الإسلام المظلوم وعوالم الشات
السلام عليكم ورحمة الله
أنا صاحبة رسالة : الإسلام المظلوم وعوامل الشات، وقد قرأت قصة النجاح لصاحبة الزوج الخائن وممثلة الإغراء، وأقول لها: كم أنت رائعة حبيبتي.. أسلوبك.. تماسكك.. تدينك… هنيئا لزوجك وأولادك، وهنيئا لنا بأخت مثلك قد أبكتني وأنا في عملي أقرأ رسالتك من شدة فرحتي بنجاحك ومن رحمة ربنا بنا وبأمثالنا، عسى الله أن يجعل ثواب من أناروا لنا طريق الحياة وساعدونا في الخفاء.. هو جنة الفردوس، آمين.
اسمحوا لي أن أخاطب أختي بحبيبتي، فأشهد الله أني أحبك لما وجدت فيك من روعة، فلقد تغلغلتِ في قلبي من كلماتك وكأني أعرفك ربما بحكم الوطن الواحد، أو لأنني وجدت من مرت بمشكلتي، وقد كنت أظن أنني الوحيدة التي تعاني وتقاوم، ولكن أبشركم جميعا بنجاح الدواء إن شاء الله للأبد.
فأنا يا حبيبتي على وشك السفر برغبة من زوجي، يريد أن نقضي شهر عسل من جديد في إحدى البلاد الجميلة، ولكنى فضّلت الذهاب للعمرة لكي أشكر ربي على عودة طائري لعشه، وأدعو لكم ولكل من تواجه نفس المشكلة، أبشرها أن رحمة ربي كبيرة، ولنكن مصرات على النجاح والاحتفاظ بالحبيب مع سبق الإصرار والترصد، إنها كلماتكم أعيدها لروعتها (إنه بيتك، إنه زوجك، إنه نضال كفاحك فلا تتركيه).
أطلت رسالتي، ولكن لشدة فرحتي؛ فأنا أعيش الآن أسعد أيام حياتي مع زوج محب رائع وأطفال هم رياحين حياتنا، وكرم من ربي لا يوصف، حقا إن مع العسر يسرا، ولكن أي يسر وهناء هذا الذي أعيشه، الحمد لله.
تماسكوا أحبائي فهذه قصة نجاح أخرى عسى أن تكون عونا لكم على الصمود، وسأدعو لكم في بيت الله أن يتم عليكم نعمته بأحسن مني، فصبرا إن جائزتكم في الدنيا قريبة وفي الآخرة عظيمة، وهذا هو المراد. والسلام عليكم ورحمة الله.
لقد تأكدت بالفعل من قطع علاقة زوجي بتلك الفتاة منذ أكثر من أربعة أشهر، وهو الآن رائع معي ومع أولاده، ومع الله الرحيم بنا، ويحاول إرضائي بشتى الطرق؛ وفي المقابل فأنا أسعده بكل وسيلة وإن كنت أنقصت من وزني 8 كجم بعد ولادتي الأخيرة حتى أرضيه شكلا وموضوعا؛ فأنا لا أترك بابا يحبه إلا وطرقته..
خجلي يمنعني أن أصف لكم مدى انبهار زوجي بي لدرجة أنه لا يرى أجمل أو أمتع مني في هذه الدنيا؛
فلتدع كل سيدة المولى عز وجل أن يحليها في عين زوجها ويرضيه بها ويرضيها به.. آمين.
29/3/2025
رد المستشار
أحقًا ستتذكرين الدعاء لنا في بيت الله الحرام.. هناك بين الركن والمقام، وبين الملتزَم والحجر الأسود، ولحظة أن يقع بصرك على الكعبة، وعند قبر الحبيب المصطفى.. فدته نفسي؟!!
أرجو أن تكون رحلتك هذه المرة مخصصة للدعاء لهذه الأمة البائسة المخنوقة أن يهيئ الله لها من أمرها رشدًا، وأن يلهمها الصواب، وسبيل الهدى، وأن ينير بصيرتها.. فلا أمل، ولا أفق، ولا مخرج، ولا منجى من الله إلا إليه سبحانه.
