الإخوة الأفاضل والمشرفون على هذا البرنامج الناجح والمفيد، في بداية الأمر أود أن أشكركم جزيل الشكر على وضع مثل هذا البرنامج للمساعدة؛ لإيجاد حلول للمشاكل التي نصادفها في حياتنا اليومية، وها أنا أبدأ بطرح مشكلتي عليكم، فأنا منذ فترة تعرفت على شاب، وهو أخو خطيب أختي، وهو إنسان ناضج وعاقل وطموح جدًّا، وفي مركز جيد في عمله، بدأ هو في البداية معي حيث بدأ يهتم بي، ويسأل عن أخباري باستمرار عن طريق المحمول، وفي بعض الأحيان يأتي عندي إلى مقر عملي فقط؛ ليراني ويسلم علي، وهو معجب بشخصيتي، فأنا أيضًا طموحة، ولكن الظروف القاسية تحول دون تحقيق أي طموح في حياتي، حيث إنني أعمل فقط؛ لكي أساعد الأهل في المصروف.
المهم هو يقول لي دائما: إنه يرتاح لي كثيرًا، وبالفعل أجده أحيانًا يخبرني عن أشياء حدثت له، ولم يخبر بها أحدًا من قبل على حد قوله، وهو متزوج من قريبة له، ولكن الواضح من قوله وتلميحات أخيه أنه غير مرتاح مع زوجته، وأنه يريد أن يتزوج بأخرى، مع العلم بأنه شاب محترم جدًّا، وعلى خلق، ومن عائلة محترمة ونبيلة جدًّا ومعروفة.
المهم أنه دائمًا يلمح لي بطريقة غير مباشرة، وعندما أسأله ماذا يقصد مثلًا من تلميحه يقول: قريبًا إن شاء الله ستعرفين كل شيء، وأسأله متى؟ يقول: قريبًا قريبًا إن شاء الله (وإن غدًا لناظره قريب) هذه هي مقولته، وأنا متأكدة من أنه ليس من النوع الذي يلعب على البنات، ولاحظت عليه مرارًا عندما أخبره عن أي شاب اتصل بي، أو حتى عن مضايقات صاحب العمل؛ تتغير نبرة صوته، وينفعل، ولكن لا يريد أن يوضح لي أنه يغار علي ويقول: لن أسمح لأي شخص أن يمس شخصكم بأي إساءة أبدًا.
وكذلك سألته أختي مرة عن رأيه في خروج الفتاة مع الشاب بقصد التعرف عليه من أجل الزواج، فعارض هذه الفكرة، وقال: إذا كان فعلًا صادقًا فقط عليه أن يطرق الباب، ولا داعي لعمل هذه المقدمات، ثم أخبرته مرة أنني ذهبت إلى المستشفى لعمل أشعة، والذي عمل الأشعة رجل؛ فغضب وقام يسب الرجل ويلعنه، وقال: لو كنت هناك لمسكته من رقبته، وأخبرني ألا أذهب إلى المستشفى مرة أخرى وحدي، بل هو سيذهب معي، وهو الآن يبني بيتًا جديدًا، وهو على وشك الانتهاء إن شاء الله في شهر يوليو أو شهر أغسطس من هذا العام، أي بعد شهرين إن شاء الله، حيث دائمًا يريني الأشياء التي اشتراها للبيت الجديد، هذا بالإضافة إلى أنه مرة كان مسافرًا، وعندما رجع عاتبته على أنه لم يتصل بي، فقال: وهل هناك زوجة لا تفتخر إذا زوجها سافر من أجل أن يحوز على مراكز متقدمة؟
ولكنه في بعض الأحيان يقول لي مثلًا: وهل الواحد "يزعل" من إخوانه وأصحابه، وأنا طبعًا أنفعل عندما أسمع هذه العبارة؛ لأنه يذكر على أساس أننا إخوة (الواضح من هذه العبارة) وأحيانًا أخرى لا يذكر ذلك بل يقول لي: يا دكتورة أو يا أستاذة أو يقول: أنت عزيزة وغالية على القلب، المشكلة هي أنه لم يصارحني بالحقيقة، هل هو يريدني كزوجة أم فقط مجرد ارتياح؟ ففي هذه الفترة بدأت أعصابي تتعب من جراء التفكير في هذه المشكلة؛ لأن إحساسي بدأ يتعلق به شيئًا فشيئًا، وأنا أخجل من سؤاله ما إذا كان يريدني كزوجة أم فقط هو ارتياح عادي، وأنا التي أتوهم الأشياء الأخرى؟
ساعدوني في حل مناسب بارك الله فيكم جميعًا، أنا أحاول أن أفاتحه هذه الأيام في هذه العلاقة، وماذا تعني له؛ لأنني لا أريد أن أتعلق بشخص هو لا يريدني، فأتمنى أن ترشدوني إلى الطريقة الصحيحة في مفاتحته في هذا الشأن، هذا وأتمنى أن يكون الرد عاجلًا وسريعًا جدًّا؛ لأنني أحس بأنني صرت متعبة الأعصاب، وشديدة الانفعال من أي شيء.
