السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست أدري من أين أبدأ، ولكن الله أسأل أن يعينني فهذه المرة الأولى التي أتحدث فيها عن مشكلتي منذ أن بدأت ولعلي أجد عندكم العون. والله المستعان الحمد لله أنا مسلمة ملتزمة عضوة بأكثر من جمعية خيرية وحاليا طالبة بمعهد الدعاة. وأواظب على حفظ كتاب الله. والحمد لله وهبني ربي الكثير من النعم من أسرة طيبة وحسن الخلق والخلقة، لا أقول كل هذا لأشكر بنفسي معاذ الله. ولكني فقط أحببت أن تروا صورتي واضحة.
أثناء مراحلي الدراسية جميعها كنت أتعرف على صديقات مختلفات، وكان كل همي أن نتقرب إلى الله معا والحمد لله كان هدا يسعدني خاصة عندما تلتزم إحداهن بمساعدتي والحمد لله. هذا فضل من ربي، منذ عدة أعوام تعرفت على صديقة، في البداية هي التي تعرفت علي كانت بعيدة عن الدين، ولكنها تغيرت والله أصبحت إنسانة جيدة، وكم سعدت بحجابها، بالله عليكم لا تشعروا أني مغرورة، ولكني والله هذه أول مرة أتحدث عن نفسي وأروي لكم فقط ما حدث، المهم تعرفت من خلالها على إنسان أحسبه على خير يقول عنه الجميع إنه لا يعرف الالتزام أبدا وإنه بعيد كل البعد عنه، وإنه من أصحاب الكبائر وإنه وإنه...
كل هذا علمته من صديقتي، ولكني تحدثت معه مرة أو مرتين على النت، ولم أكن أعرف عنه هذا ووجدتني أنجذب إليه بسرعة أدهشتني ففررت إلى الله، وابتعدت عنه تماما، ولكنه كان ما زال بداخلي منه شيء طيب، ولكن بعد شهور وجدته يتصل بي تليفونيا وأخبرني أن صديقتي أعطته رقمي وأنها كانت تحادثه طوال هده الفترة، على أنها أنا، وكان هذا آخر يوم من شعبان المقبل الماضي وبدأ رمضان فأحببت أن يشاركنا في الخير ولعل هذا خطئي لأنني ما كان يجب أن أقترب منه مهما كانت الظروف فلست أنا المكلفة بإصلاحه.
ويعلم الله أني في بداية الأمر كنت أدعوه كأخ فاضل وكنت أجد منه استجابة طيبة وفورية لعمل الخير وكذلك قراءة القرآن وقيام الليل وأمور كثيرة كلها خير، ووجدت أن له قلبا أبيض، ولكن موضوع في ظروف سيئة وفي خلال هذا كنت أستخير الله في أمره لأني كنت منجذبة نحوه بشكل لم أعهده من قبل.
لم يسمعني كلمات الحب أبدا، فلقد كان قمة في الأدب والحياء حتى طلب يدي وأخبرني أنه يريد أن يقابل أهلي ومن هنا بدأت أستخير الله بقوة وكل يوم يمر أزداد إعجابا به، ولكني في البداية طلبت منه فترة كنت أحتاجها لأتأكد أنه ليس إعجابا مؤقتا فقط لأني مختلفة عمن حوله. وبالفعل طلبت منه ألا نتحدث حتى يتم الله الأمر كنت أخاف الله.
وفي هذه الأثناء فعلت صديقتي هذه مواقف مؤلمة لي كثيرة، وكل هذا لتبعدني عنه، ولكني والله كنت متوكلة على الله وكنت أعلم أنه لن يضيعني، وكل هذا لم يكن يعلم كيف أبدو، ولكنه يعلم بعض الأشياء عني كطولي ولوني وهكذا، ولكنه لم يكن رآني بعد، ولكني كنت أعرف شكله جيدا.
وحددت له موعدا لنتقابل كنت أريد أن أتأكد أنه سيحضر، ولكني كان بداخلي شعور أنه لن يأتي كنت طلبت منه أن نتقابل في مسجد. ولكني لم أكن لأذهب فقط كان اختبارا لحسن النوايا. وصدق ظني لم يحضر. واتصلت به فلم يجب. تألمت ألما لا يعلمه إلا الله. وكانت أخواتي على علم بالموقف وجلدني الجميع بكلمات قاسية.
