السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أقول جزاكم الله عنا خيرا وأثابكم على مجوداتكم الوافرة في هذا الموقع، والارتقاء به إلى هذا المستوى الرفيع...
مشكلتي في كلمتين (زوجتي تؤخرني).. فأنا شاب في السادسة والعشرين من عمري، تزوجت حديثا (3 أشهر) من فتاة ملتزمة وذات دين وخلق وفيها الكثير من الخصال الجيدة والحمد لله، إلا أنها لا تقدر ظروفي اليومية أو أسلوب حياتي...
فمثلا هي تسهر يوميا وتريدني أن أسهر معها، وأنا لا أستطيع مجاراتها في ذلك حتى أصلي الفجر وأذهب إلى عملي في موعدي مما يجعلها مستاءة من أن أتركها وأنام.
حاولت مجاراتها في هذا الأمر مما أثر بالسلب على نشاطي في العمل، فبعد أن كنت أول من يكون على مكتبه ويضرب به المثل في الانضباط أصبحت المتأخر المتكاسل والغائب أحيانا، وطبعا أسأل الله أن يغفر لي ضياع صلاة الفجر وللأمانة ألومها على ذلك أحيانا.
عندما نخرج سويا لا حساب للوقت عندها بتاتا، سواء عند أحد من أهلنا أو وحدنا، ومن العادي والطبيعي أن نرجع البيت الساعة الواحدة أو ما بعدها، وعندما أخبرها بذلك تتهمني بأني أحسب الوقت الذي أقضيه معها، ولا أريد أن أكون معها وتقول أيضا بالعامية: "وأنت هاتفرق معاك في إيه ما الناس بتسهر وتصلي الفجر زي ما هي عايزة وتروح شغلها.. اشمعنى أنت؟" ؟؟؟!!.
هي شخصيا تحافظ على الفروض إلا قليلا من صلوات الفجر بسبب السهر.. أصبحت حادا في التعامل معها في هذا الموضوع.. إنها لا تحس بقيمة الوقت.. وأراجع نفسي ربما أنا من أعطي قيمة زائدة للوقت، لن أفصِّل عن التأخر عند الخروج لزيارة مثلا، وانتظاري لها الطويل في الشارع مثلا، والكثير مما يصغر أمام السعي للمحافظة على فرض الصبح والسعي على الرزق، بما أني أعلم أن المشكلة تتكون من طرفين وزوجتي هي الطرف الغائب في هذه المشكلة.
أعطوني المفتاح لأفهم زوجتي لعلي على خطأ في التعامل معها، وفي فهم المشكلة بالأساس..
وجزاكم الله خيرا..
7/2/2025
رد المستشار
ولدي الكريم..
ولماذا تجاريها أنت ولا تجاريك هي؟؟ هل الفكرة من الزواج هي الغلبة لمن؟؟ أو من القادر على فرض نظامه وسطوته؟؟ أم أن أي شراكة من المفترض حين تتم أن نضع أسسًا لها.. أسس حاكمة تضبط مسارات الخلاف والاختلاف.
أنتما على ما يبدو لم تضعا أي أسس للتعاملات اليومية الحياتية بينكما، وهو ما بحت أصواتنا تنادي به في فترة الخطبة.. فمناقشة بعض الخطوط في مرحلة الخطوبة تمنع مفارقات سخيفة كثيرة من الحدوث بعد الزواج.
أجد بعض المخطوبين يقولون: هذا وقت الحب والسعادة.. وسيأتي وقت النقاش بعد ذلك، دعونا لا نضيع أيام الخطوبة ولنستمتع بها.. ولكن هذا الاستمتاع الأعمى يخلف في أغلب الأحيان مشاكل من مواقف تافهة تكون على وشك هدم البيت كله على الرغم من بساطة الموقف.
مثل ما يحدث بينك وبين زوجتك.. وأنا متأكدة أنها إنسانة ممتازة وزوجة صالحة فاضلة.. ولكني أتصور أنك عرفت عنها أنها من النوع الليلي، ولا عيب في ذلك؛ فهناك أشخاص يفضلون الليل ولا ينامون إلا متأخرا جدا، ولديهم القدرة على الذهاب للأعمال في اليوم التالي ثم الاستسلام للنوم بعد ذلك..
أنا أعرف منهم كثيرين وهم أفاضل كرماء، ولكن يا ولدي أنت إنسان نهاري.. إن لم تنم بالليل لا يمكن أن تستيقظ بالنهار، وتكون المصيبة لو كنت ممن لا يعرف كيف ينام بالنهار وأتصورك كذلك.
مسألة تافهة جدا وأكاد أراك وأنت تقول لنفسك حتى دون أن تدري في أثناء الخطبة.. إن العروس غالبا ستتغير بعد الزواج وستنام وتقوم معك، وأتصور أنها أيضا مقتنعة تماما أنك لن تتركها تسهر وحدها بعد الزواج وستتغير.
كل منكما تخيل أن بعد الزواج الآخر سينضبط على طبيعته.. وهذا ما خلق مشكلة من لا شيء، كان يكفي فيها أن تتفقا وتتحدثا على الأقل حتى يكون كل منكما على دراية بما لا يمكن تجنبه وتحمله والتعايش معه.
انتهت هذه المرحلة وأنت الآن تقاسي من عذاب النوم المتأخر وعدم التركيز في العمل أو في الصلاة.. لنفعل الآن ما لم نفعله من قبل:
اجلسا معا جلسة هادئة واشرح لها طبيعتك.. التي لا تحتمل السهر.. وأن ما تفعله لا علاقة له بدرجة حبك الكبير لها، بل ورغبتك في البقاء معها طول النهار.. بل له علاقة بطبيعتك البيولوجية.. وبالتأكيد ستدافع هي الأخرى عن طبيعتها البيولوجية التي لا تحيا نهارا.
يجب عليكما أن تضعا أولوياتكما بوضوح، فليس الهدف هو: من صاحب الكلمة العليا، بل الفكرة كلها ما هي الكلمة التي ينشأ من ورائها المصلحة العامة للطرفين، واضعين في الحسبان أمر الله بالقوامة والطاعة وحسن التبعل.. وكذلك دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة للأمة في بكورها..
فمن هذا الذي ينام في أول النهار ويستغني بل ويلقي بدعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم في الأرض.. ثم يدور يشحذ من ابن آدم الدعاء سائر النهار على نظام: ادعي لي يا ماما؟؟.
وبما أنك سألت عن قضايا سنوات الزواج الأولى؛ فأنا أنصحك مع البحث والخبرة التي ستحصل عليها من قراءات على موقعنا، أن تفتحا دائما باب حوار هادئ في كل ما هو مختلف بينكما، على أن تؤكد قبل وبعد وفي أثناء كل حوار أنك تحبها جدا جدا، وأنك إنما تفعل ذلك حتى لا تعكر المنغصات الصغيرة جمال هذه المشاعر الرومانسية.
أعانك الله، وبارك لك في زوجتك وبيتك، ورزقكما الذرية الصالحة.
واقرأ أيضًا:
هام لكل زوجين: ترتيبات القوامة
التوافق الفعلي بين الزوجين متى يمكن؟
الحقوق والواجبات: الميثاق بين الزوجين!
سلام سلاح للتوافق الفكرى بين الزوجين
سفينة الأسرة ما بين القوامة والشورى