجليه للاستفادة منها في حياتك المقبلة؟
إن كانت هناك دروس محددة سجليها في ذاكرتك وتكون هذه هي المكسب الذي ظفرت به في تجربتك.
والآن عليك أن تطوي هذه الصفحة تماماً وتنضحي وجهك بالماء وتخرجي من ظلمة الكآبة والملل ليتسلل ضوء الشمس من جديد إلى حياتك فتمتلئ نشاطاً وحركة وأهداف وأحلام.
تعالي نسترجع معاً أحلامك وخططك وضعيها على المنضدة مرة أخرى وأمسكي بالقلم والأوراق وابدأي في الحلم من جديد. ربما تكون البداية صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، وبمجرد ان تبدأي الخطوة الأولى ستتبعها خطوات وخطوات وخطوات ثم تنظري وراءك ستضحكين على تلك الأوقات التي راحت في الحزن والاكتئاب.
واقرئي أيضًا:
خطيبٌ ذهب: لعل القادم مِن ذهب!