تزوَّجت وعمري 33 عاماً من شاب ادعى أنه مطلق، ولم ينجب من زوجته لأنها عقيم بأمر الأطباء، وأنه طلَّقها بعد أن تأكد أنها لن تنجب نهائيًّا، إلى جانب أنها لا تقوم بواجباتها الزوجية على أكمل وجه، وتنقصها مقومات كثيرة لذلك مثل الجمال.
وبعد أن تقدم لخطبتي، وأنا أملك جميع مقومات الزوجة من جمال وذكاء ومجاملات اجتماعية ومعرفة وعلم، وافقت لكبر سني، ولأنه يدَّعي الالتزام وتقوى الله، وحدثت مشاكل كثيرة مع أهلي ومعه لعصبيته وتعصبه، ولأنه لا يرغب بفتح بيت الزوجية على أكمل وجه، وفعلاً وبعد إلحاح مني وافق أهلي، وعند عقد القران طلب منه الشيخ أن يُحضر دفتر عائلته، فقال إنه فقده، وعندما سأله عن شهادة إبراء الزوجة من المؤجل ادعى أنه لم ينتهِ من دفع المؤجل وهو 5 آلاف دينار، فكيف يحصل على ورقة إبراء، وعندها ثار أهلي وفُسِخ عقد القران قبل أن يتم فعليًّا على الورق، وإنما كان شفهيًّا، وانتهى بعد مشكلة كبيرة بيننا على أن يطلق بإصرار من أهلي، وفعلاً وقع الطلاق الرجعي الأول بدون دخول.
وبعد أسبوع من ذلك الحادث الأليم حضر إلى مكان عملي، وطلب الاجتماع بي، وقال إن ذلك غير صحيح، وإن زوجته ما زالت مطلقة وأقسم على ذلك، وإن أهلي ظلموني وظلموه، وأكد لي أنه لا وجود لزوجته، وأحضر ورقة طلاق من زوجته الأولى طلقة أولى رجعية، وفعلاً صدَّقت ووافقت على العودة له، لكن جميع إخوتى أصروا على رفضه، وأنه ليس بالشخص المناسب، وتوسَّط عند أقارب لي ولم يفلح، وقد أصررت على العودة له، فوافق والدي ووالدتي فقط على العودة، وفعلاً تم ذلك بدون حفل زواج، فقط عقد قران والذهاب إلى بيت الزوجية مع مقاطعة إخوتى لي ورفضهم التحدث معي أو حتى زيارتي، وفعلاً تم ذلك، وبعد أول أسبوع من الزواج لاحظت تغيّبه المستمر خارج البيت ولم يقم بالإنفاق عليّ أو حتى على البيت من مأكل وغيره، وأصرَّ أن أبقى دائمًا عند أهله لنأكل ونذهب إلى البيت بعد ذلك.
بقي هذا الحال لمدة تزيد عن 5 أشهر، حملت بعد 3 أشهر من الزواج، وأصبحت مشاكلنا في ازدياد، وما زال بعيدًا عني وعن المنزل، إلى أن علمت بعد البحث والسؤال أن زوجته قد أعادها إلى عصمته بدون عقد زواج، بل بشهادة الشهود وذلك قبل زواجه مني بسنتين، وأخفى ذلك عني؛ لأنني سوف أرفض وجودها، بل جعلني أتقبلها رغمًا عني، وحدثت الطامة الكبرى ورفضت فهددني أنه سوف يطلقني إذا أنا رفضت، وأصررت على موقفي، وأحضر لي استدعاء طلاقيًا، بأنه سوف يقوم بطلاقى غيابيًّا.
فقمت وتركت البيت على أنه سوف يقوم بتطليقي، ولكنه لم يطلقني، بل قام بإرجاع زوجته الأولى عن طريق المحكمة شرعيًّا، وجعلني عند أهلي وأنا حامل بدون نفقة ولا أي اتصال أو نقود، وأنا فتاة عاملة لم أحتج إليه، وقمت برفع قضية نفقة لي واستمررت في حملي، وقام بإرسال والده لإرجاعي إلى بيت أهله وليس إلى بيت مخصص لي، فرفضت وتمَّت الولادة، ورُزِقت بطفلة جميلة للغاية، ولم يحضر إلى مشاهدتها، ولا حتى لدفع تكاليف المستشفى التي زادت عن 500 دينار؛ لأنني وضعتها بعملية قيصرية، وبعد ذلك حكم لي القاضي بالنفقة وهي 45 دينارًا لي أنا وحدي، وعندما تبلَّغ بذلك وبدأت المحكمة باقتطاع ذلك المبلغ من راتبه حضر شخصيًّا لإرجاعي.
