الآنسة... مراتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شاب في الـ29 ... عاقد على زوجتي العزيزة منذ رمضان 1425 يعني منذ حوالي 8 أو 9 شهور الآن.. وكلانا من خلفية ملتزمة ومحافظة والحمد لله.. لذلك ضغطت على أهلها لتعجيل العقد بمجرد أن اطمأننت من أنها إنسانة صالحة إن شاء الله, وبمجرد أن اطمأننت أنني لن أندم بإذن الله على هذا القرار بعد أن أكثرت من استخارة ربي وشعرت بأنها الإنسانة المناسبة لي بإذن الله.. وكان هذا بعد 4 شهور من الخطبة... عرفت خلالها أخلاقها ودينها وأسرتها بالحد الذي يتيح الارتياح والذي كان متوافراً والحمد لله بيننا وبين أسرتينا..
ونظراً لالتزامنا فقد تميزت فترة الخطبة بالحد الأدنى من التواصل لكن مع كل الحدود والضوابط الشرعية... فكان قراري بالعقد حتى يتاح لكلينا التقارب أكثر ويرتفع الحرج من النظر وخلافه حيث كانت تغض البصر معظم الوقت.. والحمد لله فمنذ ذلك اليوم وأنا أحمد الله كل يوم على هذه الإنسانة وعلى أهلها الطيبين.. ولكنني أريد أن أستشيركم في عدة أمور:
أولاً: خلال هذه الفترة لم يحدث بيننا أي تصرف-لا أقول جنسي ولكن حتى شبه جنسي– بمعنى:
العلاقة بيننا الآن فيها الكثير من الاحترام والحب (الذي هو بمعنى الود والإعجاب والتقدير) لا ذلك الذي كنا نراه في الأفلام.. وقد أقبلها أحياناً على خدها أو يدها لكن قبلات عادية جداً جداً وليست بالكثيرة وربما عانقتها من وقت لآخر عند مجيئي أو انصرافي ولكن أيضاً عناق سريع وليس رومانسياً وهو عموماً لا يحدث كثيراً ولكنني أسمعها من وقت لآخر كلاماً رقيقاً – وخالي من أي إيحاءات جنسية - سوى مثلاً أنها جميلة اليوم وما إلى ذلك.. باختصار لم نتجاوز ما عليه كثير من المخطوبين غير الملتزمين.
وأنا لا أعرف هل هذا صواب أم خطأ؟ هل لها حق أن أعطيها أكثر من هذا في هذه المرحلة؟ أريد أن أعرف فيما تفكر البنات في هذه الفترة.. هل تنتظر مني أكثر مما أعطيها ويمنعها الحياء من الكلام؟... هي خجولة لدرجة أنها أخذت فترة بعد العقد حتى استساغت الظهور أمامي بشعرها دون حجاب.. وأنا كذلك خجول والأهم أنني شديد الحرص على مشاعر الآخرين ولا أحب أن أضغط على أي أحد أو ألح فيما أريد , بل إنني لو حدث وأن طلبت لنفسي شيئاً ولم يتحقق فإنني لا أكرر الطلب بل أزهد نفسي فيه فلو جاء بعد ذلك لما فرحت به. وكلانا والحمد لله يعرف حقوق الآخر الشرعية ويحرص عليها. كما أن رغبتي في الجنس ليست قوية, فأنا مثلاً لا أثار إلا إذا فكرت في الإثارة وأنا لا أحتقر الجنس بل بالعكس أنا أراه عملية وجدانية أكثر مما هو عملية فسيولوجية..
ربما لذلك لا يمكن أن أثار أثناء وجودنا في مكان أشعر أن أحداً يمكن أن يتواجد معنا فيه في أي لحظة كما هو الوضع دائماً... وربما لهذا أيضاً أظن أن من أقوى عوامل الإثارة لدي الشعور بالطلب من الطرف الآخر. إن رغبتي فيها موجودة وليست لدي والحمد لله هواجس من ناحية الفشل ليلة الدخلة.. لكنني أشعر أنني لا يمكن أن أمارس الجنس أكثر من مرة أو مرتين فقط في الأسبوع؟ فهل هذه مشكلة أم لا؟
ثانياً: أنا إنسان بطبعي مقل جداً في الكلام.. وكثيراً ما قلت أنني أتمنى لو وجدت وسيلة أخرى للتواصل بين البشر... وهي بنت وتريد من يكلمها يومياً بالساعات.. وأنا أرجع من العمل وقد استنفذت كل كلامي لدرجة أن موعد مكالمتها بدأ يتحول إلى عبء نفسي ثقيل لا لأني لا أحبها هي.. لكن لأنني أكره الكلام..!! وأنا أحب التواجد بجوارها لكنني أحياناً أكره الكلام.. مع أنني أتكلم فعلاً لكن من باب أداء الواجب.
