أنا فتاة في بداية العشرين من العمر، وأدرس الطب وفي السنة الثانية تقدم لي شاب في السنة السادسة لا يكبر عني سوى سنتين ونصف، وتقدم لي وأنا في شهر الامتحانات خوفا من أن أفهم اهتمامه الزائد لي بشكل غلط، ارتبكت كثيرا من طريقه كلامه معي نظرا لصراحته الزائدة ودخوله الجاد في الموضوع، ولا أدري إذا كان يعلم أن أمامي على الأقل 4 سنوات لإكمال دراستي.
بعد صلاة الاستخارة وما زلت أصليها وبالإضافة إلى شخصيته القوية التي أستطيع الاعتماد عليها في كل شيء وقيامه بكثير من المهام في الكلية كل ذلك جعلني أوافق مبدئيا بعد موافقة أهلي على أن افهم شخصيته ويفهمني.
ولكن من المرة الأولى ابتدأ القلق يراودني وإحساسي بالتعجل في الموافقة المبدئية؛ لأنه لم يفهم أنها مبدئية وقام بعرض تفاصيل الحياة القادمة علي، والتي أثارت لدي القلق أكثر لأنها لم تناسبني، ولا تناسب أهلي، تجاهلت ما قاله وحاولت أن أتعامل مع شخصيته لأفهمها، شعرت بنوع من المراهقة في طريقة كلامه وطلباته؛ وهو ما أدى إلى شعوري بالخوف من الكلام معه بالإضافة إلى أنني خجولة للغاية، وفهمه لشخصيتي يشعرني بإهماله لعدم موافقتي على شيء، وإلغاء لشخصيتي في الموافقة أو الرفض، وارتباطه الزائد بوالدته يجعلني أقلق أكثر وأكثر.
وكذلك أنا لا أعلم مستواه الديني أو الاقتصادي. أما عن مستواه التعليمي فيعتبر في المتوسط، وأحيانا أفكر بأني ما زلت في بداية المشوار وأنني تعجلت بكلمتي معه، خاصة أنه ليس لدي أي شعور تجاه هذا الشخص في الوقت الذي يظهر هو فيه حبي، ولكن أحس أنه يسهل على لسانه التعبير به.
أنا أول أخواتي، وأول فرحة لأبي وأمي ولا أريد أن أقع في أشياء أنا في غنى عنها من البداية، خاصة أن أبي مريض، وأمي ضعيفة، ولا أعلم ماذا أفعل، أرفض!! "لكن السبب في الرفض لا أدري إن كان كل ذلك كافيا أم لا".. أم أستمر في حديثي معه، مع العلم أنه ليس لدي الرغبة في ذلك.
أنا الآن "أصلي" صلاة الاستخارة وطلبت منه ألا يتكلم معي حتى الانتهاء من المادة الأولى من الامتحانات، "لكن في هذه الفترة أشعر بالقلق من اليوم الذي أتحدث معه؟؟ ماذا أقول؟ وماذا أفعل".
للأسف ليس لدي من أستشيره في تصرفاتي وتصرفاته معي،
أرجو ألا تهملوا رسالتي وأن تنصحوني بماذا أفعل؟
4/1/2025
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك على صفحة استشارات مجانين، الحقيقة أننا نهتم بكل الرسائل ولا نهمل أيا منها؛ فجمهور الصفحة يهمنا، ورسالتنا موجهة له أولا وأخيرًا.
انجذابك إلى هذا الزميل الذي تقدم لك في بداية الأمر طبيعي؛ فهو أكبر منك ولديه خبرة أكبر، خاصة أنكما في نفس التخصص؛ وهو ما يسهل عليه إنجاز المهام داخل الكلية، ولكن دعيني أناقش معك ما يحدث من حيث الإيجابيات والسلبيات.
