السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ سنة ونصف السنة، ولي طفلة تقارب النصف سنة من العمر، وأعيش مع أهل زوجي. المشكلة تكمن في حماتي فلديها شخصية قوية جدًّا، في فترة الخطبة وأول فترة الزواج لم تكن تتدخل في حياتنا كثيرًا، أو كانت تتدخل بطريقة النصح أو بطريقة غير مباشرة؛ وذلك لأن زوجي لم يكن يسمح لها بذلك في كثير من الأحيان.
ولكن فجأة وبعد وضع مولودتي أصبح زوجي بمثابة رجل آلي وجهاز التحكم مع والدته، وعن طريق زوجي الذي يجب ألا أخالف له أمرًا تتحكم هي بي وبمولودتي إلى أقصى الحدود؛ فكل كبيرة وصغيرة تخصني حتى ولو كانت محرجة ينقلها زوجي لأمه، ولقد حاولت كثيرًا بطرق مباشرة وغير مباشرة أن أفهم زوجي أنه يجب أن يكون لنا بعض الخصوصيات وخاصة المحرجة منها، ولكنه يرد عليّ بأن والديه وهو واحد لا فرق بينهما أبدًا، وفي كثير من الأحيان يخاصمني ويقول: إنني يجب أن أحب أهله بقدر ما يحبوني (وبالطبع هذا تمثيل).
والغريب أن زوجي كان رأيه مختلفًا تمامًا قبل وضعي للمولودة الجديدة، بل كان يؤكد عليّ بأن لا أقول لهم أي شيء يخصنا لكثرة التدخل في حياتنا، والآن يعتبر هذا ليس تدخلا.
هل من حقي أن أخفي بعض الأسرار التي لا أحب أن يعرفها عني سوى زوجي، وهل هذا يعتبر كرهًا لأهل زوجي؟
وكيف لي أن أوصل هذه الفكرة إلى زوجي دون أن أكون في نظره ناكرة للجميل بعد أن جربت كل الطرق؟
1/2/2025
رد المستشار
أختي الفاضلة، إن هذا التحول المفاجئ الذي طرأ على أفكار زوجك وسلوكياته فيما يتعلق بمسألة الخصوصية في حياتكما الخاصة أمر لافت للنظر، فهل لديك إجابة عن السبب وراء هذا التغيير المفاجئ في موقفه؟! أعتقد أن لديك إجابة عن السبب وراء هذا التغيير المفاجئ في موقفه؟! وأعتقد أن الإجابة هامة، وقد تكون عندك، وقد تحتاج إلى بعض التأمل في الأحداث، وفي تصرفاتك والمتغيرات من حولكما.
ومع ملاحظة أن زواجك ما زالت سفينته لم تستقر بعد.. أقول لك: طبعًا.. ليس من حق أي من الزوجين فتح أبواب غرفة النوم على مصراعيها أمام والديه؛ لينظرا كيف يعيش مع زوجته، وكيف تسير حياتهما في أدق تفاصيلها!! ولكن من ناحية أخرى ألمح بعض الحساسية في مشاعرك ناحية والدة زوجك، وأخشى أن الثقافة الشائعة عن "الحماة" بكل انعكاساتها السلبية تصيب الطرفين: الزوجة ووالدة الزوج بحالة من التربص، والمفاهيم المسبقة، وتسمم العلاقة، ولو ساد التقدير المتبادل لكان خيرًا وأفضل.
فمن ناحية ينبغي أن تدرك والدة الزوج أن ابنها قد صار له بيت مستقل له خصوصيته، وأسراره، وأنه ليس من البر أن يكشف لها الولد عن سره، كما لم يكن الأب يكشف أسرارها لوالدته.. وهكذا.
وينبغي أن تدرك الزوجة – التي هي أنت – أن الابن يحاول تعويض والديه عن فقدهما الجزئي له، وغيابه ولو لبعض الوقت عنهما، وأحيانًا يأخذ هذا التعويض أشكالاً خاطئة منها البوح بالأسرار، وكأن لسان حاله يريد أن يقول أنا لم أغادر، وما زلت معكما، وهذه حياتي أمامكما "كتاب مفتوح"، وبدلاً من التفاهم المتبادل نجد الحزازات والصراعات التي تبدد طاقة هذه الأمة المسكينة؛ فلا يبقى لها جهد أو وقت تصرفه في عمل أو إنتاج نهضة ناهيك عن مواجهة عدو.
واضح يا أختي أن الحساسية من طرفك يقابلها العناد من زوجك، ولا يكون علاج العناد بالمواجهة أو الإلحاح إنما بالحكمة والروية والهدوء، وعدم إظهار الانفعالات أو التضجر.
إنما استعيني على قضاء حوائجك بالكتمان من ناحية، ومن ناحية أخرى اكسبي أهل زوجك، وأشعريهم أنك لم "تخطفي" منهم ابنهم كما هو المفهوم الشائع، وأنك "ابنة" لهم، وعندها سيتركون لك هامشًا تتنفسين فيه بحرية، ولن يكون ذلك إلا بعد جهد وصبر وحكمة، وأنصحك بالاستقلال بمحل الإقامة في أقرب فرصة، إن كنت تقيمين معهم في منزل واحد، وليتم كل شيء بهدوء.
واقرئي أيضًا:
أنا وحماتي: أم الزوج مشكلة؟
الأمومة والحماة الساخطة…لها حل
أنا وحماتي.. للتواصل فنون
أنا وحماتي حكاية كل يوم !
أنا وحماتي!: الحقيني يا ماما نعمت