وسواس القهري النطق بالكفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا أول سؤال لي على هذا الموقع، أنا أعاني من الوسوسة في أمور عدة (الطهارة الصلاة الصوم النية العقيدة) وأعاني من هذه الوساوس من 2014 وأرجح أنني أعاني قبل مرحلة البلوغ ولكن كانت في تلك الفترة ليس وساوس ذات طابع ديني يعني يمكن أن أقول إني أعاني من الوسوسة من 2011 أو 2010 ولكن أنا اليوم في هذه الاستشارة لا أود أن أتكلم عن كل هذه الأنواع من الوساوس والمعاناة التي أعانيها معهم وكيف مع مرور الزمن يختفي شكل من أشكال هذه الوسوسة ويأتي شكل آخر مكانه وعندما أقول وسواس الصلاة فهو بحد ذاته ليس شكلا واحدا بل أشكال وأنواع من الوسوسة في بعض الأحيان كلها تهاجم في صلاة واحدة ونفس الشيء بالنسبة للطهارة والصيام.
بالنسبة لمن سيسأل هل زرت طبيبا من قبل لا لم أزر طبيا من قبل فالطبيب يحتاج للمال وأنا لا أشتغل وغير متزوجة وأبي رجل على قد الحال.
أعود الآن إلى سؤالي الرئيسي أنا قبل ثلاثة سنين أتاني وسواس سب الله وكانت كثيرا ما تكون في فترة الصيام، في السنة الأولى كان السب فقط في خاطري بعد أن بحث وسألت وجدت أن هذا معفو عنه فلم أعد أهتم بالموضوع أعتقد والله أعلم أنه بعد انتهاء من الصيام توقفت هذه الخواطر.
إلى السنة الثانية في فترة الصيام سواء صيام قضاء أو صيام رمضان في هذه الفترة الأمور تغيرت أصبحت تراودني فكرة النطق بالسب أو النطق بكلام سيء عن الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما كانت تأتيني هذه الفكرة كنت أقوم بأفعال قهرية فكنت أردد كلاما عكس الكلام الذي في خاطري، سبق وجربت عدم القيام بالفعل القهري ولكن وجدت أن لساني يتحرك رغبة في النطق بما في خاطري وكنت أقوم بأفعال قهرية أو أن أقول أي شيء، تفاديا للنطق بالكفر وأنا أذكر أنه في أحد الأيام وأنا صائمة دين رمضان تعرضت للفكرة وحاولت ألا أردد الأفعال القهرية وبسبب هذا نطقت بما كان خاطري لذلك لحد اليوم كلما تأتيني هذه الخواطر أقوم بأفعال قهرية لأن إن لم أفعل هذا سأنطق بما في خاطري لا أستطيع أن أمسك لساني كثيرا
المهم أنا نطقت بالكفر عدة مرات في هذه المدة ولكن كنت أحس أن الفكرة تضغط عليَّ وكنت أحاول أن أتفادى النطق بما في خاطري ولكن للأسف بعد المجاهدة أنطق فبعد هذا بحث وسألت وعلمت أن هذا معفو عنه لأنني في حكم المكره بعد هذا توقفت هذه الخواطر مع انتهاء فترة الصيام أو يمكن بعد انتهاء فترة الصيام بعدة أيام وبعد مرور سنة وهي السنة الفائتة هاجمنتي هذه الخواطر من بداية منتصف شعبان إلى رمضان ولكن هذه مرة الأمور اختلفت كلما كانت تأتيني هذه الخواطر أقوم بالأفعال القهرية كما السنة الثانية ولكن في بعض الأيام من رمضان حدثت بعض الأمور (كمعلومة إضافية إن في رمضان السنة الماضية وهو رمضان الذي أتحدث عنه الآن كنت أخاف على بطلان صيامي بسبب السب ولم أكن خائفة أن أكفر لذلك كان تأثير هذا النوع من الوسوسة في فترة الصيام أكثر مقارنة بفترة أخرى فهذا النوع من الوسوسة كان يظهر حتى في الفترات العادية. وكنت أقوم بالأفعال القهرية ورغم هذا كان يبقى يوم يومين ويختفي ويكون تأثيره خفيفا) وكما أخبرتكم أن في بعض أيام من رمضان حدثت بعض أمور وهي أنه عندما تأتيني هذه الخواطر أحس برغبة في نطقها أرغب في تجريب النطق بها فكنت أنطق بها.