نسعد بكل متابعة تصلنا، ونسعد بكل قصة نجاح لكم؛ لأنه نجاح لنا ولهذه الصفحة، وتلك عاجل بشرى المؤمن.
قادرون نحن بفضل الله ثم بالعقل والجهد والتدريب، بالتفاهم والمصارحة والتعاون، وتبادل الخبرات وإجادة فن الحياة ومهارات العيش الطيب كما أمر الله ورسوله، وكما يهدي العقل السليم والفطرة الراشدة، قادرون بروح الله معنا وروح الجماعة بيننا، وهدي التجربة وعناء البذل أن نواجه رياح السموم ووساوس شياطين الإنس التي تحملها إلينا الأطباق اللاقطة للبث الفضائي، وشبكة المعلومات العنكبوتية التي تبدو واسعة مبتلعة، "وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت".. "ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
قادرة تلك المرأة الراعية في بيت زوجها أن تكون مفتاح النجاح وخيط التماسك، ومنبع الحب، ومصدر التفاهم والانسجام.
قادرة كل مسلمة في بيتها وفي محيطها الاجتماعي أن تكون بؤرة ثورة على كل وضع خاطئ في حياتنا، وطاقة تغيير، وأنا مثلك سعيد - وربما أكثر - بأخوات من الخليج، ومن الشام، ومن المغرب، وفي المهجر.. سعيد أن لنا بيوتًا وقلوبا تحبنا، وتتفاعل معنا في سلطنة عمان، وفي العراق، وفي الجزائر، وحتى في البرازيل.
أتمنى أن يصلنا منكن كلمة: نحن هنا.. معكم حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق، ويطلع لهذه الأمة فجر جديد تحتل فيه المكانة الجديرة بماضيها التليد وكتابها المجيد وحماسها الشديد.
تحدثت معي مؤخرًا أختي د. فيروز عمر "أم ضي" تروي ما تجد في نفسها من حسرة أحيانًا على أحوال المسلمين، وشعور بأننا نبذر بذور الخير، وكأننا ننثرها في مهب الريح، ولا ندري أين تصيب أو ماذا تنبت!!
وحين روت هذا لأخت لها قالت تلك الأخت: ولكن هذا أدعى للإخلاص. تعني أن مَن يزرع فلا يرى الحصاد فإن من شأنه أن يجعل النية - ويصدقه الواقع - لوجه الله لا من أجل النتائج. وأعجبني هذا المنطق، ولكن الإنسان إنسان يجاهد نفسه على الإخلاص، لكنه يسعد إذا رأى بعض الآثار والنتائج.
أنا أنتهز فرصة رسالتك لأشكر الذين لا يبخلون علينا بكلمة شكر، أو دعوة توفيق، أو ملاحظة تسديد، وأتمنى أن أقرأ سطورًا قليلة من كل صديق أو صديقة لهذه الصفحة لنعلم ما الذي أفدنا به الناس فنزيد، وما قصّرنا فيه فنسدد، وما أنجزناه فنحمد الله على نعمته.
وهناك.. معك يا أختي الكريمة.. عند الحجر الأسود، وفي مقام إبراهيم، عند غروب الشمس أرجو أن تتذكرينا جميعًا: فريق الاستشارات، وأخواتك: ممثلة الإغراء، والأخريات الغافلات والمجروحات، الناجحات والمنكسرات، وإخوانك الذين يريدون العفاف، ويسألون الله العفو، وحين تستشعرين هذه الرابطة الروحية التي بيننا، ونكون في ذهنك وقلبك قولي: اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد التقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك، واجتمعت على محبتك، وتعاهدت على نصرة شريعتك فوثق اللهم رابطتها وأدم ودها، واهدها سبلها، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك وأمِتها على الشهادة في سبيلك إنك نعم المولى ونعم النصير، ويمكن تلاوة هذا الدعاء عند كل غروب.