نشكركم على اهتمامكم بمشاكل الأطفال وتنشئتهم، وفي هذا المجال هناك مشكلة تواجه أحد أصدقائي وقد عرضها عليّ ووعدته بأن أبحث له عن حل وإن شاء الله سأجد الحل عندكم. المشكلة هي أن لدي صديقي طفلاً عمره 5 سنوات لم يدخل بعد للمدرسة، لكنه يتصرف تصرفات غريبة فهو عندما تغير أمه ملابسه يطلب منها أن تتركه عاريًا، لكنها تقول له بأنه عيب، وقد لاحظت عليه أمه أنه عندما يخلو بنفسه يلعب بقضيبه ويخرج رأس القضيب من تحت القلفة، فهو غير مختون، كما لاحظت أمه أنه يريد أن يدخل معها إلى الحمام، لكنها تمنعه.
وأيضًا ذات مرة كان يلعب مع ابنة الجيران فأراها قضيبه، وطلب منها أن تريه قضيبها فخافت البنت، وذهبت تشتكي إلى أمها التي اشتكت إلى زوجة هذا الصديق (والد الطفل) فقامت بضرب الطفل ونهيه عن هذه التصرفات، وهذا الطفل كثير الأسئلة، فهو وحيد، لكن أمه حامل في الشهر السابع، فهو يسألها ماذا يوجد في بطنها فلما تقول له إنها أخته أو أخوه يقول لها كيف دخل إلى بطنك؟ وكيف يخرج؟ فتنهره أمه.
أضف إلى ذلك أنه يسأل أسئلة محرجة، فلما طلبت منه أمه أن يبيت وحده في الغرفة قال لها وأنت لماذا تبيتين مع أبي؟ وهو يظن أن للرجل والمرأة نفس القضيب فذات مرة سأل أمه، وقال لها دعيني أرى قضيبك وغيرها من المواقف المحرجة، فصديقي يسأل ماذا يفعل معه؟ وكيف يخبره أن جهاز المرأة ليس كجهاز الرجل. هل يتركه يرى فرج أمه وقضيب أبيه ليعرف الفرق؟ أم يحضر له صورًا من مجلة علمية؟ وهو طفل ذكي، وقد تعلم القراءة والكتابة جيدًا، لكن مستوى صديقي ليس عاليًا، وهو لا يعرف كيف يعطي ابنه تربية جنسية صحيحة، وكيف يبدأ له الموضوع فهو دائمًا ينهر ابنه ولا يجيبه عن الأسئلة، وهو يخاف أن يكون قد تعلم العادة السرية على صغره.
وصاحبي يسأل عن تسمية الأشياء بمسمياتها، فمثلاً هل يقول لابنه إن هذا قضيب، وهذا دبر، وهذه خصية أم يسميها بغير أسمائها؟ للعلم أن هذا الطفل لا يرى التلفاز كثيرًا، لكنه يحب لعب الفيديو والمحمول والرسوم المتحركة.. إخواننا قد أطلت عليكم..
أرجو أن تتفهموا وضع صديقي وتجيبوا عليّ في أقرب وقت،
وبارك الله فيكم.
25/02/2025
رد المستشار
السلام عليكم
نشكركم على السؤال الذي يفتح بابا من الوعي قل أن يجد اهتماما في ثقافتنا العربية وهو باب تثقيف الأطفال جنسيا، وبداية نود أن نصحح مفهوما خاطئا عند كثير من الآباء والأمهات وهو أن اهتمام الأطفال بالأمور الجنسية يبدأ فقط عند البلوغ وأن أي اهتمام بهذه الأمور قبل ذلك هو أمر غير طبيعي أو علامة على مرض ما، فالحقيقة أن اهتمام الطفل بالجنس يبدأ من أول العام الثاني تقريبا عند ابتداء استكشافه لأعضاء جسده ضمن محاولاته لاستكشاف العالم المحيط به بشكل عام.
حيث يلاحظ الطفل غالبا أن الأعضاء التناسلية مختلفة عن بقية الأعضاء في ملمسها بسبب النهايات العصبية الكثيفة الموجودة بها والتي تجعلها أكثر حساسية من بقية الأعضاء، والتي قد تجعل لمس هذه الأعضاء ممتعا أحيانا للطفل، كما يلاحظ أن هذه الأعضاء يتم إخفاؤها عن الأعين طوال الوقت تقريبا ما عدا أوقات الاستحمام والإخراج، وقد يختلف المزاج العام للأطفال فيما يتعلق بهذه الأمور حسب الاختلافات الوراثية التي تحدد مدى جرأة الطفل أو ميله نحو المتعة والاستكشاف من عدمه، ومن الخطأ الاكتفاء بنهر الطفل أو عقابه لأن ذلك يؤدي إلى تحول محاولاته الاستكشافية إلى محاولات سرية، والأصل هنا أن نبسط للطفل المعلومة ولا نخجل من بيانها بالألفاظ والمفاهيم المناسبة لسنه وفهمه.