والله وقتها لم يرحمني أحد ولا حتى هو. وظل الجميع يردد اتقى الله. أنت مثال سيء لأي ملتزمة وكثير من هذه الكلمات لم أجد من يساعدني على فهم ما حدث كنت في كابوس مؤلم. كل من حولي ينتقدني ويعلم الله أني ما غفلت عن الدعاء لحظة، كنت دائما أستخير الله وأدعوه أن يهديني للخير. ولكني أرسلت له رسالة عتاب وأجابني أنه يمر بظروف صعبة. وانتظرت أن يعتذر لكنه لم يفعل.
وفي هذه الأثناء جاءتني مكالمات مؤلمة آخرها من امرأة تقول إنها زوجته. فقررت أن ألغي رقم هاتفي من وقتها. ولم أحاول الاتصال به أبدا. مرت شهور عديدة وما زال الألم بداخلي ومازلت أتعذب كلما تذكرته سارعت للصلاة والبكاء بين يدي الله.ولكني مازلت معجبة به.أو ربما أحبه لست أدري.
ماذا أفعل الآن لو أنني أذنبت فأعلموني كيف أتوب؟ ولكن ما يعذبني أنني كلما تقربت إلى ربي زاد هو الآخر قربا لقلبي مازلت أشتاق له، ولا يعلم ما بي إلا الله.
ما سألت أحدا إلا الله. وأعلم أنه لن يضيعني
أفيدوني بالله عليك.
28/3/2025
رد المستشار
كثيرا ما سألت ربي لماذا يا إلهي خلقت الحب؟ هل خلقته ليسعدنا أم خلقته ليشقينا كما تشقينا الأمراض والزلازل والأعاصير؟
وكنت أجيب على نفسي إن جاء الحب تجاه الشخص المناسب في الوقت المناسب فهو الجنة على الأرض وإن لم يكن الشخص أو الوقت المناسب فهو الجحيم والعذاب الأليم وهذا الاحتمال الثاني هو الأغلب الأعم مع الأسف وهو الذي حدث في حالتك فالوقت ليس مناسبا والشخص ليس مناسبا.
تسألين لو أنني أذنبت فأعلموني كيف أتوب؟ وهذا في الحقيقة سؤال سهل فالتوبة تتم في لحظة واحدة عندما يندم الإنسان على ما فعل ويتوقف عنه وينوي ألا يعود.
وإن كنت أنا من وجهة نظري لا أستطيع أن أطلق على ما فعلت كلمة ذنب، ولكن ربما يكون أقرب إلى سوء التصرف. أنت قد تجاوزت الخامسة والعشرين من عمرك، وقد مال قلبك لشخص ما فربما أردت أن تعطيه وتعطي نفسك الفرصة للمزيد من التعارف لعل الأمور تتطور بشكل إيجابي وتؤدى للزواج – لا أستطيع من وجه نظري أن أعتبر هذا ذنبا؛ فالمرأة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت إذا بلغت السن المناسبة للزواج فإنها تكتحل وتتزين للخطاب لعل شخصا يعجب بها ممن يرونها في حدود الاختلاط المنضبط الذي كان يحدث في وقتها.
ولكن ما فعلته كما ذكرت يعتبر سوء تصرف فليس هذا هو الشخص المناسب الذي يستحق أن تقدمي نفسك للتعارف عليه والتقارب منه بنية الزواج.
تقولين إن قلبه أبيض ولا يوجد أحد قلبه أبيض كلنا بشر وقلوبنا فيها الأبيض والأسود، كما أن المرأة لا تتزوج قلبا فالقلوب لا يعلم حقيقتها إلا الله وإنما هي تتزوج سلوكا كيف أرتبط بشخص أظن أن قلبه أبيض وأتأكد أن سلوكه أسود.
لا أستطيع أن أقسم أن هذا الشاب فاسد، وأن حاله لن ينصلح وأني أنا وأنت سندخل الجنة وهو سيدخل النار لا أستطيع أن أقسم بهذا؛ فالهداية بيد الله، ولكننا نأخذ قراراتنا في ضوء ما نراه ولا يعلم الغيب إلا الله، ليس السؤال الصعب هو كيف أتوب؟ ولكن السؤال الصعب كيف أنساه؟
والإجابة هي ستستطيعين نسيانه عندما تصلين لدرجة من القناعة الكاملة أنه لم يكن الشخص المناسب وعندما ينقطع بداخلك أي أمل في العودة إليه وعندما تغرقين في أنشطتك وعلاقتك وقبل كل شيء صلتك بالله.
أختي الكريمة قد تضيع منا أشياء فنتصور أن القدر لن يمن علينا بسواها، ولكن الحقيقة هي أن القدر ربما يدخر لنا أفضل مما نتوقع.وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم.
واقرئي أيضًا:
خطة محكمة ما هو الحب؟
ما هو الحب؟