السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكورين على الجهد الكبير الذي تقومون به، ومن متابعتي للمشاكل التي تعرض عليكم وطريقة حلها لم أتردد لحظة في إرسال مشكلة إنسانة عزيزة على قلبي أجدها الآن تعاني من اضطراب هي ذاتها لا تدركه، ولكن أي شخص يرى تصرفاتها يستطيع التكهن بوجود شيء غريب أنا شخصيا لا أستطيع تحديده أو تفسيره، ولكن أود أن أنقل لكم الصورة التي أراها بتفاصيلها.
اعذروني لأني سأطيل الحديث علكم تفيدوني إن كان اضطراب أو مرض، وهل هو بحاجة إلى علاج وكيف لي مصارحتها بوضعها خاصة أن الموضوع حساس وليس من السهل أن تخبر شخصا بأن تفسير تصرفاته هو كذا وكذا.... ولكن مهما كلفني الأمر لا أستطيع أن أراها تنجرف في موضوع كهذا وأتركها دون نصحها أو مصارحتها بعدم طبيعية الشيء الذي تقوم تمر به..
صديقة لي (على قدر كبير من الوعي والثقافة والأخلاق والدين والرقي والذوق) بلغت عمر 48 عاما ولم تتزوج وتعيش في شقة مستقلة وحدها في بناية يعيش فيها اثنان من إخوانها الذكور المتزوجين، إلى أن من الله عليها قبل شهر ونصف وتمت خطبتها وتزوجت منذ 10 أيام فقط..
كان من الطبيعي لأنثى مضى فيها العمر دون زواج ودون أطفال أن تستغل أي فرصة لملء تلك العاطفة التي تعتبر غريزة طبيعية في الأنثى (عاطفة الأمومة).
صديقتي هذه تعمل معلمة في مدرسة ثانوية وأثناء تدريسها تعلقت بها طالبة من طالباتها منذ 10 سنين إلا أن صديقتي لم تكن تطيق هذه الفتاة لأنها ليست من مستواها لا أخلاقيا ولا اجتماعيا ولا عمرياَ ولا فكريا ولكن بقيت هذه الفتاة تلاحق صديقتي تكلمها هاتفيا وتذهب إلى منزلها رغم أنها تشعر بأنه غير مرغوب فيها من قبل صديقتي، حتى بعد تخرجها من المدرسة لم تمل أبدا من أن تجعل صديقتي تتقبلها.
وفعلا مع الأيام حصل ما كانت ترجوه، فجاءت مشيئة رب العالمين أن تتوفى والدة الفتاة وبالتالي أصبح لها دافع أكبر في التقرب من صديقتي وإعلان احتياجها لها كأم بديلة لأمها المتوفاة وبدأت صديقتي تشعر أيضا باحتياجها لأن يكون لديها ابنة وتعتبرها بمثابة الابنة التي لم تلدها ويمكنها ترويض (عفوا بالمصطلح) تصرفات هذه الفتاة لتصبح لائقة بأن تكون ابنتها.
بدأت تتقبلها تدريجيا رغم كل مساوئها وحاولت أن تربيها من جديد ولكن عبثا فالأمراض النفسية متغلغلة في تلك الفتاة إلى الأعماق نتيجة البيئة التي نشأت فيها (كذب يصل إلى حد المرض، وقاحة، بذاءة لسان تصرفات عدوانية لفظيا وجسديا... إلخ) بمعنى أنهما طرفان متناقضان تماما وما يربطهما هو (الاحتياج العاطفي) فقط.
حتى الآن لم تبدأ المشكلة، ولكن مع الأيام وتحديدا قبل سنتين قامت الفتاة بإجراء عملية جراحية بسيطة وقامت صديقتي بأخذ هذه الفتاة بعد خروجها من المستشفى وبإذن من والدها لتنام عندها في منزلها كي تعتني بها وفعلا أمضت عندها عدة أيام إلى أن تعافت، بعدها أصبحت الفتاة تذهب لتنام في بيت صديقتي بشكل أسبوعي بحجة تغيير الجو في نهاية الأسبوع، وشفقة من والدها عليها لكونها ابنته الصغرى وفقدها لحنان الأم كان يسمح لها بذلك.
