اللهم صلي على محمد وعلى آله، أما بعد
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، أحببت فتاة قبل عامين، وأحبتني، وتعرفنا على بعضنا، وطلبت يدها، وجميع أهلها وافقوا إلا أباها؛ لكونها كانت في السنة النهائية من دراستها الجامعية، وطلب إخوتها مني الانتظار لحين تخرجها، وأثناء تلك الفترة ارتبطنا بعلاقة حب، تطورت بعد ذلك إلى تبادل القبل!!
وقبل 8 أشهر أجبرها أبوها على خطبتها لشخص آخر، وبعد خطبتها تقابلنا عدة مرات، وازداد تعلقها بي.. وفي إحدى المرات لامست جميع أعضاء جسمها، وكأننا مارسنا الجنس!! وحصلنا على الذروة.. لكن خارجيًّا.
وقبل أربعة أشهر تزوجت أنا.. وزوجتي ممتازة معي، وقبل شهر تزوجت تلك الفتاة السابقة، ولا تزال تكلمني على الهاتف، وأنا أحاول التخلص منها؛ حتى أتفرغ لزوجتي.
وأريد أن أعرف هل ما كانت تفعله معي هذه الفتاة هو الحب أم لا؟!
وماذا علي أن أفعل حتى يغفر لي الله؛ لأني لامست جسمها؟! وشكرا
3/1/2025
رد المستشار
أخي السائل، هناك من الأسئلة التي تردنا ما لا نفهم معناها؛ لأنها مختصرة أو مكتوبة بلغة غامضة، أما سؤالك فلم نفهم سببه أو غايته!!؛ فما فائدة أن تكتشف اليوم أن الذي كانت تفعله معك فلانة كان حبًّا أو كان غير ذلك؟!
أنت الآن متزوج، وهي متزوجة فما الداعي لهذا السؤال؟ وماذا سيرتب على الجواب؟!
يا أخي، في غفلة عن الإيمان المتين، والخلق القويم، والسلوك السليم حدث بينكما ما حدث من مقدمات للزنا – وهذا هو اسم ما حدث بينكما ـ وتعرف أنت ـ وهي كذلك أن هذا حرام، وإثم تورطتما فيه معاً تحت دعوى الحب الذي أصبحت الجرائم كلها تُرتكب باسمه، وحتى كره الناس سيرته، وحتى اسمه، رغم أن مطلق الحب هو عاطفة تدفع إلى الخير والعلا، ولكن التعبير عن هذه العاطفة قد يأخذ أشكالاً مشينة، وأوضاعاً محرّمة، فما ذنب الحب أن يسيء إليه وباسمه بعض المحبين؟
يا أخي، الفتاة التي كنت على علاقة بها أصبحت الآن زوجة، ويبدو أنها تريد للعلاقة التي كانت أن تستمر وتتطور، فهل فقدت أنت عقلك لتجاريها في هذه الرغبة الحمقاء؟!
إن الاستمرار في هذا الطريق مليء بالأخطار والأخطاء، والآثام والآلام فهل تفسد علاقة زوجتك الممتازة معك، وتضحي بما بينكما من عاطفة جميلة ونظيفة من أجل وجبة من الطعام الفاسد المسموم، وخيم العواقب في الدنيا والآخرة؟!
أين عقلك يا أخي؟! هل ستترك نفسك لتتلاعب بك هذه التي أتاحت لك العبث بجسدها مرة، وربما تتيحه لغيرك، وربما.. وربما... هل تعشق الطعام الرديء، واللحم الفاسد؟! هل تريد أن تخسر زوجتك، وربما سمعتك؟! لا أظنك تريد أي شيء مما تقدم.
اقطع صلتك بهذه المرأة تماماً، واطو تلك الصفحة تماماً؛ فهذه أول شروط التوبة إلى الله مما فعلتما معاً "أنت وهي"، الإقلاع عن الذنب أول خطوات التوبة منه، والندم الشديد على ما كان خطوة هامة أيضاً، ولن يكون ندم، وأنت تردد وتتساءل، وتردّ على مكالمات هذه المرأة اللعوب.
اهجر هذا السبيل، وإلا أفسدت كل جميل في حياتك وحياتها؛ لأن من يأكل من اللحم الفاسد الرخيص مرة، ربما يغريه الشيطان بالاستمرار عليه مرات ومرات حتى يدمنه، وفي إدمانه فساد البطن والعقل والدين.
وحين يرى الله منك صدق التوبة، أرجو أن يغفر لك ما كان من ذنب. والله معك.
وتابعنا دائما بأخبارك