السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكركم على هذه الخدمة وأتمنى أن تساعدوني، أشعر دومًا باكتئاب حاد، ولم يعد لي أصدقاء؛ حيث إنني حينما أصادق أحدًا أجده ليس جديرًا بصداقتي، لست أدرى هل العيب فيَّ أم في الناس؟! هل هم لا يقدرون حبي وعطائي أما أنا المخطئة؟ حيث إنني متقلبة، ولا أستطيع السيطرة على أحزاني؛ فأبتعد عن الناس؛ حتى أصبحت وحيدة، أحزاني تكاد تقتلني؛ حتى أصبحت أكره كل من حولي، وأكره نفسي، ولا أستطيع التخلص من هذه الحالة، ولدي رغبة في البكاء حينما أسمع أي أغنية حزينة؛
حتى إنني أرفض أي إنسان يتقدم لي؛ بسبب حادثة قد تعرضت لها وأنا صغيرة، أثرت على حياتي، وتمنعي من الارتباط بأحد، ومن المحتمل أن تكون جزءًا من معاناتي، وأيضًا أنا أحيا في بيت مشترك كله مشاكل؛
لذلك أصبحت أحمل في صدري الكثير والكثير؛ حتى أصبحت غير طبيعية، لا أريد أن أصادق أحدًا، أو أحب مثل باقي البشر، وعانيت كثيرًا من ذلك، وكانت النتيجة أن أثر ذلك على صحتي، وجريت وراء الأطباء، وكل جزء في جسمي يشتكي،
أصبحت أعاني من القلق والخوف والشك، ولا أستطيع أن أستشير دكتورًا نفسيًّا؛ لأسباب كثيرة،
خبرني ما الحل؟!
22/12/2024
رد المستشار
أختي العزيزة، في الحياة أسباب كثيرة للحزن، منها ما هو محفور في النفس منذ وقت طويل، ومنها ما هو مزمن في الواقع، وربما في المستقبل، والحزن شعور طبيعي ينتاب الإنسان تفاعلاً مع تلك الأسباب، وعندما يجتمع الحزن مع الوحدة نصبح سجناء في زنزانة قضبانها ضلوع الصدر، وعظام الرأس، وجدران الانفراد بأشباح البؤس تفتك بنا، قد ينقلب الأمر من كونه عرضًا من أعراض الحياة إلى مرض من أمراض النفس؛ يستدعي علاجاً بالعقاقير وغيرها، فعندما تصل الأمور إلى اضطراب في بيولوجيا الجسم، وكيمياء البدن لا تكفي النية الحسنة، والإرادة الطيبة، ومشاعر الدعم والتعاطف من المحيط، بل لا بد من تدخل يعيد التوازن إلى تراكيب البدن.
والإنسان محتاج إلى الأصدقاء والأحباب، محتاج إلى الدعم النفسي والاجتماعي؛ ولذلك شرع الله الزواج، وحض على التآخي والحب في الله، ليس لأن البشر ملائكة لا يخطئون، ولكن لأنه خلقهم محتاجين للتواصل، والتواصل مشاركة، وأنت تحجبين أسباب شقائك حتى عنا، ونحن لا نعرفك، فما بالك بمن تصادقين، إن الصديق يحب أن يكون قريباً وشريكاً في الأفراح والأحزان، تحتاجين إلى تصحيح تصوراتك عن نفسك وعن الناس وعن المستقبل.
ولا بد أن تتدربي على الثقة بأحد، وحاولي معنا فنحن محتاجون لمعلومات أكبر عن تلك الحادثة التي تعرضت لها وأنت صغيرة، وأثرت عليك؛ حتى تمنعك من الارتباط بأحد، وما معنى "البيت المشترك" الذي تعيشين فيه؟ ولماذا لا تستطيعين مراجعة طبيب نفساني؟ وما هي الأحزان التي يزدحم بها صدرك حتى انعكس ذلك على كل جزء من جسمك؟! في مثل حالتك فإن البوح هو أول خطوات الحل، فلا بد أن نعرف المشكلة حتى نصف لك حلاً أو علاجاً، وفي هذا الصدد فإن ما ذكرته كان كلاماً عامًّا مبهماً، وإن كان يتضح فيه شيء، فإنه ليس سوى الحزن والشك والوحدة، نحن معك، وفي انتظار تفاصيل أكثر عن طبيعة مشاكلك النفسية والمنزلية والأسرية.
واقرئي أيضًا:
ضحية التحرش: كالعادة تتألم وتلوم نفسها
تتألم صامتة وتلوم.... ضحية التحرش
ضحية التحرش: التوجه نحو الذات والانفصال!
ضحية التحرش: الخوف من المشاعر ليس انعدام!
السيناريو المكرر : ضحية التحرش تتألم وتلوم نفسها!