سأحاول أن أشرح أكثر ماذا حدث في رمضان:
في اليوم الأول من رمضان أحسست بمذاق الدم ولكن تكاسلت عن بصقه وثم بعد هذا أحسست بمذاق في حلقي وبعد هذا بصقت لأتأكد هل يوجد حقا دم في فمي أو لا لم أجد شيئا فقلت يمكن صدأ أو يمكن مذاق الأسنان وهنا حزنت أو غضبت أن صيامي بطل بسبب الكسل فروادتني فكرة أن أستحضر الفكرة الوسواسية وأن أقوم بترديد الأفعال القهرية عمدا وهذا ما حدث وكنت أعلم أن ترديد الأفعال القهرية أكثر من اللازم يجلعني أنطق بما في خاطري ومع ذلك فعلت هذا وكل هذا لأن صيامي فسد لدرجة أنني كنت أقول في خاطري أين المشكلة الآن إن رددت ما في خاطري ما هو صيامي فسد ولكن الحمد لله لم أنطق بشيء، وأنا أتسائل هل صيامي لهذا اليوم فسد سواء بالمذاق الذي أحسست به أو بما فعلته؟
اليوم الثالث من رمضان: كنت أتصفح الفيسبوك ورأيت صورة عادية وهنا أتت فكرة قول كلام سيء عن الله في الأول حاولت ألا أهتم بها ولكن بعد هذا أحسست برغبة في نطق السب ولم أحس أبدا بأنني كرهت الفكرة بالعكس أحسست برغبة بالنطق في الأول قلت ألا أمشي وراء هذه الرغبة خوفا من الكفر ولكن فجأة قلت لم لا أنطق بها وأكفر كنت أحس برغبة وشهوة في تحريك لساني بهذه الكلمات ثم نطقت بهذه الكلمات ولم أكن مكرهة بل كانت رغبة ولكن بعد النطق بهذه الكلمات صمتت قليلا فخفت على فساد صيامي بسبب ما فعلت وبعد صمت قصير أضفت إضافات على الكلام السيء لعل بهذا يتغير المعنى ثم رددت الشهادة ولم يمر إلا دقائق على ما أذكر ثم أتتني نفس الفكرة وهي قول كلام سيء ولكن هذه المرة عن الرسول فحاولت تفادي النطق بهذا الكلام لأن لساني كان يرغب في النطق بهذا الكلام فكنت أضطر للنطق بالأفعال القهرية لأنه إن لم أنطق بشيء كان لساني نطق بما في خاطري ولكن لم أجاهد كثيرا حتى قررت النطق بما في خاطري لأن نفسي كانت ترغب بهذا ثم كما حدث في المرة الأولى بعد أن نطقت بهذا الكلام بدأت أضيف إضافات لعل المعنى يتغير مع العلم أن المعنى يمكن لم يتغير.
فأتسأل هل صيامي لهذا اليوم فسد؟ مع العلم أنه عند النطق أحس برغبة وليس أني مكرهة يعني في نفسي أريد هذا الفعل أنا أجاهد في بعض الأحيان الفكرة فقط لأن عقلي ينصحنى ألا أفعل أما نفسي فهي للأسف تريد وتشتهي وترغب وللأسف في عدة أيام أنا نطقت بما في خاطري من أفكار سيئة وكل هذا وأنا أحس برغبة في نطق الفكرة ولا أحس بالحزن ولا الخوف عند النطق بها، بل في بعض الأحيان أكتفي بابتسامة ساخرة على ما أفعل ولا أضيف شيئا آخر وأنا أتسائل هل هذا شكل جديد لهذا النوع من الوسوسة.
وأيضا في أحد الأيام في رمضان كنت حائرة في موضوع المخاط هل يفسد الصيام أو لا في السابق بسبب الوسوسة في هذا الموضوع كنت أأخد بالقول الأيسر ولكن في رمضان هذا أصبحت في صراع نفسي بين الرأيين فمرة أقول هذا مرة أقول لا الرأي الآخر وهكذا وبعد الانتهاء من صلاة العصر كنت جالسة فأحسست بالقليل من المخاط في فمي فلا أعرف بأي رأي آخذ فخفت على الصيام إن ابتلعته وهنا أتت فكرة أن أسب الله بلساني في المرة الأولى قلت لا ولكن في المرة الثانية قررت أن أنطق بالسب بدون ضغط وبدون محاولة منع هذه الفكرة فنطقت بالسب ولكن بدون قصد مني بدل من قول اسم الله قلت كلاما آخر وهو الكلام الذي تعودت على النطق به (الأفعال القهرية) وأيضا المخاط كان في فمي يعني أن الكلام لم يخرج للخارج ولكن يمكن لساني تحرك به والمشكلة ليست هنا بل المشكل أنني قررت ونويت النطق.
في الأسبوع الماضي أثناء صيامي دين رمضان في اليوم السابع تذكرت هذه الوساوس وكيف أن هذه المرة لم تأتي بتلك القوة التي أتت بها في رمضان بل شبه منعدمة وهنا فكرت كيف كانت تهاجمي الفكرة وهنا بدأت الفكرة السيئة تتسلل أو يمكن القول أنا من استحضرتها وكانت ضعيفة فاستهزأت بها فكما العادة رددت بعض الأفعال القهرية ولكن فجأة راودتني فكرة أن أنطق بما في خاطري ولم أجاهدها ولم أردد الأفعال القهرية لأصدها بل نطقت بها يمكن أن هذا ناتجا عن رغبتي في فساد الصيام الذي أخاف عليه كثيرا (كمعلومة يمكن أن أنطق بالكفر لأفسد الصيام لأنه في الصلاة بسبب وسواس الاطمئنان وصلت لمرحلة أتحرك فيها عمدا لأفسد الصلاة ولكن رغم هذا أنا لا أعيد الصلاة لأن أحد الشيوخ قال لي إنها صحيحة) وبعد النطق بالسب توقفت ولم أرغب في إضافة إضافات لتغيير المعنى بل فقط سكت وأنا أرى كيف أفسدت صيامي بغبائي لماذا أصلا أنا استهزأت بها ولماذا استحضرت الفكرة من الأساس.
