وسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا كان معي وسواس وانقطع عني لمدة سنة تقريبًا، ثم عدت وتذكرت شيئًا فعلته وأنا صغيرة وعاد لي الوسواس من جديد، وأصبحت تقريبًا كل يوم أغتسل لتجديد نية الإسلام
وأصبحت أقول بقلبي بدون نطق لو فعلت هذا الشيء أنا كافر، عند أي شيء أود عمله وأحيانًا أحاول مجاهدته بالعكس، يعني مثلًا أريد أن أصلي، فأقول أنا كافر لو قطعت الصلاة (بقلبي طبعًا) بدون نطق، ولكن أخاف أن تكون نية أحاول اجتنابها لا أستطيع
المهم اليوم كانت امرأة تحدثني عن العمرة فقلت أيضًا بقلبي أنا كافرة لو ذهبت عمرة فكنت خائفة أن أذهب عمرة، فحاولت مجاهدتها بالعكس أي أن أقول بقلبي أنا كافرة لو لم أذهب عمرة (فخفت أن تكون نية) لأنها ليست من باب المنع، وأنا عمدًا قلتها، وهل لو كانت نية أكفر حالاً؟ يعني لو اغتسلت ونطقت الشهادتين تعتبر توبة؟ أم لا لأني لا يمكنني الذهاب عمرة أو لا أعلم إذا سنذهب بالمستقبل أم لا؟ فكيف أتخلص من هذا الشيء
حرفيًا كل يوم أغتسل للدخول بالإسلام، وأخاف أن أموت على كفر بسبب هذه النوايا، أرجوكم أعطوني أي شيء أي دعاء أي ذكر يخلصني منها، أتمنى أن أموت ولا أن أكفر، لا أستطيع أن أعيش الحياة بطبيعتها.
أعلم أن هذا وسواسا لكن كيف أتخلص منه؟ وهل هذه التي قلتها أني لو لم أذهب عمرة أكون كافرة كفر إذا لم أذهب؟
وكيف أتوب عنها؟ علمًا أنني لا أستطيع الذهاب إلى طب نفسي
هل أغتسل للإسلام وأتشهد؟
أم ماذا أفعل؟ جدًا خائفة
20/2/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "مجد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
من الواضح أنك زائرة جديدة لموقع مجانين، ولهذا سأشرح لك مريض الوسواس القهري يعاني من وجود أفكار لا يريدها (أو صور أورغبات أو أحاسيس لا يريدها) وهذه اسمها وساوس، ويعاني أيضًا من فعل أشياء يضطر لفعلها وتكرارها وهو لا يريدها وهذه اسمها قهور!، وقد تتعلق الوساوس والقهور بالكفر أو العبادات أو الذنوب أي بأمور دينية أو بغير ذلك- وأيا كانت الوساوس والقهور وأيا كان محتواها فهو -أي المريض- في الشرع غير محاسب لا على الأولى ولا على الثانية... وبالتالي لا يوجد في حالتك كفر على الإطلاق وإنما هو وسواس ولا يلزمك شرعا أي تجديد للإسلام لأنك ببساطة لا تخرجين أبدا من الملة بسبب الوسواس، وليس طقس تجديد الإسلام (نطق الشهادتين، وربما الاغتسال) في حالتك إلا قهرا أو فعلا قهريا ولا نتيجة للقيام به عمليا إلا زيادة الوساوس أكثر.... من فضلك كل حوار عقلي يبدأ أو ينتهي أو يمر على الكفر هو بالنسبة لك وسواس، والحل الناجع الأوحد معه هو التجاهل.
اقرئي على مجانين:
وسواس الكفرية: التجاهل النشط باستمرار!
وسواس الكفرية: الخروج الدخول في الملة!
وسواس الكفرية: حصانة ضد الكفر!
نأتي بعد ذلك إلى موضوع النية أو النوايا الذي تخافين منه فتقولين مرة (ولكن أخاف أن تكون نية أحاول اجتنابها لا أستطيع) ومرة (فخفت أن تكون نية) ومرة (أخاف أن أموت على كفر بسبب هذه النوايا) ... على رسلك يا "مجد" وفكري معي أين توجد النية؟ أو من أين يعرف الإنسان نيته؟ الإجابة هي من داخل نفسه أو من قلبه أي أن الأمر يحتاج تواصلا بين الإنسان وداخله... وهذه عملية تقائية سلسة لدى كل بني آدم لكنها ليست كذلك عند الموسوس بسبب نقيصتين الأولى هي القابلية العالية للشك والثانية هي عَمَهُ الدواخل وهاتان النقيصتان في شرح مبسط تعنيان أن مريض الوسواس القهري -على الأقل في موضوع وسواسه وهو هنا عقْد أو استحضار النية- حين يحاول معرفة نيته يمكن أن تهاجمه الشكوك فيها وهنا القابلية العالية للشك فإذا حاول التيقن من نيته وقع في فخ عمه الدواخل فهو لا يستطيع التيقن من دواخله، وبالتالي فإن الموسوس لا يكلف باستحضار النية ولا تذكرها ويمكن أن نقول مجازا لا نية للموسوس.
إذن ما تحسبينه كفرا هو وسواس وما تحسبينه نية هو أيضًا وسواس، وبالتالي فإن المشكلة الحقيقية ليست في الكفر ولا في النية وإنما هي مرض الوسواس القهري وربما غيره معه من الاضطرابات النفسية، والمطلوب يا "مجد" هو الوصول إلى طبيب ومعالج نفساني للحصول على التشخيص والعلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.