الذي يحصل أنني أجبر نفسي عليه من باب أنه من حقوقها... لكن مع الوقت أصبح الأمر مصدر ضيق لي.. وقد كلمتها في هذا الطبع مراراً ورغم أنها تفهمت هذا الطبع فيّ... لكنها تظل بنت وتحب أن نتكلم كل يوم لأنها لا تعمل وبالتالي تشعر بطول المدة التي لا نتكلم فيها على العكس مني أنا فالأشغال تجعل الأسبوع يمر كساعة واحدة.. وأنا أقدر هذا لكن المشكلة أنها ليست ثرثارة كمعظم بنات حواء!! وتريدني أن أكلمها أنا،تذكرني بمشهد سهير البابلي في ريا وسكينة وهي تقول لأحمد بدير: (وكلني) لكن في حالتي أنا (كلمني)..!!! فماذا أفعل؟
ثالثاًًًًًًًًًًً: وهو الأهم الآن... إن شاء الله الزفاف خلال شهور...وأنا أريد أن أمهد الأمر ليوم الدخلة.. من ناحية أثقفها جنسياً... ومن ناحية أخرى لأذيب حواجز الخجل بيننا... فكرت أن أدلها على موقعكم وموقع إسلام أون لاين رغم أنها تكره الكمبيوتر ولا تتعامل مع النت.. لكنني وجدت أن الاستشارات معظمها مشاكل وأنواع من الانحرافات والشذوذات التي خفت أن أؤذيها بتفتيح عينيها عليها!! أنا من أشد المعجبين والمتابعين اليوميين لهذين الموقعين ولا أقلل من قيمتهما أبداً..كما أنني منفتح التفكير بما يكفي لأن أدرك أنها شخصياً قد لا تكون بمنأى عن بعض الأفكار (المكركبة) كما أسميتموها... خاصة أنني عجزت أن أجد مدخلاً مناسباً للكلام في هذا الموضوع معها...وأنا منذ فترة محتار في هذا الأمر... كيف أكلمها؟ وماذا أقول؟ وكيف أفتح الموضوع؟ أم أنني الأفضل ألا أكلمها أصلاً بل أطبع لها بعض المعلومات لتقرأها ثم نتناقش فيها؟
وقد حاولت تجميع معلومات لأعرضها عليها لكنني وجدت كل ما وجدت يتعرض أما لمشاكل واقعة فعلاً أو أنها تخاطب الرجل ماذا يفعل وماذا لا يفعل وتساءلت.. هل من الحكمة أن أعرفها كل ما في هذا العالم مرة واحدة؟ أعرف تماماً أنه من غير الواقعي أن أفترض أنها لا تعرف شيئاً حتى لو كان هذا ما يظهر لي... خاصة أن لها أخت وصديقات متزوجات وكلهن على خلق ودين.. لكنني لا أعرف ما سيكون جديداً عليها... وهل يفيد تعريضها لهذه الأمور؟؟
وألخص تساؤلاتي في هذه الأسئلة التي أتعشم ألا تبخلوا علي بالرد عليها:
1. هل الوضع الحالي صحيح أم أنني مقصر معها؟
2. هل عدم تأجج رغبتي الجنسية مؤشر خلل ما؟
3. فيم تفكر بنات حواء في مثل هذه الظروف؟
4. ماذا أفعل في كراهيتي للكلام؟
5. لو كان من المفروض أن أناقشها في تفاصيل العلاقة الجنسية.. فهل يمكن أن أطمع في أن تجمعوا لي – رغم مشاغلكم- مادة علمية مناسبة لأعرضها عليها وتقترحوا علي الطريقة المثلى لذلك؟
وأخيراً لا يمكن أن أصف لكم امتناني وخجلي من استغلال وقتكم بهذا الأسلوب الذي لولا الأخوة في الله التي هي من مظاهر عظمة ديننا لما كان العشم في جهدكم..
