أنا ربة بيت، وتوقفت عن العمل منذ أربع سنوات، ومشكلتي أنني أعاني من صعوبة الاستيقاظ مبكرًا؛ حتى إنه إذا لم يوقظني زوجي مرات لصلاة الصبح فإنها تفوتني، وهو دائمًا الذي يوقظني فأقوم وأصلي ولكن بصعوبة، ثم أنام ثانية، وزوجي يقرأ القرآن، ويشجعني على عدم العودة للنوم فلا أستطيع، ثم أستيقظ لإعطائه فطور الصباح، ثم أعود للنوم حتى التاسعة والنصف أو العاشرة لا أكثر.. فأقوم وكلي ندم على الوقت الذي ضاع في النوم، مع ملاحظة أنني لا أهمل بيتي وعائلتي؛ بل بمجرد أن أستيقظ أنطلق بجد للشغل في البيت ولا أقوم بالقيلولة، ولي قدرة كبيرة جدًا على السهر..
فما هو السبيل للتغلب على النوم الصباحي، وحتى يكون يومي يومًا إسلاميًّا (النوم مبكرًا، والاستيقاظ مبكرًا)، علمًا بأنني إرضاءً لزوجي أقوم مبكرًا – أحيانا - ولا أعاود النوم إلا أنني أكون بسبب ذلك متعبة طول النهار، فما الحل للنهوض مبكرًا، مع العلم بأنني لا أتعب كثيرًا؛ لأن الحياة هنا في أوروبا سهلة جدًا للمرأة، كما أن زوجي من النوع النشيط الذي يكره الكسل، وكل ما يتمناه أن أتخلص من هذا الميل للنوم..؟
أنتظر ردكم
شكرًا وبارك الله فيكم
5/1/2025
رد المستشار
يمر على الكثيرين أمر التأخر في الاستيقاظ، أو طول فترة النوم مرور الكرام، فشكراً لك على تنبيهك إلى هذه المشكلة، والحقيقة أن التأخر في القيام من النوم له أسباب متعددة منها:
1- النوم المتأخر، والسهر، حيث يحتاج الجسم إلى قرابة ثماني ساعات؛ ليأخذ كفايته من الراحة، والاعتياد على الدخول إلى الفراش متأخرًا سيؤدي بالضرورة إلى النوم لوقت متأخر من النهار.
2- النوم القلق: حيث ينبغي أن يكون النوم خالياً من كل أسباب التوتر أو الإزعاج سواءً في انشغال الذهن، أم عدم ملاءمة المكان، أم غير ذلك من الأسباب التي قد تؤدي إلى نوم متقطع غير مشبع.
3- ضعف الدافع الإرادي: أو الاستسلام للكسل، وعدم الاهتمام بالأمر الذي تستيقظين من أجله: رعاية الزوج، ... إلخ.
4- وجود اضطراب بيولوجي: فهناك أمراض كثيرة يكون من أعراضها كثرة النوم أو اضطرابه.
وننصحك بما يأتي:
أولاً: النوم المبكر بحيث لا تقل ساعات النوم عند الاستيقاظ عن ثماني ساعات، وعدم تناول المكيفات بدءاً من السادسة مساء.
ثانياً: عدم إثارة الذهن قبل النوم بمشاهدة أو قراءة أو غير ذلك، بل ينبغي الاسترخاء الكامل بعد تناول العشاء، وكوب من اللبن الدافئ المحلى بعسل النحل، ثم الحركة البسيطة مشيًا داخل المنزل لمدة نصف ساعة على الأقل.
ثالثاً: حسن تهيئة مكان النوم من حيث الراحة والتهوية والنظافة.
رابعاً: الوضوء قبل النوم، وأحياناً فإن حماما دافئا يساعد على نوم أسرع وأهدأ، ومشبع.
خامساً: تلاوة أذكار النوم، وأدعية الدخول إلى الفراش.
سادساً: عقد النية على القيام لصلاة الفجر، وبدء اليوم بعدها مباشرة، وعدم العودة إلى النوم ثانية إلا في فترة القيلولة "الثانية بعد الظهر" مثلاً، ونوم القيلولة يساعد على تنشيط الجسم للمواصلة حتى الليل.
سابعاً: وضع برنامج لقضاء الوقت فيما ينفع من قراءة أو نشاط اجتماعي أو غير ذلك داخل البيت وخارجه بحسب الظروف، وبما لا يتعارض مع متطلبات البيت، وساعات البكور ساعات مباركة بدعوة الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ما أكدته الأبحاث العلمية.
ثامناً: الاتفاق مع أخريات "من الجيران" والأصدقاء على أعمال مشتركة، والتواصي بالتعاون على القيام لصلاة الصبح، وتفقد بعضكن البعض في هذا، ومتابعته.
تاسعاً: إذا استمرت المشكلة بعد تطبيق كل هذه البنود فستحتاجين إلى فحص طبي شامل للوصول إلى السبب البيولوجي وراء هذه الحالة.
وأذكرك يا أختي أن الإرادة القوية هي مفتاح كل نجاح وفلاح في الدنيا والآخرة، وأن صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها كما ذكر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولذلك فإن المؤذن يقول فيها: "الصلاة خير من النوم" مرتين، وهناك برامج كومبيوتر عليها الآذان بحيث ينطلق في موعده كأنك تسمعينه من مئذنة مسجد قريب.
تمنياتي لك بنوم هادئ، وأحلام سعيدة.
اقرئي على مجانين:
فرط النوم نفسي المنشأ؟ ربما!
المبادئ الأساسية للنوم الصحي