السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاماً، أقيم في "مونتريال" منذ 3 سنوات وأتابع موقعكم منذ سنتين بشكل أسبوعي، فكرت في تأسيس أسرة على سنة الله ورسوله، ولا أستطيع العودة إلى الوطن لانتقاء شريكة الحياة، وقد فاتحت أسرتي في الأمر، ورشحوا لي فتاة لا أعرفها، وأرسلوا لي صورتها الفوتوغرافية، وحادثتها في الهاتف ولم يقبل أهلها بالفيديو عبر الإنترنت؛ ووجدتها مؤدبة، وقد أرسلت لي بناء على طلبي عدة صور أخرى، لكن واقعيًّا أنا لم أرَ سوى الصور!
وسؤالي هو: هل من الممكن أن يتزوج المرء فتاة لم يرها رغم أن الرسول قال: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما؟ وأنا أنشد نصيحتكم من واقع خبرتكم، علماً بأنني لا أريد أن أجرح هذه الفتاة، وفي الوقت ذاته لا أستطيع العودة للوطن لمقابلتها.
21/12/2024
رد المستشار
لا يمكن يا أخي العزيز، أن نضع للقلوب مقياساً مثل: الـ "ISO" تحب بمقتضاه، أو تعليمات تشغيل إذا خالفتها النفوس نقول: إن خللاً قد أصابها.
هناك من البشر من يحتاج إلى وقت لتنمو فيه عواطفه رويداً رويداً، وهناك من تنفجر عواطفه من اللقاء الأول، وهناك من يألف الناس سريعاً، ويكرههم سريعاً، وهناك من لا يحب إلا مع المطاولة كما قال: ابن حزم وغيره.
فإذا كنت أنت شخصيًّا قد اكتفيت بالصور، فلا يضيرك هذا، وإذا كنت لم تكتفِ فلا يعيبك، ومن حقك أن تنظر لمن تود خطبتها، وتراها رأي العين.
تبقى مسألة تعذر نزولك إلى الوطن لظروف لم تذكرها، وهنا أقترح عليك أن تخاطب أهل فتاتك موضحاً أنه من الأفضل لك ولها، بل ربما يكون الأمر مهماً وأساسيًّا، أن تتقابلا "وجهاً لوجه" في لقاء طبيعي مثل أي راغب في خطبة، وأقترح عليك أن يتم هذا اللقاء خارج بلدك، فيمكنك أن تقابلها مع محرم في "مكة المكرمة" مثلاً، فتكون عمرة وزيارة ومشاهدة، مع توضيح أن هذا اللقاء سيعقبه حسم للمسألة من جانبها وجانبك بالرفض أو القبول، ولا تنس الاستخارة، وأهلاً بكما في "مصر" إن شئتما أن تتقابلا فيها.