كان الجميع يستهجن تواجد هذه الفتاة بشكل يومي في منزلها ووصلت صديقتي إلى حد أنها لم تعد تستطيع الاستغناء ولا ليوم واحد عن هذه الفتاة، ومن يرغب في زيارتها عليه القبول بوجود هذه الفتاة وعدم الاعتراض وإلا فالأفضل ألا يأتي، ورغم كل الانتقادات التي وجهت لها من قبل المقربين لها بالتناقض الفظيع بين الشخصيتين (وما الذي يجعلك تتمسكين بمثل هذه النوعية) فإنها بقيت لا بل ازدادت الأمور تعقيدا.
وهنا بدأت ألحظ أن ثمة خطب أصبحت الفتاة لا تجلس إلا في حضن صديقتي بوجود أغراب أو عدم، تمضي الجلسة وهي تقبل صديقتي واعتبرنا أن الموضوع موضوع عاطفة واحتياج إلى أن بدأت ألاحظ بعض التصرفات التي خرجت عن علاقة أم بابنتها فأصبحت أرى أن الفتاة تقبل صديقتي على فمها وبطريقة عنيفة جدا، ويد الفتاة تصل إلى مناطق بعينها، وغيرها من التصرفات غير الطبيعية لست أعرف مسماها وفيها عنف فظيع كأن تمسك وجهها لدرجة أنني أشعر للحظة أن وجه صديقتي سيخرج بين يديها، علامة التقريص والشد العنيف يظهر على ذراعي صديقتي.
ما يدهشني في الأمر أن صديقتي تضحك ولا تستاء من هذه التصرفات ولا توقفها أو تمنعها على الأقل أمام الناس، لست أدري إن كانت الأمور أكبر في حال عدم وجود أشخاص وذلك لأن الفتاة قد سبق أن تباهت أمام الناس أنها تنام ملتصقة بصديقتي، وممن شهدوا هذا المشهد بأم أعينهم أخت صديقتي.
ولكن إذا كان هذا ما يحدث أمام الأعين فالله أعلم أن المخفي أعظم وهذا ما يقلقني على صديقتي وليس لدي الجرأة الكافية أن أفاتحها في مثل هذا الموضوع وأفهم منها ما تفسيرها للذي يجري خوفا من أن تفهم أنني أشكك بأخلاقها.
ولكن الشيء الوحيد الذي أتأكد منه أنه إذا كان هذا نوعا من الشذوذ فصديقتي لا يمكن أن تكون كذلك فأنا أعرفها منذ زمن بعيد (كما ذكرت في البداية فهي قمة في الأخلاق والدين والرقي) ولكن ما وصلت إليه من تحليل -وحبذا لو تؤكدونه لي أو تنفونه-:
أن صديقتي تعتقد جاهلة خاصة أنها لم تكن أما حقيقية ولا ليوم واحد في حياتها أن هذه ما تسمى (بعاطفة الأمومة) لا تدري أنه في الوضع الطبيعي الابنة لا تقبل أمها من فمها ولا تلمس أمها من أماكن حرجة وغيرها وخاصة أن الفتاة ليست طفلة حتى تكون هذه التصرفات مبررة لفتاة تبلغ من العمر 26 عاما.. فهل ممكن أن تكون صديقتي لا تشعر أن هذه التصرفات غير سوية ولو كانت تشعر لكانت منعتها على الأقل أمام الناس ولكنها لم تفعل وهذا ما يجعلني متأكدة أن صديقتي تجهل التفسير الحقيقي لما يحدث وأن هذا الشيء غير طبيعي وغير مقبول لا أخلاقيا ولا دينيا ولا عرفيا.
