السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سؤالي يتعلق بأخ يبلغ من العمر 14 سنة هو الأخ الأصغر... أنا الأخت الأكبر متزوجة وهناك أخت غيري كذلك وأخ أيضا متزوج... يسكن معه بالبيت إضافة للوالدين أخت وأخ غير متزوجين ... لا أعرف إذا كانت المشكلة بنا أم به؟ يعتبرنا شلة ضده ولا نحبه فيعاملنا بطريقة سيئة وأقول الحقيقة إن معاملتنا له تختلف عن معاملتنا لبعضنا، ولكنها ردة فعلنا على تصرفاته وكلامه
نحن نعمل مع بعضنا في محل تجاري يأتي إلينا بعد مدرسته ليعطي الأوامر بطريقة مستفزة ويرفض التعاون معنا ولا يصغي إلى أي شيء مما نقوله يعمل ماذا يحب هو ويترك ما لا يحب، يجب أن يكون هو من يختار العمل ويوزع علينا الأعمال ولا مشكلة لديه إذا ترك عمله وطبعا يجب أن نكمله عنه لا يتحدث معنا بأدب حتى العمال الذين يعملون معنا يتضايقون من تصرفاته وأوامره...
المشكلة أن الوالد يدعمه ويأمرنا بتحمله" آخر العنقود" لكني أخاف أن تكبر المشكلة... أريد أن يعرف أننا نحبه ولا نكرهه ونريد له الخير...
أريده أن يتعاون معنا والأهم أن يحترمنا.... أريده أن يحبنا
24/12/2024
رد المستشار
أختنا الكريمة
نحن الآن بصدد مشكلتين المشكلة الأولى هي كيفية التعامل مع هذا المراهق العنيد، والمشكلة الثانية هي أن هذا المراهق العنيد هو الطفل الأصغر في الأسرة وبالتالي فهو أيضاً مراهق مدلل. يصبح السؤال هنا كيف يمكن التعامل مع المراهق العنيد المدلل:
أولاً: يجب أن نضع في اعتبارنا طبيعة المرحلة التي يمر بها، وهي فترة المراهقة التي أهم ما يميزها هو رغبة المراهق في التعرف على ذاته وإثبات ذاته بالاضافة إلى رفض كل مصدر للسلطة وبما أنكم جميعاً تمثلون له مصدراً للسلطة فهو يبرز تجاهكم كل صور التمرد والعناد.
وأعتقد أن الحل يبدأ من أن تختاروا من بينكم شخصاً واحداً تتوسمون فيه قدراً من الحكمة والقدرة على الاستيعاب، ويبدأ هذا الشخص بصفة فردية في التودد والتقرب من هذا المراهق ويحاول مصاحبته وفتح مجالات للحوار معه ولا يبخل عليه بوقته وجهده، ويبدأ أول ما يبدأ بالاستماع إليه ومعرفة ما بداخله ويطرح عليه تساؤلات حول الصواب والخطأ وما يجب وما لا يجب على أن تنبع الإجابات من داخل الشاب نفسه بغير أن يفرضها عليه أحد ثم ننتقل إلى مرحلة أن تتحول هذه الإجابات إلى وعود ومواثيق بأن يلتزم بها ولا يحيد عنها.
وتأتي بعد ذلك مرحلة التنفيذ عندما سيبدأ الولد في تنفيذ ما وعد به من التزامات أخلاقية وسلوكية لا شك أنه سيصيب حيناً ويتعثر حيناً، عندئذ يجب على صديقه الحكيم أن يثني عليه كلماً صدر منه تصرفاً حسناً وأن يشجعه ويعطيه الأمل كلما صدر منه تصرف سيئ، وينقل له الإحساس بالثقة فيه وتوقعاته الإيجابية تجاهه وأن التعثر والخطأ ليس عيباً طالما أنه يتعلم منهما ويصبح أفضل ولو بدرجة.
نصيحة أخيرة وهي التدرج بمعنى أن هذا الشاب إن كان يصدر منه سلوكاً سيئاً في عشر جوانب مثلاً فلا يمكن أن نبدأ في إصلاحها معاً وإنما نبدأ دائما بالأيسر والأهم ثم الأكثر صعوبة والأقل أهمية ، ولا ننسى الدعاء بأن يصلح الله حاله.
لا شك أن التعامل مع المراهق وخاصة العنيد يحتاج إلى قراءة الكتب وحضور الدورات، ولكن لعل هذه الإجابة تشير إلى بعض الأركان الأساسية التي يمكنكم التوسع في الاستزادة بالمعرفة عنها بالتدريج.
واقرئي أيضًا:
فهم الطفل والمراهق
ابني عنيد جدا: طبيعي! ربما
أختي المراهقة عنيدة.. أين المشكلة
تربويات الطفل العنيد: الأسباب والعلاج!
أنا وأمي وأخي المدلل والقطط!
أخي ....... الطفل المدلل القلق
التعامل مع الطفل العنيد (1-18)
المراهق صعب المراس
العلاج الأسري الوظيفي للمراهقين