أنا لم أعد صيام هذه الأيام كلها حتى الآن ولا أعرف هل هذا شكل جديد من أشكال الوسوسة ولست مطالبة بإعادة صيام هذه الأيام أم أنه يجب عليَّ قضاؤها أنا لا أريد أن أعيد صيامها حتى أتأكد هل حقا فسدت أم لا حتى اليوم الذي أحسست بمذاق الدم في حلقي لم أقضيه فلا أعرف هل عليَّ قضاؤه أم لا أم حتى هو وسوسة؟
ومعلومة أخرى أنا سألت على هذا الموضوع بالضبط لقرب رمضان وأنا لا أعرف هل أصوم أو لا فأنا لم أذكر أنه أثناء هذه الأيام في رمضان كل يوم كنت أتشهد مرتين ثلاثة لدخول الإسلام وذلك أنه كل يوم كان يحدث شيء أو أقول شيء أقول يمكن كفرت أنا لم أذكر هذا لأنني أعلم أن هذا لا يؤثر على صيامي أنا أضفت هذه المعلومة لأنه يمكن تنفع الأطباء في شيء فأنا همي في هذه الاستشارة (صيامي) الكلام الكفري الذي أنطق به والذي تصاحبه رغبة وشهوة ولا يكون هناك ضغط من الوسوسة مقارنة بالسنة الثانية التي كنت أحس حقا بضغط الوسوسة عليّ للنطق ولكن هذه المرة لا فأنا أحس برغبة في النطق بل في بعض الأحيان أتوقف عن صد هذه الفكرة وأنطق بها رغبة ومن فضلكم النطق هنا نطق باللسان وليس شكا بل حقيقة)
أعتذر على سؤالي الطويل فقط أحببت أن أذكر أكثر التفاصيل لعل هذا يساعدكم
جزاكم الله خيرااا
11/2/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "نوارة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
الإفادة في مجموعها تصوير حي لكيفية تطور الوساوس الدينية عندما تترك دون علاج، والحقيقة أن الأمور بالنسبة لك من الناحية الشرعية محسومة تماما بإسقاط التكليف عنك في رفض الكفر أو إنكاره أو الاستغفار منه ويتساوى النطق وعدم النطق بالكفر من الناحية الشرعية ولا فرق بين أن يكون متعمدا إراديا برغبة وشهوة وأن يكون قهريا في كل الأحوال لا يمكن أن يكفر من كان مريضا بوسواس الكفرية، وستبين لك الإحالات التالية أكثر على أن تتروي في قرائتها.
اقرئي على مجانين:
وسواس الكفرية: الموسوس لا يكفر ولا يرتد
نطقت بالكفر أو لم تنطق: الموسوس بالكفر لا يكفر!
وسواس الكفرية: حتى النطق بالكفر ليس كفرا!
وسواس الكفرية: طظ ولا تقولي العكس!
معنى ما سبق أنه لا يجب عليك أبدًا أن تنطقي الشهادة بنية الدخول في الإسلام فهذا في حالتك فعل قهري، والأهم هو أنك لا تخرجين من الإسلام لأن لديك حصانة وسواسية ضد الكفر، فإياك والتشهد أو الاغتسال بنية العودة للدين.
أما بالنسبة للصيام فاطمئني أولا إلى أن الوساوس والقهور أيا كانت (كفرية أو كفرجنسية أو جنسية أو غير ذلك) لا تفسد الصيام، وبالتالي فإن كل ما حكيت أنه صدر منك بخصوص الكفر لم يفسد صيامك، وأما طعم الدم أو الصدأ أو غيره فلا يفسد صيام الشخص الصحيح فما بالك بالموسوس؟! وأما بخصوص الأخذ بالأيسر من الأحكام فهذا واجب عليك وليس اختيارا فتأخذين بالرخصة حينا وتعيدين الوسوسة حينا بل دائما تخيري الأيسر من أي مذهب.
واقرئي أيضًا:
وسواس الصيام: طعم الدم طوال اليوم!
وسواس الصيام: بلع الريق ونزف الضرس!
وسواس الصيام: ما لا يمكن الاحتراز منه، هل يفطر؟
وسواس الصيام: الوسوسة تسقط التكليف!
كونك لا تملكين المال لا يعني غياب فرصة العلاج فلابد أن هناك مستشفيات صحة نفسية تتبع وزارة الصحة أو كليات الطب وفيها عادة يكون الأجر المطلوب رمزيا.... أرجو أن تتحركي في هذا الاتجاه لأن الرد على وسواس ثم على وسواس آخر لن يحل مشكلتك فلابد من استكمال تشخيص حالتك ووضع خطة علاج مناسبة، وهذا غير ممكن من خلال التواصل النصي مع المواقع.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.