بالنسبة للفتاة أنا متأكدة أنها مريضة بدل المرض 10.. ولكن ليست هي من تهمني، همي أن أعرف هل من الممكن أن تكون صديقتي مدركة أن ما يحدث يدخل في باب الشذوذ وبالتالي هل هي مريضة؟؟ وإن كانت كذلك فما هو مرضها؟؟ وكيف لي مساعدتها؟؟ وما العمل إذا رفضت وصدتني واعتبرتني أنني أسيء لها ولأخلاقها؟؟ أريد سحبها من طوق النار الذي يحيط بها، لا أريده أن يبتلعها ويؤذيها ويقضي عليها خاصة أني اعتقدت أن الأمور ستتغير بعد زواجها وستشبع غرائزها من خلال علاقتها الشرعية والطبيعية بزوجها.
ولكن ما حدث أن الفتاة لم تفارقها يوما واحدا بعد الزواج.. تأتي لها صباحا ولا تتركها إلا مساء حتى في فترة تواجد الزوج بالمنزل فوجوده لا يمنعها من البقاء، والرجل منذ فترة الخطبة بدأ يتذمر من هذا الوضع، وإن تحمل الآن فلن يتحمل مستقبلا، ولا أخفيكم أكثر ما يقلقني أن تتدهور علاقة صديقتي بزوجها بسبب تعلقها بهذه الفتاة التي لم أعد أرى له مبررا منطقيا بعد زواجها.
أسعفوني بالحل أرجوكم سريعا، لا أريد لصديقتي أن تخسر زوجها كما خسرت علاقاتها مع الأقرباء والأصدقاء ومن ضمنهم أنا لولا أنني باقية على صداقتها إلى هذه اللحظة لأنني متأكدة أنها تتصرف دون إدراك، فمن يسمع كيف تغير حال صديقتي لا يفاجأ بل يصعق من التغيير الرهيب في تصرفاتها وكل السنين التي مرت بكفة وشهر الخطبة بكفة أخرى والسبب أيضا يرجع إلى تضاعف التعلق بين الاثنتين.
لقد وصل بي الأمر أن أشك أن هذه الفتاة قامت بعمل سحر لصديقتي فهاتفت صديقتي وقلت لها إني أشعر بعدم ارتياح وبالفترة الأخيرة أمرض بشكل مستمر وليس هناك أفضل من كلام الله كي يساعدني وأرغب منك مرافقتي إلى شيخ يعالج بالرقية الشرعية وفعلا ذهبنا ونحن في الطريق طلبت منها أن يقرأ عليها الشيخ بحجة أنها مقبلة على مرحلة جديدة والأعين مفتوحة عليها فمن باب التحصين ورد العين لكنها رفضت وجعلت الشيخ يقرأ علي فقط.
فكرت في شتى الأفكار والحلول ولم أصل لشيء سوى أننا لم نعد نتكلم لمرة إلا ويحصل بعدها مشكلة والسبب تعلقها المبالغ فيه بالفتاة.
تسمح لي بالتحدث في أصغر وأكبر الأمور ولكن إذا فكرت بالاستفسار أو التلويم حول علاقتها، أو أين كنت، أو اتصلت بك فلم تردي... الخ تقوم القيامة ولا تقعد.
حتى يوم زفافها اختلفنا ومن شدة تأثري بالكلام الجارح الذي قالته لي، تعرضت لشد أعصاب قوي أثر على حركة يدي والمشكلة أنها لم تعد تعترف أنها تخطئ بحق الناس، بل على العكس ترى أن جميع الناس ضدها ولا يريدون سعادتها وتقول ما لكل الدنيا متغيرة معي؟؟؟ معتقدة أن الفتاة هي الوحيدة التي تقف إلى جوارها والجميع يشعر بالغيرة.
على ذكر الغيرة أؤكد لكم أن محتوى رسالتي ليس وجهة نظر شخصية نابعة من غيرة وإنما هي نتاج مناقشة مطولة مع أخواتها وأعز صديقاتها فنحن جميعا نريد مساعدتها وسعادتها.
أعلم أنني أطلت كثيرا ولكنني متأثرة على صديقتي وكما ذكرت لن أسمح لها أن تخرب بيتها وحياتها لأنها لا تريد أن تسمع تفسير الوضع الذي تمر به، وكم هي صعبة أن تطلق بعد أن ارتبطت في سن متأخرة وتتعرض لاتهامات الناس وألسنتهم التي لا ترحم.
