أعزائي القائمين على هذا الموقع قبل أن أطرح المشكلة، أود أن أشكركم بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ فأنتم فعلا تستحقون الشكر، ومشكلتي ليست مشكلة بالمعنى الكبير؛ فأنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما، عُقد قراني منذ شهرين، وسوف يكون الزواج إن شاء الله قريبا، وزوجتي مختتنة، وأنا لا أعرف هل الختان عند الفتيات هو قطع البظر، أم قطع أجزاء من الشفتين؟
وفي كلتا الحالتين هل تكون الرغبة عند الفتاة المختتنة قليلة جدا أو منعدمة بالنسبة لغير المختتنة؟ وهل مداعبة فرج الزوجة بالأصابع تكون لها فائدة إذا كانت الزوجة مختتنة؟
أنا أقصد أن البظر هو أكثر الأماكن الحساسة في جسم المرأة، فإذا قطع فلا فائدة من مداعبة الفرج باليد،
وشكرا لكم على الإفادة، علما أنني أحب زوجتي جدا.
5/3/2025
رد المستشار
الأخ الكريم: نسأل الله العلي القدير أن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، وأن يبارك لكما، ويديم بينكما الحب والمودة، ويرزقكما الذرية الصالحة، نحمد لك همك بأمر زواجك واهتمامك باحتياجات زوجتك.
والحقيقة أن للختان أنواعا عدة، بعضها يكون جائرا كالنوع السوداني الذي يتم فيه قطع الشفرين الصغيرين ومعظم الشفرين الكبيرين والبظر، وهناك أنواع أقل جورا يتم فيه قطع جزء من الشفرين الكبيرين والبظر، وأقل الأنواع يتم فيه قطع جزء من البظر، والشائع قطع جزء من البظر لا البظر كله مما يتيح للمرأة الاستمتاع بالملاعبة الخارجية، وللمزيد من المعلومات في هذا الموضوع يمكنك مطالعة المشاكل التالية:
- ختان الإناث… العبرة بالمسميات
هل الختان عاهة؟
ختان البظر أم العقل: خارطة نظرة شمولية
وقد يكون من المفيد أن نلفت الانتباه للأمور التالية:
* البظر من المناطق شديدة الحساسية فعلا، ولكنه لا يعتبر المكان الوحيد الحساس في جسد المرأة، وجسد المرأة كله قابل للإثارة، ومن المناطق شديدة الحساسية حلمتا الثديين والجدار الأمامي للمهبل، ولقد ذكرت هذا بالتفصيل في مشكلة ستنزل قريبا بعنوان: "سؤال لكل الرجال: الجنس عند المرأة"، ومن هذا يتضح أن المرأة حتى لو كانت مختتنة يمكنها الاستمتاع إذا حرص زوجها على تحري مناطق إثارتها ومتعتها.
* قد يؤثر الختان على قابلية المرأة للإثارة، ولكنه لا يؤثر على الميل الجنسي الذي يتأثر فعلا بالختان العقلي الذي نخضع له بدافع من الخجل المذموم والأساطير الشائعة التي تكرس في أذهان مجتماعاتنا أن المرأة في أمر الممارسة الجنسية لن تكون طالبة، وأن عليها أن تلعب دور المطلوب الذي يخجل من طلب حقه ومتعته؛ فهل نراجع تصوراتنا وطرق تربيتنا حتى نتوقف عن هذا الختان العقلي المدمر؟
* عند حضوري لمؤتمر العنف ضد المرأة الذي عُقد في القاهرة منذ فترة، كان موضوع ختان المرأة من الأمور المناقشة والمثارة بشكل واضح، وللأسف الشديد فإن أمرا كهذا قد يستخدمه بعض الجهلة للإساءة للإسلام، رغم أن الفقهاء قد اتفقوا على أن حديث "الختان مكرمة للنساء" حديث ضعيف، وأن توجيه الرسول في هذا الأمر كان تنظيما لعادة منتشرة كما وضحنا من قبل في:
الاستبيان قبل الختان: مكرمةٌ أم هوان؟!
الختان والشهوة الجنسية
فهل آن الأوان لمراجعة مجتمعية يقوم بها الغيورون على الإسلام لرفع بعض من السهام التي يوجهها أعداء الإسلام إليه؟!
* مما لا شك فيه أن الخلل في العلاقة الزوجية الحميمة بين الزوجين يؤثر أيما تأثير على مختلف جوانب الحياة الزوجية، ومن الملاحظ أننا غالبا ما ننشغل بميكانيكية العلاقة الخاصة، ونتخيل أن الإجادة في هذا تكفل الإرواء والإشباع للزوجين، ونتناسى تماما ولا نهتم بدراسة سيكولوجية هذه العلاقة.. فهل يتخيل زوج أنه يمكن أن يجد من زوجته الإقبال والرغبة في هذه الممارسة وهو لا يهتم باحتياجاتها العاطفية؟ وهل يتخيل زوج أنه يمكن أن يجد من زوجته الرغبة والإقبال والتجاوب آخر الليل وهو يهينها ويعتدي عليها سبا وضربا أثناء النهار؟ الزوجة غالبا لن تمتنع، ولكنها ستأتي زوجها بجسدها بينما تكون مشاعرها وروحها غائبة، ويأتينا الزوج شاكيا: "زوجتي باردة"، وينسى أنه هو سبب برودها.
* جميل ورائع أن يهتم كل مقبل على الزواج بأمر العلاقة الخاصة بينه وبين زوجته، وجميل ورائع أن يتعلم ويعلمها معه شئون الممارسة الجنسية، وأن يعتمدا الحوار المستمر بينهما سبيلا لعلاج أي خلل كما نؤكد دائما، ولكني أرى أن هذا الجهد لا بد أن تتوازى معه جهود مستمرة ودائبة لوضع استراتيجيات لإدارة كل شأن من شئون الحياة، بدءا من شئون المنزل واقتصادياته وشئون الأطفال، ومرورا بإدارة الأزمات والخلافات.
فمن الواضح أن جدران حياتنا الزوجية والأسرية أصبحت مخلخلة وآيلة للسقوط في معظم الأحوال، بيوتنا أصبحت أوهى من بيوت العنكبوت إلا ما رحم ربي، ولقد دار بيني وبين الأستاذ باسم سكرتير التحرير بالقسم حوار حول هذا الأمر، ولا يخفى عليكم أننا نتمنى لو أعاننا الله سبحانه على أن نعد دورات تدريبية وورش عمل لتدريب الأزواج والزوجات على إدارة شئون حياتهم؛ فاسألوا الله أن يعيننا على هذا، وأن يبارك لنا في أوقاتنا وفي جهدنا.
أخي الكريم، نسأل الله سبحانه أن يبارك لك في زوجك، وأن يجمع بينكما في الخير، وتابعنا بالتطورات. ولمزيد من التفاصيل المفيدة حول هذا الموضوع يمكنك الاطلاع على الموضوعات التالية:
ضحية الختان الفرعوني
زوجتي والختان الفرعوني