السلام عليكم
أود استشارة موقعكم في مشكلة أسرية تؤلمني أشد الألم آملا في رأيكم الحكيم
من بين كل إخوتي، هناك شقيقتان لم تهنئاني على مشروع تخرجي، وبدأت أشعر بأنهما تكرهانني. لقد شكرت إحداهما في عبارة الشكر على المشروع، على الرغم من أنها كذبت عليّ وأذتني في الماضي.
أما الأخت الأخرى، التي لم أشكرها، فقد أساءت إليّ مرات لا تُحصى. لقد أطلقت عليّ أسماء فظيعة، وتحدثت عني بألفاظ بذيئة، بل حتى قالت لي إنني "مريض عقليًا وأحتاج إلى علاج". كما فعلت العديد من الأشياء المؤذية الأخرى على مر السنين، وقد وصلت إلى نقطة حيث لم أعد أرغب في التعامل معها بعد الآن. حتى أننا لا نتحدث الآن، ولا أشعر بأي رغبة في إصلاح تلك العلاقة.
في هذه المرحلة، "لا أشعر بأي تردد في قطع العلاقات مع كليهما،
لأنني لا أراهما كأشخاص يجلبون أي شيء إيجابي إلى حياتي".
29/12/2024
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
رسالتك المختصرة خالية من تفاصيل حول تاريخ العائلة وتفاعل أعضائها البعض مع البعض الآخر. التحليل هو لشاب يشعر بالمرارة تجاه شقيقتيه لعدم تهنئتهن على نجاحه ويعبر عن رغبة في قطع العلاقات معهما، يمكن أن تكون هناك عدة ديناميكيات نفسية وعلاقية تلعب دورًا. أي طبيب نفسي أو معالج نفساني يحلل الأمر كالآتي:
الاستجابات العاطفية
مشاعر الأذى والرفض: من المحتمل أن تشعر بعدم التقدير والأذى. النجاح غالبًا ما يكون لحظة يسعى فيها الأفراد للحصول على التقدير والاعتراف من أحبائهم. إن عدم الاعتراف من شقيقاتك قد جعلك تشعر بالرفض.
الاستياء المرير: يمكن أن تنشأ المرارة من الإهانات المتصورة أو الإهمال. إذا كنت تضع قيمة كبيرة على الاعتراف العائلي كمقياس لإنجازاتك، فإن غياب التهاني يمكن أن يُفسر على أنه نقص في الدعم أو الحب.
العوامل النفسية
التوقعات: قد يكون لديك توقعات بشأن كيفية استجابة أفراد الأسرة للأحداث المهمة في حياتك. عندما لا تتحقق هذه التوقعات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاعر خيبة الأمل والمرارة.
النجاح الفردي مقابل النجاح الجماعي: يمكن أن يُنظر إلى النجاح أحيانًا من خلال عدسة المقارنة الاجتماعية. إذا كنت تشعر أن شقيقاتك يجب أن يحتفلن بإنجازاتك ولكنك لا ترى ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم مشاعر العزلة أو الصراع.
القيم الشخصية: قد يُقدّر الشاب بشكل كبير ولاء الأسرة والدعم. إن غياب هذه القيم من شقيقاتك المتصور قد يثير مشاعر أعمق من الخيانة أو الهجر.
الديناميكيات العلاقية
مشكلات الاتصال: قد تكون هناك مشكلات اتصالية أساسية داخل الأسرة. إذا كانت الشقيقتان غير مدرِكتين لتوقعاتك أو إذا كانت هناك صراعات غير مُعالجة، فقد تُفاقم هذه الحالة سوء الفهم والمرارة.
أنماط محتملة: قد تكون هذه الاستجابة نمطًا في علاقاتك. إذا كنت تشعر غالبًا بالإهمال أو عدم الاعتراف من قبل عدة أشخاص في حياتك، فقد تميل إلى الانسحاب أو قطع العلاقات كنوع من آلية الدفاع.
الآثار على المدى الطويل
قطع العلاقات: يمكن أن تشير الرغبة في قطع العلاقات إلى استراتيجية دفاعية لحماية نفسك من مزيد من الألم العاطفي. ومع ذلك، من المهم النظر في الآثار طويلة المدى لهذا القرار، حيث قد يؤدي ذلك إلى الندم أو الصراع المستمر داخل الأسرة.
فرصة للنمو: عليك بصياغة هذا الأمر فرصة للتفكير والنمو. بدلاً من قطع العلاقات، قد تستفيد من التعبير عن مشاعرك مباشرة لشقيقاتك، مما يعزز التواصل المفتوح وقد يؤدي إلى حل مشاعر الأذى والمرارة.
باختصار، من المحتمل أن تنبع مشاعر المرارة والنية لقطع العلاقات مع شقيقاتك من توقعات غير محققة بشأن الدعم العائلي والاعتراف. قد تؤدي معالجة هذه المشاعر من خلال التواصل المفتوح إلى نتيجة أكثر بناءً، مما يساعده على التنقل في علاقاتك بشكل أكثر فعالية. قد تسمح لك فهم الأسباب الجذرية لمشاعرك أيضًا بمعالجة أي مظالم كامنة وتعزيز ديناميكيات أكثر صحة داخل أسرتك.
تجاوز هذا الأمر ولا تفكر بالقطيعة.
وفقك الله.