لذا أرجوكم أود إجابة سريعة
وأتمنى أن لا تتأخروا علي ويصلني الرد بعد فوات الأوان.
21/12/2024
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكرك على تقديرك لما نبذله من جهد على الصفحة سائلين الله أن يتقبله منا ويجعله علما ينتفع به ما دام النت قائما.
يجب أن تتروي في تفكيرك وتخففي من غضبك واندفاعك لأن الغضب والاندفاع يذهبان العقل ويطغيان على البصيرة، ودعي عنك أمور السحر التي نرمي عليها جميع عيوبنا ونتنصل من مسؤولياتنا.
فهل صديقتك بالغة عاقلة تملك حق الزواج والتصرف في مالها متعلمة وصاحبة مهنة رغم عدم موافقة سلوكها للمعايير المقبولة أم غير ذلك؟.
إجابة السؤال ستريح بالك وتقنعك بأن صديقتك قد تغيرت بالفعل، ولكن تغيرها كان بإرادتها، قد تكون الفتاة الصغيرة شجعتها وجملت لها الحرام فاتبعته، ولكنها أكثر مسؤولية من الصغيرة بحكم السن والخبرة ومع نضج الصغيرة ما زالت صديقتك تفوقها عمرا.
هذه هي الحقيقة ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على الإيمان وكان يستعيذ من الفتن.. قد تكون صديقتك فتنت ولكنها ما زالت مالكة لقواها العقلية وما تعانيه يصنف ضمن الانحرافات الاجتماعية فهي قد طاب لها الشذوذ بعد تعرفها عليه وما تروين من تفاصيل بحيادية تامة عن دفاعها عن الفتاة وتمسكها بها يقول بأنها واعية لما تفعل ولكن حبك لها فقط هو ما ينكر عليك الإقرار بما تعرفين أنه حق.
هي كراشدة حرة في تصرفاتها وحياتها وانحرافها وزواجها وطلاقها أمر تسأل عنه وليس عليك أكثر من النصح لها وقد فعلت وأكثرت، ولكنها اختارت ألا تسمع والآن جاء دورك أنت كي تنتبهي لما في سلوكك وكلامك من سمات واضحة للشخصية القهرية التي تميل للسيطرة وهو ما يسبب لك المعاناة فصديقتك لم تشتك فانتبهي لما يحدث لك.. فبعد أن قمت مشكورة ومأجورة بإذن الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يبقى عليك الالتزام بـ (ما ضركم من ضل إذا اهتديتم) وقد تختارين أن تقطعي علاقتك بها خوفا من تأثير انشغالك الشديد بها وانحرافها على مسؤوليتك المباشرة وهي أسرتك وصغارك.
سأطلب منك استحضار أن اختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ورحم الله من أهدى إلي عيوبي وأقول بأني أقدر كريم مشاعرك وعظيم اهتمامك بصديقتك راجية أن تكون أخوة في الله وغيرة على محارمه ولكن انتبهي لنفسك وجربي أن تطلبي المساعدة كي تتخلصي من سماتك القهرية التي تسبب لك المعاناة إلى حد التشنج الجسدي نتيجة الضغط النفسي.
تلك السمة التي تعبرين عنها بوضوح بقولك لن أسمح لها بأن تخرب بيتها وحياتها فأذكرك عزيزتي مرة أخرى أنه لا تزر وازرة وزر أخرى وأن كل إنسان صاحب حق في حياته وكل يأتي وعمله معلق في عنقه فعيشي حياتك ودعي من كانت صديقتك تعيش ما اختارت من حياة بائسة وادعي لها ولسائر الضالين من المسلمين بالهدى والتقى لتفوزي بأجرهم جميعا إن شاء الله.
واقرئي أيضًا:
هل صديقتي شاذة؟؟ ماذا أفعل؟
هل صديقتي شاذة ؟ احتمال وارد!