أين الإعاقة في حياتك.. أنا لا أراها!!
كيفية التعامل مع مريض الصرع؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لدي قريبة عمرها 21 سنة وهي مصابة بمرض الصرع، لكن أباها دائم الشكوى أنها كثيرة العقوق والغضب والعصبية والعدوانية في التعامل معه إلى آخره، مما يدفعه ذلك إلى ضربها من وقت لآخر، فسألت طيب مخ وأعصاب -وليس طبيب نفسي أو نفسية عصبية- عن ذلك، فخبرني أنه إما أن يكون هذا بسبب مرضها، أو الأدوية التي تأخذها، أو كلاهما معا، أو أن هذا يعود لأن طبيعة سماتها الشخصية هكذا، أو جميع كل تلك الأسباب،
فاستفساري يتكون من عدة أجزاء:
ما مدى صحة تلك المعلومة؟
وعلى افتراض صحتها: كيف يمكن التفريق بين كون عصبيتها وعدوانيتها إلى آخره في موقف ما بسبب مرضها وأدويتها، أم بسبب شخصيتها؟
وعلى افتراض أنه لا يمكن معرفة وتحديد سبب الغضب والعصبية والعدوانية، كيف يجب التعامل معها عند عصبيتها وعدوانيتها؟
وعلى افتراض أنه يمكن التفرقة ومعرفة وتحديد سبب الغضب والعصبية والعدوانية في موقف ما بسبب مرضها وأدويتها (بمعنى آخر أنه خارج عن إرادتها) كيف يمكن التعامل معها في تلك الحالة؟
وهل يمكن أن ينتهي هذا الغضب والعصبية والعدوانية التي يرجع سببها لمرضها وأدويتها؟
وشكرا جزيلا
23/2/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
في البداية لا بد من التأكيد أن الغالبية العظمى من المصابين بالصرع لا يختلفون عن غيرهم من البشر ولا يمكن تفسير كل سلوك بسبب الصرع أو علاجه. لذلك التعامل مع مريض الصرع يتطلب فهماً عميقاً للمشكلة وللشخص ذاته.
رغم ذلك بالفعل يمكن أن يكون للصرع وعقاقير مضادات الصرع تأثير نفسي وسلوكي. بعض الأدوية قد تسبب تغيرات في المزاج، مثل العصبية، والعدوانية. كما أن الصرع ذاته قد يكون له تأثير نفسي نتيجة للتحديات اليومية التي يمر بها المريض الذي لا يقوى على التحكم بنوبات الصرع.
التمييز بين إذا ما كانت العصبية ناتجة عن المرض أو الأدوية أو طبيعة الشخصية يمكن أن يكون صعبًا، ولكن من خلال ملاحظة الأوقات أو الحالات التي تحدث فيها هذه النوبات، يمكن للطبيب المعالج تقديم إرشادات حول ما قد يكون السبب الأكثر احتمالًا.
من المهم للأهل والمحيطين أن يكون لديهم صبر وتفهم لحالة المريضة. الاعتراف بأن تصرفاتها قد تكون خارجة عن إرادتها يمكن أن يساعد في تحسين الموقف. الحديث بهدوء وبدون تصاعد للنزاع يمكن أن يساعد في تهدئة الوضع.
ليس هناك أفضل من دعم أخصائي نفسي لمساعدة المريضة في إدارة المشاعر بطريقة أفضل، وهذا جزءًا من العلاج العام في جميع مراكز الصرع. في العديد من الحالات، يمكن أن يتم التحكم في التأثيرات النفسية للأدوية والمرض من خلال تعديل العلاج أو إدخال تدخلات نفسية.
الخطوة الأولى في التعامل مع مثل هذه الحالات هو التأكد من التواصل المستمر مع متخصصي الرعاية الصحية للصرع للحصول على خطة علاج تناسب احتياجات المريض.
وفقك الله. وتابعنا دائما بالأخبار