مشكلتي مع حماتي أم زوجتي؛ حيث أنها امرأة متكبرة مغرورة؛ لا تحترم آراء أحد مهما كان، وكل من يقف معارضًا لرأيها تشنع به وتستهزئ به أمام الجميع، وتتدخل في كل كبيرة وصغيرة، وتعطي رأيها فإن أخذت به كفت عنك شرها، وإن خالفتها ولم تأخذ برأيها استهزأت بك، وأشاعت عنك دعايات لا أصل لها، ولكن لا تواجهك، وإنما من ورائك، وكما تحاول أن تهدم الثقة التي بينك وبين زوجتك.
المهم منذ عشرين عامًا وأنا أقاسي وأعاني منها، ولم أعاندها أو أختلف معها إلى أن سمعت أنها تنشر كلاما عني غير صحيح، فواجهتها وتناقشت معها فأنكرت أمامي، وبعد أيام أعادت الكلام أمام زوجتي وأضافت عليه كلاما خطيرا هز زوجتي وأزعجها، وكل كلامها غير صحيح وكذبا، فمن أجل ذلك سافرت مع زوجتي دون أن أخبرها إلى أين التوجه، وكنت مسافرًا إلى عدة دول، وقالت لها زوجتي: إننا مسافرون، وذكرت لها أول دولة سنتوقف بها؛ لأنني لم أخبر زوجتي عن الدول الأخرى، ولما علمت أننا لم نخبرها بكل الدول التي سوف نسافر إليها وبالتفصيل قامت قيامتها وغضبت بشدة، وأصبحت تُخرج من لسانها كلاما كله تلفيق وكذب أمام كل أفراد عائلتها؛ فقمت بمقاطعتها وعدم الذهاب إلى بيتها.
وقلت لزوجتي: هذه أمك يجب عليك برها أما أنا فليس لها عليَّ شيء طالما أنها بهذه السلوكيات غير اللائقة، ولن أمنعك من زيارتها أبدًا، ومشينا بذلك، وحاولت بكل جهدها أن تجعلني أعود إليها وأعتذر لها، فلم تفلح فأعلنت الحرب علي أمام عائلتها، وقاطعني كل أفراد عائلتها خوفًا منها، ومع ذلك لم أسأل ولم أهتم؛ لأنني بالأصل علاقتي بهم عادية،
والآن إنني أمام هذه المشكلة التي يهمني فيها حكم الدين، أنا أعلم أن ما أقدمت عليه من مقاطعتها غير جائز؛ ولكن ليس باليد حيلة فهي تصنف نفسها من الدعاة إلى الله وتعمل عكس ذلك، مع أن والد حماتي من كبار وكرام الدعاة في هذا العصر، بل إنه في رأيي من أفضلهم وبيني وبينه حب كبير، ولكن حاول لإصلاح الأمر فلم يستطع نظرا لكبر سنه ومرضه ومات رحمه الله ولم يفلح في الإصلاح بيني وبينها نتيجة أنها غير مخطئة، وإنما المخطئ هو أنا،
أرشدوني إلى الحل الصحيح؛ حتى لا يتأثر أولادي بموقف جدتهم مني ويكرهوها، وبالتالي يقاطعونها نظرا لما يرون من كذب كلامها عني
أرجو الإجابة على هذه المشكلة، وعدم إهمالها مع جزيل الشكر والتقدير
7/3/2025
رد المستشار
أخي الكريم: ماذا يمكن أن نقول لك؟!
إذا كانت شخصية والدة زوجتك بكل هذا السوء والانحراف، وكل هذه القوة والسيطرة التي لا يراها، ولا ينكرها غيرك "فيما يبدو" فماذا يمكننا القول؟ كثير من الحموات تكون غير موافقة على تزويج ابنتها من شخص معين ثم تقع الزيجة على غير إرادتها؛ فتبدأ في حرب خفية أو معلنة قد لا يكون هدفها المباشر هدم بيت الابنة، ولكن على الأقل إثبات أن رأيها هي كان صواباً، وأن زوج ابنتها هذه ليس جديراً بها و.. و.. إلخ.
ولا يوجد أصعب من مواجهة امرأة تقدم بها العمر، وتفرغت بعد تربية الأولاد، ورحيل الزوج، إلى إشعال الفتن، ونشر الأكاذيب، لكن مثل هذه الكارثة يمكن أن تسقط ففي لحظة إذا ثبت للجميع - ولو مرة واحدة - أنها كاذبة وشريرة.
ويهمنا أساساً - كما يهمك - زوجتك وأولادك، فلا تسمح بوجود مساحات غموض، أو آفاق ضباب، أو مناخ سالب؛ فعقارب الدس والأكاذيب تهوى العيش، وتتكاثر أسرع في المياه الراكدة، فلا تعطي فرصة لذلك. كن واضحاً ومستقيماً، واترك للظروف أن تثبت لأسرتك وللجميع – ولو لمرة واحدة – صدقك وكذبها، وحكمتك وشططها،
ولا تطمح إلى إصلاح شخصيتها فهذا يفوق طاقتك، ولا يدخل في واجباتك، وإنما اجعل هدف سعيك أن تكف أذاها عنك، وعن أسرتك، وأن تعيشا في هدنة تتجدد حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، واحذر أن تهبط بنفسك إلى حضيض لا يليق، أو أن تبدد جهدك في أتون الصراعات الجانبية، واحذر كيد النساء فإنه - كما أثبت القرآن - عظيم.
واقرأ أيضًا:
بعد الخطبة حماتي سبب كل المشاكل