أنا من أسرة متدينة -والحمد لله- أبلغ من العمر 14 عاما، ولدى الكثير من الأنشطة التي أقضي فيها وقتي إلى جانب حفظ القرآن طبعا. والحمد لله، أنا متفوقة دائما.. أعرف أنني ما زلت صغيرة جدا على الحب.
هو فتى في مثل عمري، كان معي في نفس الفصل إلى المرحلة الإعدادية التي تم الفصل فيها بين البنين والبنات.. تلاحقني نظراته في كل مكان، ولست أنا فقط من لاحظت ذلك.
هو من أسرة متدينة أيضا.. هو لم يخبرني بذلك، ولكن والدة صديقتي صديقة والدته، وأختي الصغرى زميلة أخته في الصف الخامس، وهو مؤدب جدا ويتبقى له 5 أجزاء على ختم القرآن.
أحبه أكثر من نفسي مع أنني أعرف أن هذا الحب فترة وستنتهي، فقد بدأت أحبه من 4 سنوات من الصف الخامس، برغم صغر سني فكلما أكبر سنة يكبر حبه في قلبي حتى الآن وأنا في الصف الثاني الإعدادي.
أكره الإجازات لأنني لا أراه فيها كل يوم مثلما في المدرسة.. وبرغم أنني أشغل أوقات فراغي فإنني أخاف الآن من اليوم الذي سيأتي بعد عام، ونفترق فيه برغم أنني لا بد سأراه مرة أخرى؛ لأن مدرستنا رغم أنها لا تضم المرحلة الثانوية فإنها تدعو الخريجين في حفلة المدرسة السنوية وتقوم بعمل رحلات للخريجين إلى جانب أن أخا صديقتي في مثل عمر أختي وأخته وهو صديقه؛ لأن الفارق ثلاث سنوات فقط، وأنا أذهب إلى صديقتي، وهو أيضا أحيانا يذهب إلى أخيها، وسأظل أذهب عند صديقتي؛ لأنها صديقة عمري وهى واحدة من بين 3 هم الصحبة الصالحة التي أحبها جدًّا.
فماذا أفعل؟ هل أحاول نسيانه برغم أنني أعرف أن محاولتي ستفشل؛ لأنني حاولت كثيرا؟ أم أحيا على أمل رؤيته بعد التخرج مرة أخرى؟
في النهاية آسفة لإطالتي عليكم.. وجزاكم الله عني وعن شباب المسلمين خيرا.
8/1/2025
رد المستشار
آهٍ أيتها الصغيرة.. لقد أوشك قلبك الصغير على النضوج من كثرة ما رأى من الأحداث!
لقد ذكرتني رسالتك بموضوع كنت أدرسه بالأمس القريب، وهو القدرات التي تتميز بها المرأة.. ومنها ما يسمى "بذكاء الأفكار الجانبية"، حيث تستطيع المرأة أن تفكر تفكيرا إستراتيجيا وتضع له خطة ومسارًا، برغم أن إمكانية حدوثه قد تكون بعد عدة سنوات.. والغريب أنه قد يتحقق!
ويشجعني كثيرا وجود هذا الذكاء -الذي أهنئك عليه- لديك أن أقول لك إنه رغم محاولات قلبك المستمرة طوال السنوات السابقة لإعلاء صوته فوق صوت عقلك فإنه لم يتمكن من ذلك ولذا أهنئك مرة أخرى.
أنت بالفعل صغيرة.. ولكن لست صغيرة على الحب فقط، وإنما توشكين على أن تتركي مرحلة الطفولة، حيث كنت تحيين في عالم بريء هادئ رتيب، لتبدئي أولى خطواتك نحو كونك أنثى تفكر ويكون لها أحلام وتطلعات، وغيره....
ولكل فتاة فارس لأحلامها حتى الفتاة الملتزمة المتدينة، لذلك نقول إنه كان حتما أن يكون بطل أحلامك ملتزما متدينا، لم يبق له سوى 5 أجزاء فقط من القرآن ليتم حفظه.
ولكن ما زال هناك مشوار للحياة لم تسيري فيه بعد.. ستخطين فيه ملامح نفسك وطموحك.. وستتبدل أفكارك ومشاعرك لتنضجين، وحين يحدث ذلك ستجدين نفسك مستقرة واعية تستطيعين بوضوح أن تميزي بين مشاعر الحب تجاه شخص ما وبين التعلق الفطري أو الإعجاب.
وبما أنك تطلبين المشورة فسأعطيك إياها.. هي كلمات من ذهب لو تذكرتها ستصيرين فتاة أخرى.
فالحب مشاعر مسؤولة تجاه من نحب وتجاه الحب ذاته، وهو غالٍ ثمين يستحق منا أن نبذل له الجهد والصبر حتى ننضج له.. فلا تتعجلي.
لا تتعمدي حبيبتي اللقاء به حتى لا تتحول تلك المشاعر التي ما زالت بريئة لأمور أخرى نندم عليها ولو بعد حين، فأكبر خطأ يمكن للفتاة أن تقع فيه هو حين تفصل بين الحب والزواج والواقع.. فما الذي تعيه الآن حبيبتي عن الزواج وعن واقعك وواقعه؟!
دعي العام يمر، ودعي الأيام تمر، واهنئي بدراستك وقربك من الله عز وعلا.. وأكثري من طموحك وقربك من نفسك لتتعرفي عليها عن قرب ووعي، وكذلك اهتماماتك وهواياتك.
لا تجرحي قلبك الرقيق من الآن، فهو غالٍ عليك يستحق أن يوهب لمن يستحقه.. ولكن في الوقت المناسب.
أعلم أن كلامي قد يذهب أدراج الرياح.. فمن منا استمع بوعي في مثل سنك.. فأنت لا تشعرين إلا بحبك له، ولكنه ليس كذلك.. ولو تركت التعمد وتحملت قليلا ستجدين عجبًا، ولكن حينها لا تتعجبي، ولكن تذكري كلماتي إليك فأنا أثق بك.
واقرئي أيضًا:
حب المراهقة.. ألم الخروج من الشرنقة!
حبيبي ولا ابن عمي؟ الحلو الحيران!
الحب أيام المذاكرة