وفقنا الله وإياكم دائمًا إلى الخير والصلاح،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
14/3/2025
رد المستشار
أختي المتعبة، قلبي معك في حيرتك، ومشكلتك شغلتني طوال الأيام الماضية، ولم أتأخر عليك في الرد إلا بمقدار إنضاجه
أما السؤال الذي ظل يلح علي طوال مطالعتي لرسالتك هو: ما الذي يجعل فتاة في مثل ظروفك تنشغل بمثل هذا الرجل في مثل ظروفه؟.. ما هو مدى الفراغ العاطفي الذي تشعرين به حتى تستجيبي لهذه الإشارات المباشرة أو غير المباشرة.. الصحيحة أو المتوهمة؟ إن ما قد يبدو اهتمامًا عاديًّا أو كلامًا عاديًّا كان استقبالك النفسي له أن هناك شيئًا ما يريد هذا الرجل أن يفصح عنه، بل قد نتجاوز ونقول: إن هذا الرجل المأزوم في زواجه،
كان يرسل إشارات حقيقية، ولكنها ليست صريحة؛ للتنفيس عما يعاني منه، أو لمشاعر تتحرك في نفسه؛ نتيجة لوضعه، وقد نجد العذر له أو لا نجد، ولكن ما الذي جعلك تستقبلين هذه الإشارات وترضين بها بل وتنتظرينها حتى إذا ما جاءت مواقف أخرى مغايرة أو إشارات على غير ما تتمنين وتتصورين؛ توترت وبعثت تسألين عن كيفية مصارحته ومفاتحته..
مصارحته ومفاتحته بماذا.. هل هذا هو السؤال… إن السؤال الحقيقي الذي يجب أن توجهيه إلى نفسك هو لماذا... وليس كيف، لماذا أشعر بهذا الفراغ العاطفي؟!.. لماذا أستجيب لهذا الرجل؟!. لماذا أنتظر هذا الرجل؟! لماذا أسمح لهذه العاطفة أن تنمو تدريجيًّا بغير أمل؟!..
لماذا أضع نفسي في هذا المأزق؟!.. أظن لو حصلت على إجابات صريحة من نفسك عن هذه الأسئلة فلن تحتاجي إلى مفاتحته، بل قد تحتاجين إلى إغلاق هذا الملف بكل تفاصيله، وفي هذه الحالة قد تستطيعين فتح ملف جديد مع شخص تكون ظروفه هي الأنسب لك، فلا تحتاجان إلى لغة الإشارات ولا تحتاجين إلى مفاتحته، بل هو الذي سيفاتحك دون مشاكل أو حسابات في غير موضعها، أعانك الله على مصارحة نفسك، وعلى الخروج من هذا المأزق بسلام وأمان.
وأواصل تفهم دوافعك للدخول في علاقة كهذه، فالرجل – كما تدركينه – محترم وعاقل وطموح، ومركزه جيد، وأسلوبه في إثارة مشاعرك هو أسلوب السهل الممتنع، ويبدو أنك عديمة الخبرة بعالم الرجال، وهذا مفهوم في مثل سنك وظروفك، ولكنه يمكن أن يورطك مع هذا الرجل أو غيره، لقد كتبت قبل ذلك إجابة بعنوان: سيكولوجية الرجل الشرقي بعد الزواجأرجو أن ترجعي إليها، كما أرجو أن تتفهمي حقائق الحياة يا أختي، فليس كل خلاف بين زوج وزوجته يؤدي إلى زواجه بأخرى، وليس الإعجاب والغيرة، والكلام الطيب كافياً للتعبير عن الرغبة في الارتباط، وليس الحب وحده – إن وجد – كافياً لإقامة علاقة زواج، خاصة إذا كان زواجاً ثانياً في حياة رجل متزوج بالفعل. صاحبنا يتلاعب بأعصابك، وأنت مستسلمة لهذا التلاعب اللذيذ، أو أنك تعشقين ألعاب الخطر، وأجواء المغامرة والقلق!! وثقتك في نفسك ضعيفة حتى تعتقدي أن هذا الرجل هو فرصتك الأفضل في الارتباط ومقدماته من حب وخلافه؟!
إذا كنت ترين نفسك متواضعة المستوى التعليمي مثلاً يمكنك أن تواصلي دراستك وتكتسبي معارف كثيرة بوسائل متعددة، لا تتعارض مع مواعيد دوامك في العمل، وإذا كنت ترين نفسك متواضعة الجمال، فإن الشكل ليس هو المعيار الوحيد للتفاضل بين البشر، وتستطيعين البروز في مجالات التنافس الأخرى من اكتساب المهارات، والفنون الإنسانية، والاجتماعية، والنسائية.
وإذا كنت تشعرين بالوحدة يمكنك أن تندرجي في الأنشطة الأهلية والاجتماعية التي تنتشر في بلدك هنا وهناك في مجالات متعددة تختارين منها ما يوافق رغباتك، وأنت عندك فرصة الانفتاح على العالم الواسع عبر الإنترنت (بضوابطه) وغيره، هذا العالم الذي هو أوسع من مجرد رجل متزوج يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في سيره، وهو يحوم حولك، فإذا طلبت إيضاحاً قال: إن غداً لناظره قريب، أرجو أن تنطلقي في حياتك، جاء هذا الغد أو لم يجئ، ولا يستحق الأمر كل هذه العصبية والانفعال.. كوني على صلة بنا، وأعلمينا بالتطورات.
واقرئي أيضًا:
متى تطلب حواء أن تكون زوجة ثانية؟
الزواج الثاني = نصف رجل!
فتاة عشرينية تسأل عن الزواج الثاني
الزواج الثاني العدل بحسب المزاج!
الزواج الثاني: القصة برواية الأولى!