مساء الخير موقع مجانين
أنا عارفة الموقع ده جديد ونفسي أشتكي هنا،
أبويا كان راجل ظالم ومؤذي إلى أبعد درجات. طول حياتي شفت منه كل أشكال الأذى اللي ممكن حد يتخيلها واللي محدش يتصورها. النهارده وأنا مقربة على الخمسين أهو وحياتي بشكل كبير متدمرة بسبب اللي عمله في،
كل منايا إن الناس تبقى بس رحيمة شوية في أحكامها. أسهل حاجة الكلام عن إن الأب والأم دول أعظم ناس في الدنيا وربنا قال لنا نبرهم ووو، لكن محدش عايز يواجه فكرة إن في أهالي قاسية وظالمة ومجرمة. وكإن أنا اختارته أبويا مثلاً وبتلوموني عليه.
الأذى مضاعف بالناس ودفاعهم المستميت عن شخص مايعرفهوش أصلاً.
كلام من نوعية "ده مهما كان أبوكي وبيحبك" عرفتوها منين دي؟ كنتم عايشين معانا؟ وبيوصلوا بالبجاحة إنهم يسألوا بمنتهى الاستحقاق "أيوة عمل إيه يعني؟" ومنتظرين أحكي أقسى وأكثر لحظات حياتي ألم اللي ماعرفتش أحكيها كلها للمعالجين عادي كده عشان هم يدوني الموافقة إن آه لأ فعلاً أبوكي كان وكان. وبينتظروا تفاصيل فعلاً عشان مجهزين الرد إن ولا حاجة يعني وفيها إيه.
زمان كنت عيلة وكنت بصرخ وأحاول ألاقي أي حد يساعد وينجدني وبعدين عرفت إن مفيش حد مهتم وطالما أبويا محدش هيتدخل وكله هيبص الناحية الثانية ويقول "أكيد ما نعرفش القصة كلها" وأكيد في سبب وكل حاجة لها سياق وكل قصة ولها طرفين وكل الكلام اللي الظلمة بيساعدوا به الظلمة زيهم.
لأن الدين والعقل والرحمة بيقولوا إن في حاجات مالهاش مبرر ولا سياق ولا نواحي. وإن الطفل ده كائن لا حول له ولا قوة مايقدرش يحمي نفسه ومايعرفش يرد الظلم. أنا مختصمة كل إنسان اتكلم كده وبكتب ده يمكن كل العذاب اللي أنا فيه لحد النهارده يكون سبب إني أقدر أساعد حد ثاني حتى ولو بالكلام ده.
ماتستهونوش بكلامكم
ماتستسهلوش الظلم
إلا الأطفال
ماتبرروش الظلم
أنا حياتي راحت ومش عارفة أعيش ولا أشتغل ولا أعمل أي حاجة وبحاول وبتعالج ويقاوح مع الدنيا
لكن الحقيقة إن في حاجات كثير مالهاش علاج وفي ألم كبير ساكن روحي
05/02/2025
رد المستشار
أسعد الله الباقي من حياتك
من قال بأن الوالدين ملائكة لا تخطئ، من قال بأن الوالدين أسوياء نفسيا، من قال بأن كل والدين قادرين على التربية، وكذلك من قال بأن التمسك بألم الماضي سوي أو سيفيد المتمسك به.
من عدل الله أنه يوم الحساب ستسقط الأنساب وسيحاسب الأهل على ما حملهم الله من أمانة رعاية أولادهم وهو العليم الخبير، ولا نتألى على الله بل نقول يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. وسيحاسب الأولاد على ما حملهم الله من بر والديهم وهو أمر لم يربطه بإحسانهم بل فرضه حتى وإن أمرونا بالكفر.
لا يتعاطف الناس مع شكواك لأنها تخالف قناعاتهم بأن الوالدين لا يجب محاسبتهم، وأنا أقول لك بل سيحاسبون ولكن ليس من قبل الأولاد ولا المجتمع بل من الله على ما فعلوه بما أمنهم عليه وكلفهم به.
فلا تشكي للناس ولا تنتظري منهم تبني وجهة نظرك المخالفة لما هو شائع. البشر شخصيات منها الحنون ومنها القاسي ومنها السوي ومنها المريض ولا أعني بالمريض أنه غير مسؤول عن أفعاله بل يستلذ بما لديه من سلطة ولا يستخدمها إلا على الضعفاء الذين لا ناصر لهم، ولكن دائما هناك ناصر فهو الحي القيوم ولكن عدالته تطلب منك شيء من الصبر، فاصبري.
بري والدك على ظلمه فيوم القيامة كل منكم سيحاسب على ما فعل، فدعيه يؤخذ بذنبك ولا تؤخذي أنت بذنبه فيكون هزمك في الدنيا والآخرة، هل هذا ما تريدين لنفسك. بعض مما تعانين من الغضب قد يكون موجه لنفسك لأنك عجزت عن الدفاع عن نفسك كطفلة، فلا تجمعي على نفسك عذاب الدنيا والآخرة.
أعيدها ثانية الأهل ليسوا ملائكة ولا دارسين لعلم نفس الطفولة ولا لأدوار ومسؤوليات الوالدين، قد يكونوا ظالمين لجميع أولادهم وقد يختاروا أحدهم كبش فداء لاضطرابهم النفسي، ومع ذلك ما يفيدنا الغضب منهم وكراهيتهم. الكراهية نار لا تحرق سوى حاملها بينما التسامح بلسم يطيب الجراح، التسامح لا أعني به الخضوع أو التغاضي عما كان منهم بل التخفيف عن نفسك عبء الغضب الذي يعيق حياتك كما ذكرت.
نعم كغيري أدعو للتسامح مع الأهل ليس محبة لهم بل من أجل من يعاونون من أفعالهم، التسامح يخرجنا من دائرة الغضب، التي تتسع لديك لتشمل كل مدافع عن الوالدين، لا أدافع عن ظالم تعمد الظلم ولكن أتفهم جهل جاهل وأدافع عن ضحية الإساءة بتشجعيها على تجاوز ما كان منهم والسير في الحياة بدل إضاعتها في ألم لا يمكن محوه، فما الذي تجنينه أنت مما تحملين من غضب نحو والدك، ولو قاطعته لن تستردي ما فقدته ولن يعوضك عما عانيت،
ولكن غضبك وكراهيتك تزيد معاناتك وتفقدك من حاضرك مثل ما فقد في ماضيك وربما أكثر بكثير. كلا ليسوا ملائكة ولا بريئين ولكن دعيه لصاحب العدل، دعيه لمن يقدر عليه وأكملي حياتك، وإن كان والدك ما زال حيا فلا تنسي بره كي تقومي بما هو مطلوب منك لا ما يستحقه هو. البر ليس ردا للجميل عزيزتي بل هو أمر الهي مثل الصلاة والصيام، أعرف أنه ليس بالأمر الهين ولكن ضوابط الدين لها دور في جعل الحياة مكان أفضل لكل من هو ضعيف حتى وإن كان والدا قاسيا في شبابه، هل تريدين أن تكوني مثله من حيث لا تعلمين.
ليسوا ملائكة وسيحاسبون ونحن أيضا سنحاسب فلينظر كل منا بما سيجيب الله عند سؤاله عن عمله، فاعملي صالحا ولا تكوني مثله، ولا تحاولي مناقشة الناس بمشاعرك واهتمي بنفسك وفعلا لا تنتظري من أحد أن ينتصر لك ويسعى ليرفع عنك ظلم والدك أو غيره، إنما هي نفسك من سينتصر لك فارعي نفسك حق رعايتها. وتابعينا دائما بأخبارك