ولا ينبغي أن نلجأ للكذب كما لا ينبغي أن يشعر الطفل بأننا متفاجئون أو محرجون من أسئلته لأن هذا يعزز إصراره على اكتشاف الممنوع والمختفي عن نظره وفهمه طبقا لغريزيته في الاستكشاف، فنخبر الطفل مبدئيا أن هناك أجزاء من الجسم مختلفة عن بقية الأجزاء وأنها مختلفة في الذكر عن الأنثى وأن هذه الأجزاء لا ينبغي أن يطلع عليها أحد إلا للضرورة، ولا يحسن أن نسميها بأسمائها المتعارف عليها بين الكبار سواء العلمية والرصينة منها (مثل قضيب وفرج) ولا الدارجة البذيئة، بل نسميها أعضاء خاصة أو (عيب) أو شيء من هذا القبيل مما يخاطب به الصغار عادة، ولا نسمح له بالاطلاع عليها بطبيعة الحال لدى الكبار ولا لدى الصغار، لأن هذا عكس الرسالة التي نريد إيصالها في خصوصية هذه الأعضاء.
ولا مانع من إفهام الطفل بشكل مبسط وظيفة التناسل كأن نقول له إن الناس حين يكبرون يختار أحد الذكور إحدى الإناث لتكون زوجته حين يكونان مستعدان معا لتربية الأطفال ويبنيان أو يشتريان بيتا خاصا بهما ثم ينامان متجاورين وأن التلامس بين الأعضاء الخاصة بينهما ينتج عنه انتقال جزء صغير من جسد الذكر إلى جسد الأنثى ليلتحم مع جزء من جسدها ليكون الجزءان معا جنينا ينمو في بطنها ويخرج لاحقا ليكون إنسانا جديدا.
ثم نستغل هذا الفهم لتحفيزه على صون هذه الأعضاء وعدم لمسها كثيرا وعدم السماح لأي شخص برؤيتها أو العبث بها لأن هذا قد "يفسدها" ويجعلها غير صالحة لأداء الوظيفة المطلوبة منها فيما بعد حين يكبر ويختار زوجته وأم أولاده، ونؤكد أن ذلك مستحيل قبل أن يكبر ويصبح له عمل وبيت مستقل مثل أبيه، كما نؤكد أن أي محاولة لأداء هذه الوظيفة قبل أوانها وقبل الإعداد لها من زواج وبيت جميل وغير ذلك هو جريمة عظيمة لأنها قد تؤدي إلى وجود أولاد لا يعتني بهم أحد، ولذلك فإن الله يغضب من هذه الجريمة وكذلك الناس جميعا لا يحبونها ويكرهون من يفعلها، وبذلك نكون قد رددنا على كل تساؤلاته وأشبعنا لديه الرغبة في المعرفة والاستكشاف فلا يلجأ لعرض أعضائه على الآخرين من الأطفال والكبار ولا يطلب الاطلاع على أعضائهم، وحصناه من محاولات الأشرار للتحرش به واستغلال فضوله من أجل هذا الغرض الخبيث.
فإذا لجأ بعد ذلك لأي سلوك جنسي خاطئ حذرناه من السلوك وأنذرناه بعقاب بسيط هادئ مثل الحرمان من إحدى لعبه المفضلة لفترة ما إذا كرر هذا السلوك، وزيادة المدة أو تنويع العقاب في حالة تكرار الخطأ وهكذا
أرجو أن نكون قد رددنا على ما يدور في ذهن السائل ونسعد بالمتابعة في حالة وجود أسئلة أخرى
واقرأ أيضًا:
كيف أجيب على أسئلة أطفالي؟
العلاقة الجنسية... وإجابة أسئلة الصغار!
أسئلة المراهق الجنسية.. مداخل للرد
التربية الجنسية... ليست مشكلة
المدرس عبد الرحمن والتربية الجنسية
التربية الجنسية مهمة؟!
التربية الجنسية مشاركة من صديقة صفحتنا