وتوسَّط لجميع أهله وأقاربه وكل من يعرف لإرجاعي فرفضت؛ لأنني علمت أنه لم يَقُم بإرجاعي إلا من أجل ذلك المبلغ المقتطع وفعلاً رفضت، وعندما علم أنه لا مجال لإرجاعي قام بالسفر إلى إحدى دول الخليج والعمل هناك؛ ليتهرب من الدفع، وفعلاً سافر وبعد 3 أشهر من ذلك عاد لإرجاعي، وافقت لكن والدي أصرّ أنني يجب ألا أقبل خوفًا من أن يفعل ما يسيء إليَّ فى الخارج، وبعد شهر عاد إلى دول الخليج، ولم ينفق عليّ ولا على ابنته، وابنته الآن تبلغ من العمر 8 أشهر، قام بإرسال مجموعة من الملابس لها، ولم يرسل أي نقود، وزوجته الأولى هنا عند أهله،
وأنا أيضًا لي الآن سنة وشهرين لست بالمطلَّقة ولا بالمتزوجة.
ما العمل أرشدوني ؟!!
20/2/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة:
من لا يعرف مشاعر وأوضاع من تأخر بها الزواج يمكن أن يسارع بالقول إنك المخطئة، وتحصدين ما زرعت من أخطاء. ورغم معرفتي بمشاعر وحرج موقف من تأخر زواجها، فإنني أنتهز فرصة سؤالك لأرشد من تتسرع بقبول زوج يبدو وضعه مريباً أو غير مناسب، ولو مع اعتراض الأهل، فتكون بذلك كالمستجير من رمضاء العنوسة بنار الزوج الخسيس، وهما اختياران أحلاهما مر… يا أختى العزيزة.
الحكمة يا أختي تظهر في اختيار أخف الضررين، أو أعلى المصلحتين، أما التمييز بين الخير والشر فيستطيعه كل أحد، وأنت اليوم مثل الأمس أمام اختيارين من نفس النوع، أمامك ضرران ينبغي أن تختاري أخفهما على نفسك، وأكثرهما مناسبة لقدرتك على التحمل، وظروفك الاجتماعية والمادية.
إذا اخترت الإصرار على الطلاق فلا تتحسري على ما فات، وانظري كيف ستكون حياتك ماديًّا واجتماعيًّا بطفلة صغيرة قد يستردها منك إذا تزوجت، أو بعد انقضاء سن حضانتها، ولا أعرف القوانين المنظمة لهذا فى بلدكم، وينبغي أن تعرفيها.
وإذا اخترت الرجوع إليه سيكون مطلوباً منك تفهماً أكبر، وحكمة أوسع، ومرونة أعلى، وقدرة أشد على إدارة أمور حياتك معه، وعلاقتك به. وستكونين في منافسة مع الثانية، وستكسبين هذه المنافسة - فقط - بالحكمة والمرونة وحسن التدبير، وقد تستطيعين كسبها هي شخصيًّا فتقومان معاً بدور الضابط لحركة هذا الزوج المتفلت المتلاعب.
لقد اخترت يا أختي أن تتزوجي رغم معارضة الأهل هروباً من شبح العنوسة، وهو اختيار وارد، ومن حقك، وهذا ما طاوعك عليه أهلك مشكورين، لكن ثمن هذا أن تتحملي مسؤولية اختيارك، وتقرري لنفسك بالتشاور معهم - هذه المرة - الأفضل والأصلح، أو الأخف ضرراً.
كفي يا أختي عن الندم على ما فات فالحياة، هكذا: جراح وأفراح، وتطلَّعي إلى مستقبلك فعندك عملك، وعندك ابنتك، وعندك نصف زوج قد ترين أنه مما ينبغى الحرص عليه وتنميته، وقد ترين أن غيابه أفضل، ولا يستطيع أحد لومك فى أي من الحالتين.
فقط أرجو التمهل في اتخاذ القرار هذه المرة، واستخارة الله سبحانه، واستشارة من يعرفونك ويعرفونه أكثر، وقرري الأفضل لمستقبلك، ومستقبل ابنتك، وكوني على صلة بنا، وأعلمينا بتطورات أحوالك، والله الموفق.
واقرئي أيضًا:
الزواج الثاني.. العدل بحسب المزاج
حكاية جديدة عن الزواج الثاني
طمع الرجال... يغدر بحبيبته ويضر زوجته