السلام عليكم
أبلغ من العمر 38 سنة، وأعيش في بريطانيا منذ عشرين سنة؛ حيث ذهبت للدراسة، وأنا شخص ملتزم دينيًّا، منذ سنوات بدأت أعراض إرهاق مؤلم وصداع نصفي تظهر، وشد عضلات مؤلم جدًّا، ومع الوقت استفحلت، وفي عام 2018 توقفت عن دراسة الدكتوراه، وكنت قد أنهيت سنتين منها، وكان أملي أن أتوقف سنة؛ لأجد حلا لمشكلتي الصحية، ولكن لم أستطع العودة للدراسة، ولا العمل بسبب المرض؛ حيث إنني الآن مسجل رسميًّا في الدولة كمعاق عن العمل مؤقتاً. أجريت جميع الفحوصات الدقيقة على أيدي كبار الخبراء البريطانيين، كما بقيت مع إخصائي الطب النفساني لمدة 4 سنوات، ومع عالم النفس فترة كافية، وأجريت علاجًا بالطب البديل والإبر الصينية في بريطانيا وكذلك في الصين. وجربت الذهاب لعلماء في بعض الأحيان من أجل الرقية الشرعية أو معرفة إن كان هناك أي مشكلة من الجن.
جميع الفحوصات الطبية والنفسية وقراءة المشايخ لم تثبت وجود أي مشكلة، عدا أن الشيخ قال: قد تكون عيناً!، واتبعت ما طلب مني، ولم يحدث أي تحسن. في صيف 2022 ذهبت إلى شخص باكستاني في بريطانيا، وكنت أعتقد أنه يرقي، وأعطاني حجابا لألبسه، وقرأ علي، ولكني لم أفهم ما كان يقول؛ لأنه بالأوردو، ولكنه كان يقرأ أيضاً بعض الآيات، وبعد لبسي للحجاب؛ شفيت كما لم يحدث شيء من قبل، لدرجة أنني كنت أمشي يومياً ثلاث ساعات دون توقف لأمرّن عضلاتي المترهلة، ثم أعمل على الحاسوب حوالي أربع ساعات، ولم أكن أشعر بالتعب، ولكن بعد خمسة أسابيع ذكرت لأحد الإخوة قصة الحجاب فقال لي: إنه حرام، وإن به أسماء شياطين، وأقنعني بفتحه، وفعلاً وجدنا بالورقة آيات قرآنية وأسماء شياطين وأرقامًا؛ فقمنا بحرقها على الفور.
وبمجرد ما فعلنا ذلك عادت أعراض المشكلة الصحية كما كانت. وبعد ذلك بأيام شاهدت بمحطة "اقرأ" أحد علماء الدين يذكر أن الحجاب حرام، وأن من يذهب لهؤلاء الناس لا تقبل صلاته 40 يوماً، مما حفزني أن أذهب إلى مكة والمدينة في رمضان الماضي؛ لعل الله يغفر لي. سؤالي: الآن وقد سدت جميع طرق إيجاد علاج، وقد خربت حياتي بشكل تام، فلا أعمل ولا أدرس ولم أتزوج بالإضافة إلى أنني أعيش بألم شديد في الغربة، هل يجوز لي العودة إلى ذلك الدجال لعمل حجاب؟
وأتمنى منكم إعطائي جوابًا عمليًّا؛ لأن القول: إن علي أن أصبر وأحتسب ليس عمليًّا بعد حوالي 18 سنة من الألم الشديد والوحدة وضياع العمر،
ولا أعرف كيف سيحاسبني ربي على شبابي الذي ضاع هباء منثوراً؟!
8/1/2025
رد المستشار
أيها الأخ الكريم، ذكرت في رسالتك أنك خضعت للعلاج النفساني لعدة سنوات، سواء من خلال الطبيب النفساني أم المعالج النفساني، ونظن أن من أخضعوك لهذا العلاج هذه المدة كان لديهم من العلم والخبرة ما جعلهم يصبرون على علاجك لهذه السنوات، ونحن نلمح مظاهر المرض النفسي في رسالتك، ونظن أن الخطوة الصحيحة هي العودة مرة أخرى إلى العلاج النفساني ليساعدك في الخروج من أزمتك... أما أسماء الشياطين المكتوبة على الأوراق فما كانت لتحل مشكلة أو تعالج مرضًا... ولا ندري من أين عرفت هذه الأسماء، وأدركت أنها أسماء الشياطين؟ هل نزلت هذه الأسماء على موقع خاص بهم على الإنترنت مثلاً حتى يعرفها الناس، ويتداولونها بكتابتها؟
يا أخي، من المعروف شرعًا أن العلاج بالأحجبة أو التمائم – كما سماها الإسلام- حرام وأن هناك أحاديث كثيرة تحذر المسلمين منها، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك" [رواه أحمد وأبو داود] ، و"التولة" لون من السحر تلجأ إليه المرأة لتتحبب به إلى زوجها فيما زُعم.
أما الرقى: فهي جمع رقية، وهي إما أن يُرقى الشخص ويُعزّم عليه بكلام لا يُفهم، وهي محرمة أيضًا، ومنها المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كالدعاء مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا" [رواه أحمد والبخاري].
وقد قال العلماء: إن الرقى جائزة بثلاثة شروط:
1- أن تكون بالقرآن الكريم وبما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- أن تكون بلسان عربي، وما يفهم معناه.
3- أن يعتقد أنها لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى.
يا أخي الحبيب، يترجح لدينا أنك تعاني من أزمة نفسية عطلتك عن عملك، فعد إلى طبيبك النفساني، وستجد عنده العلاج بإذن الله، وباسم الله، وليس باسم الشياطين.
شفاك الله وعافاك وأعلمنا بأخبارك.
اقرأ على مجانين:
على باب الله: محنة العقل العربي
قيمة العقل في الإسلام ! ماذا جرى؟
سحر وجان وربط كمان! والميل الاجتماعي!!
أسئلة محيرة: السحر والطلاسم!
دوخة وغباشة: السحر على نجاسة!