وجزاكم الله كل خير وبارك لكم أجمعين
24/06/2005
رد المستشار
الأخ الفاضل: نشكرك كثيرا على ثقتك بنا ورغبتك الصادقة في الوصول إلى حلول عملية ومفيدة ونافعة عبر موقعنا، ونسأل العلي القدير أن نكون عند حسن ظنكم.
- بداية أحب أن أريك جانبا هاما وجميلا وقد يكون خفيا عن البعض، ألا وهو أن فترة عقد القران هذه هي من أجمل الفترات وأهدأها في الحياة الزوجية، إذ هي الفترة التي تخلو فيها المسؤوليات الفعلية والصعبة، ومن الجميل جدا أن يستغلها الزوجين في ملء قلبيهما وعقليهما تجاه بعضهما البعض بالمثير من الحب والمودة والتآلف والتفاهم والقرب حتى إذا ما بدءوا الحياة الزوجية يكون عند كل من الزوجين مخزون عظيم وكاف يساعد كلا منهما على تحمل مشاكل الحياة وضغوطاتها المختلفة، ولذلك فاستغلال هذه الفترة استغلالا جيدا يكون من الأمور المعينة على بدأ الحياة الزوجية بداية ثابتة وقوية.
- ومن الجميل أيضا أن نتلقى تساؤلاتك الهامة حول هذه المرحلة بالذات حتى نسلط الضوء على أمور هامة تستحق الطرح في خلال هذه المرحلة تحديدا والرد على تساؤلاتك يغطي جانبا كبيرا من الأمور الهامة في هذه الفترة.
- وأبدأ معك بدمج سؤالك الأول والثاني حول تقصيرك مع زوجتك في هذه المرحلة، وحول وجود خلل في رغبتك الجنسية؟ من الواضح جدا من رسالتك أنك شخص خجول وعقلاني جدا وهذه الأمور الجنسية لا تأخذ شكلا أساسيا في حياتك وبالذات مع عدم توفر المكان الملائم لهذه الأمور ولكن التقصير هذا أمر نسبي إلى حد كبير، فكلا الطرفين هو الذي يحدد التقصير سواء كان في الأمور العاطفية أو الأمور العادية، والجنس يجب أن لا يشكل جانبا أساسيا في فترة عقد القران، بل التفاهم ووضع خطة أساسية ومتكاملة لبناء حياة زوجية سليمة هو الأولي بالاهتمام، وأنت ذكرت نقطة هامة في رسالتك ألا وهي أن منظورك للعلاقة الحميمة بين الزوجين على أنها علاقة وجدانية وليس جسدية هو منظور رائع وسليم جدا، وهذا الذي يجب التعامل على أساسه، فمتى توافق الطرفان وجدانيا وعقليا فسوف يتم التوافق في باقي الجوانب الأخرى لذلك فأي تقصير لا يحدده سواكما، فمعنى أنه من الأفضل أن تجلس مع زوجتك جلسة هادئة وتسألها بوضوح وبدقة عن الأمور التي تحبها منك، وعن الأشياء التي تغضبها من طباع وتصرفات إلى آخره وأن تعلم أن الخجل والسكوت في بداية الحياة الزوجية خوفا أو خجلا من إيذاء أو إيلام الطرف الآخر يجب أن لا يكون له مكان بينكما، بل على العكس أن الوضوح والصراحة وإبداء الرأي والنقد بطريقة مهذبة ولطيفة هي التي تعمق الصلة وتقوي الرابطة بين الزوجين، ولذلك لا مانع أبدا من سؤالهما أسئلة واضحة ومباشرة على ما تحبه فيك وما تريده منك من تصرفات وأفعال واهتمام .