أولا: بالنسبة للإيجابيات:
هناك بعض الأمور الإيجابية في مشكلتك، أولها أن هذا الشاب كان صريحًا معك منذ البداية؛ فتحدث معك حول موضوع الارتباط، وهذا أفضل بالنسبة لك حتى تفكري فيه على هذا الأساس، ومن الأمور الإيجابية أيضا أنه تقدم لأهلك، وأن موافقتهم عنه كانت مجرد موافقة مبدئية، بمعنى أنهم على استعداد أن يروا هذا الشاب وأنت أيضا حتى تقرروا جميعًا مدى قبوله ومناسبته وإمكانية الاستمرار معه والمضي قدما في موضوع الارتباط.
وبالرغم من أنه لم يفهم معنى الموافقة المبدئية -كما تقولين- فإن هذا الأمر أيضا فيه شيء إيجابي؛ فذلك قد جعله يصرح لك بتفاصيل الحياة القادمة؛ فكل هذا يساعدك على أن تري الصورة بوضوح أكبر وتفهمي شخصيته.
ثانيا: السلبيات:
لقد تناولت في رسالتك سلبيات كثيرة في هذا الشاب بدءًا من صراحته التي أربكتك ولا تزال تقلقك، وصولاً إلى طلباته وظروفه التي لا ترضيك ولا تناسب أهلك، وإحساسك بأنه مراهق، وتجاهله لرأيك وإلغائه لشخصيتك، والخوف من كلامه، وتعلقه الزائد بوالدته كلها نقاط ذات أهمية الآن وفي الحياة المستقبلة، ومن النقاط المهمة هي أنه لا يزال طالبا حتى الآن؛ فهل يعمل في أثناء الدراسة، وهل لديه دخل يجعله ينفق عليك ويفتح بيتا كما يقولون... هذه نقطة واحدة لكنها مهمة، وهل لديه خبرة ووعي ونضج تؤهله للزواج؟.
فكري في تلك الإيجابيات والسلبيات ووازني الأمور واضعة في الاعتبار أنك لا تزالين طالبة وفي بداية سنوات الدراسة، وفي تخصص ليس من السهل الجمع بينه وبين مسؤوليات الزواج والبيت نظرًا لكثرة التدريبات والمواد العملية بكلية الطب؛ فهل تناقشت معه حول إكمال دراستك؟ وهل رأيك يناسبه وطريقه تفكيره في هذا الأمر ترضيك أم أن حياتك الدراسية ستتوقف هنا؟.
لا أفهم لماذا تستمرين في الحديث معه على الرغم من أنك لا ترغبين في ذلك ولا تشعرين نحوه بالحب، بل يظهر عليك القلق من مجرد التفكير في أنك ستتحدثين معه. هناك نقاط تقلقك فكري فيها وناقشيها معه، وهناك نقاط تهمك ولا تعرفينها فاسأليه عنها حتى تكتمل لديك الصورة وتتخذي القرار المناسب؛ فأنت صديقتي -كما تقولين- أول فرحة أهلك، فتروِّي في اتخاذ القرار.
حبيبتي، سيتقدم لك الكثيرون، وليس المطلوب منك أن توافقي على أول من يطرق الباب إلا إن كان مناسبا، كما أنه من غير المطلوب منك أن تتجاهلي ما لم يعجبك في كلامه المتعلق بالمستقبل، بل من الأنسب فتح باب الحوار والنقاش معه حول ما لا يناسبك، فكري في عيوبه قبل مميزاته وهل ستكونين قادرة على التعامل مع هذه العيوب؟ وهل يمكنك التعامل مع ما لا يعجبك وتعيشين سعيدة.
اسألي نفسك كيف يمكن أن تكملي دراستك وتصبحي طبيبة في أثناء الزواج، وبعد أن تستقري على رأي ناقشي والديك في الموضوع واشرحي لهما وجهة نظرك، فحين تتضح لديك الصورة سيمكنك اتخاذ القرار. واعلمي أن الله تعالى قد كتب لكل منا نصيبه، فإن لم يكن هذا الشاب هو النصيب والرزق فسيأتيك من هو أنسب بإذن الله.
وتابعينا بأخبارك.