السلام عليكم
السيدة الفاضلة د. نعمت إنني أشكر لسيادتكم اهتمامكم البالغ بالرد على تساؤلاتنا، مشكلتي أنني وزوجي تزوجنا عن حب، ولكن ما يحدث الآن في علاقتنا بعيد تماما عن هذا المفهوم، فهو شديد الانشغال عني وعن أولاده لدرجة أنه في العادة يرجع المنزل الثالثة فجرا كل يوم ولا يأخذ أي يوم إجازة ولا يراني أو يتحدث معي أكثر من 15 دقيقة في اليوم بأكمله -والله العظيم- ولا يرى أولادنا الصغار ثلاث أعوام وعام واحد في معظم الأيام أكثر من 15 دقيقة التي في الأغلب أقضيها في محاولة إفهامه أنني تعبت وأني بحاجة لوجوده ولرؤيته و لو ساعتين في الأسبوع
ومن تبعات هذا الوضع أنه لا يعرف عنا أي شيء ولا يشاركنا في أي شيء وكثيرا ما أطلب منه حتى أن يتذكر أن يهاديني بوردة كل 5 شهور مثلا أو يفاجئني بمكالمة يسألني فيها عن أحوالي، لقد جربت معه كل الوسائل من الغضب إلى الرضا والخصام أحيانا والمحايلة كثيرا والتودد أكثر ولا فائدة وكله بدعوى تأمين الحياة ومستقبل الأولاد.
فهل من كلمة تصبرني أو نصيحة له أو لي حتى، وهل هناك أي وسيلة حتى أتغلب على حالة الاكتئاب الشديد التي أعاني منها
أخيرا أشكر لك سيدتي سعة صدرك والسلام عليكم
15/3/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتى الحبيبة، لا داعي لتلك الحاشية فى مقدمة الرسالة... تزوجنا عن حب... فقصص الزواج عن حب رأيي فيها أصبح معروفا للجميع... وهو أنه لا يمكن أن يكون حبا بالمعنى الجميل الذي خلقه الله تعالى إلا إن كان الاثنان على علاقة وثيقة ببعضهما البعض... فى الكلام والخروج واللقاءات والمواقف...
فإذا فعلوا ذلك قبل الزواج كان إثما غفر الله للجميع... أما إن لم يفعلوه فكل ما بينهما كان إعجابا... ولم يتركا للعقل مهلة التعرف على الشخص الآخر وتزوجا بدافع الإعجاب والانجذاب الجسدى... هذا هو تقريبا وباختصار محل رأيي في قصة: تزوجنا بعض عن حب
نأتي لمشكلتك وهي مشكلة نساء كثيرات... انشغال الزوج الدائم عنها وعن الأبناء وحياتها وكأنها امرأة وحيدة وليس امرأة لها شريك يقاسمها كل الحياة بحلوها ومرها
عندي سؤال أتمنى أن تجيبي عليه لنفسك... هل ابتعاد زوجك الدائم عنك من أجل العمل أو السعي على المعاش أم أنه يجد أوقاتا يقضيها مع أصدقائه مثلا....؟؟؟
إذا كانت إجابتك بنعم على التساؤل الأول فزوجك شخص طيب... أخذته دوامة الحياة وساقية المعاش... هذا ليس معناه أنه لا مانع أن يتركك دون حوار أو حديث... ولكن هذا معناه أن تبدئيه أنت من آن لآخر بمفاجأة... أو هدية... أو سهرة رومانسية فى البيت أو عشاء ناعم على أضواء الشموع بعد أن ينام الأبناء... وأشركيه في المواضيع الكبرى التعلقة بالأبناء...
أما حياتهم ومشاكلهم اليومية فلا تثقلي عليه بها
فما معنى أنكم شركاء يا ابنتي؟؟؟ معناه أن لكل منكم دورا يؤديه في الحياة ليكون بيتكم بيتا سعيدا وأولادكم أولادا ناجحين نابهين، إذن هو اختار الجزء الخاص به وهو السعي والعمل... حقيقي أنه لا يحتاج لكل هذا الجري والدوران في الطواحين فالرزق قد ضمنه رب العباد... ولكن ضغوط الحياة ثقيلة على كواهل الرجال هذه الأيام يا ابنتي فكوني أنت رحيمة واقبلى دورك في الشركة.. وبما أنك أنت الأكثر فراغا فعليك ابتكار مواقف ناعمة... تستعيدين بها معه ذكرياتكما الجميلة وترطبين من جفاف حياته العملية
أما إذا كان كل هذا الغياب جزئيا فيه خروج مع أصدقاء... ونزهات مع الزملاء... فكل ما عليك عمله هو أن تجلسي معه بهدوء وتسأليه لماذا يتعمد الجفاء معك؟؟ قبل أن تطالبيه بالوردة وبالرسالة العاطفية... الحوار يا ابنتي ووضع النقاط على الحروف يحل مشاكل كثيرة معلقة
ربما هناك ما يضايقه منك أو من البيت أو من نظام حياتكما... أي شيء...
وأنا أتصور أن زوجك من النوع الأول... إذن الكرة الآن فى ملعبك
واقرئي أيضًا:
زوجي في الزواج: عضو في نادي..
أنا وزوجي متوازيان فقط في الفراش يلتقيان!
بعد الزواج: أنا وزوجي فقط في الفراش!
أنا وزوجي والعطاء العاطفي!
أنا وزوجي... النار والجليد
أنا وزوجي... زيت وماء