- أما سؤالك عن عدم تأجج رغبتك الجنسية، فالرغبة الجنسية، فالرغبة الجنسية من الأشياء التي تختلف تماما من شخص لآخر حتى طريقة التفكير فيها وممارستها وتقويتها تختلف من جنس لآخر، بل حتى من شعوب لشعوب أخري وليس هناك مقياس ومؤشر واضح لتقييمها سوى الأداء الفعلي لها، لذلك فغن الذي سوف يطمئنك على قدرتك الجنسية هو خوضك للعلاقة الزوجية فعليا بعد الزفاف، أما عدد مرات الممارسة فهذا أيضا أمر نفسي إلى حد كبير ويحددها الطرفان ورغبتهما وتوافقهما لإتمام هذه العلاقة، والشيء الذي يجب أن يضعه الزوج في اعتباره تجاه زوجته في هذا الأمر هو أن عدد مرات اللقاء قد تزيد أو تنقص بحسب حاجة الزوجة إلى التحصين، والعكس صحيح.
- أما سؤالك الثالث الذي تسال فيه عن ماذا تفكر بنات حواء في مثل هذه الظروف؟ فهذا أمر يجب أن تسأله لزوجتك الكريمة بوضوح كان تسألها مثلا ترى ما الذي يعجبك في الرجل الذي حلمت بالزواج منه؟- أو إلى ماذا تطمحين من زوجك؟
إلى آخره من الأسئلة التي تفتح حوارات واسعة الأفق ليسمع كل منهما الآخر عن قرب ومودة، على العموم فإن فتاة أو أي امرأة لا تطمح من زوجها إلا ما ذكره لنا المولى عز وجل من مودة ورحمة وكلمة طيبة واحتواء وحنان دافق واهتمام من زوجها بكل كبيرة وصغيرة في حياتها، واحترام كامل لكل رغباتها حتى ولو لم يستطع تحقيقها، يكفي من الزوجة أن تحس باهتمامه في البحث عن أسباب راحتها وسعادتها ومحاولته الدائمة لفعل هذا عند كل هذا يتحقق المعنى القرآني الرائع في السكن والهدوء وصدق رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم حين قال.... "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم لأهله"
- أما عن ماذا تفعل في كرهتك للكلام؟!!
فثق يا أخي الكريم أن الرجال أفعال وليسوا أقوال، وطبيعتك العقلانية الهادئة وطبيعة عملك الشاقة تجعلك مرهقا وتجعل الكلام عبئا نفسيا عليك، ولكن اطمئن لو أحست منك زوجتك أن أفعالك تثبت لها صدق مشاعرك ورغبتك الأكيدة في إسعادها ونيل حبها وودها، فلن تحتاج كثيرا إلى الكلام، كل ما عليك فعله هو أن توضح لها انك من الأشخاص الذين لا يجيدون فن الكلام ولكن هذا لا ينفي حبك لها وحرصك عليها، وإن كان رأيي انه لا مانع من أن تدرب نفسك على الكلام ولو بالتدريج فالكلمة هي رسول سريع وفعال لإيصال المودة والحب وخاصة للمرأة...
أما سؤالك هل من المفروض أن تناقشها في تفاصيل العلاقة الزوجية فبالطبع نعم، وإذا لم تكن أنت فمن سيكون؟
بل يجب عليك أن تكون معلما لزوجتك وأستاذا لها وان تشرح لها تفاصيل العلاقة الحميمة بأسلوب لين ولطيف، أما المادة العلمية فهي متعددة المصادر، أبدا معها بكتاب علمي مبسط حول هذا الموضوع وناقشها في الأمور الغامضة عليها، وعليك أن تبدأ معها في المبادئ الأساسية لهذه العلاقة ثم إذا استوعبتها توغل معها حتى تصبح ملمة ومثقفة ثقافة صحيحة إلى حد كبير في هذه الأمور، أما عن المادة العلمية فهي متوفرة في موقعنا وفي مواقع كثيرة موثوق فيها، يكفي أن تبحث عنها بوسائل البحث العادية وسوف تجد منها الكثير والكثير...
وأخيرا.... دعائي لك بالتوفيق والصلاح وأن يبارك لك في زوجتك الكريمة وان ينعم المولى عليكما بالسعادة والهناء والبركة والذرية الصالحة.
ويتبع>>>>: الآنسة مراتي مشاركة