الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد، فأنا متزوجة منذ 11 سنة، ولدي أربعة أطفال، عانيت أنا وزوجي من مسألة التوافق الجنسي، فهو دائم الشوق لي والرغبة في المداعبة والجماع، وأنا لا أشعر بالشوق للمداعبة والجماع مثله، ومنذ الشهر الأول من زواجنا بدأ التمنع مني وإظهار عدم الرغبة في كثرة المداعبة والجماع، وعلى ضوء هذا تثور المشاكل بيننا، وتبدأ من الزوج كرَدّ فعل لتمنّعي -الكامل أحيانًا أو الجزئي- عن المداعبة التي يحب أن يطيل فترتها، ويكررها، أنا أفعل هذا دون إرادتي، وكم أحب أن أصل إلى ما يريد، وهو كذلك يحبني كثيرًا، ولكن عند حدوث المشاكل أشعر منه بالقسوة وعدم محبتي.
وأظهر المشاكل بالتحديد بالنسبة لي هي:
1- أشعر بضيق في النَّفَس حينما يعلوني…، مع تجاوب في بعض الأحيان، ولكن سرعان ما أشعر بهذا الضيق مجددًا.
2- لا أقدر على كثرة المداعبة والجماع كما يحب، فأحيانًا يريدني كل يوم، وأحيانًا يرغب في المعاودة مرة واثنين.
3- أتعب مع طول المداعبة فبعد ثلث ساعة تقريبًا أتعب وأرهق
4- لا أقدر على أن يبقي عضوه الذكري مدة أكثر من ثلاث دقائق
5- بالجملة: أنا لا أشعر بالعملية الجنسية إلا من باب أداء الواجب وطاعة الله في عدم عصيان الزوج.
وأخيرًا -مع أنني أطلت عليكم- أود أن أذكر بعض الأمور التي دارت بيننا في حوارنا المتعدد؛ محاولة منه لتحديد ماهية المشكلة عندي لعلها تنفع في تحديد المشكلة:
سؤاله لي: هل احتلمت بأي رجل –سواء- قبل الزواج أو بعد الزواج؟ جوابي: لا أعرف الاحتلام.
هل حدثتك نفسك أو شهوتك بالاستمتاع بأي رجل وأنت خالية في يقظتك سواء قبل الزواج أم بعده؟ جوابي: لا، أنا خجولة في مثل هذه المواضيع،
هل يثيرك رؤية أفخاذي أو رؤيتي وأنا عريان كما أثار أنا؟ جوابي: لا، الذي يثيرني هو الملامسة والقبلات والمداعبة فقط. فيرد: لكن هذا لا يكفيني، أريدك أن تثاري فتأتيني كما آتيك.
أنا خجولة أرجو الرد الشافي.. ماذا أفعل لأكون طبيعية؟
هل عندي مشكلة في الصدر، أم هي موانع نفسية؟.
30/3/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة، لو أنك طبعتِ النص الذي أرسلته إلينا -وقد اختصرناه هنا- وتأملت فيه؛ لوجدت الكثير من الإجابات عن تساؤلاتك وحيرتك.
زوجك دائم الشوق كثير المداعبة، ويغضب حين يجد إعراضًا عنه أو زهدًا منك في وصاله، وحسب وصفك فلا مشكلة لديه من ناحية الإثارة أو التمهيد أو الممارسة. المشكلة لديك على مستوى الرغبة والتمهيد والممارسة، فما هي الأسباب؟
تعرضنا لهذه القضية من قبل، وقلنا: إن الزهد الجنسي عند النساء قد يكون ناتجًا عن أسباب مختلفة، وقد يجتمع أكثر من سبب لنجد أنفسنا أمام امرأة تشكو من اضطراب في "الأداء الزواجي الحميم".
تقولين: إنك خجولة.. وحسنا اخترت التعبير، كلمة "الخجل"، وهو نوعان: أحدهما الحياء المحمود، والآخر هو الخجل المرضي، وأنت في النوع الثاني، فأي خجل هذا الذي يمنعك من التمتع بما أحل الله لك وزيّنه لعباده رجالًا ونساءً؟!! وهل الخجل يبدو تفسيرًا كافيًا للتمنع على الزوج في مداعبته ورغبته؟
وتحدثنا قبل ذلك عن أن العلاقة الجنسية بين الزوجين هي إحدى مكونات الحياة العاطفية بينهما، وهي ربما التعبير الأكثر حسية في هذه الحياة.. فماذا عن بقية جوانب علاقتكما:عاطفيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا…إلخ. الاضطراب في التوافق الجنسي قد يكون انعكاسًا لنواحي أخرى قلقة في العلاقة الزوجية.
ومن ناحية أخرى ما هو مخزونك الذهني عن العلاقة الجنسية؟ ما هي خبراتك أو معلوماتك وتصوراتك؟ وما هي تطورات نشأتك في أسرتك الأولى مع والدك ووالدتك وفي المحيط الاجتماعي الأوسع؟ وبلفظ آخر: ما هي ثقافتك الجنسية: مصادرها ومواقفها، ثم هل تعانين من اضطرابات في هرمونات الأنوثة، وهل يحدث خلل في انتظام الدورة الشهرية؟.
تسألين: ماذا أفعل لأكون طبيعية؟! وأنا أقول لك: إن حالتك تتعاون -أو يمكن أن تتعاون- فيها مؤثرات عدة: بيولوجية وذهنية وثقافية واجتماعية، ويلزمك مراجعة وفحص كل هذه النواحي وتصحيح المختل منها لتعودي طبيعية.
وإن كان لي أن أوجه كلمة لزوجك فهي الشكر على مصارحته لك، وحواره معك -وإن كان الأمر يحتاج إلى المزيد من المصارحة والحوار والتعلم المشترك- وقد يحتاج مع هذا كله إلى وقت وجهد، ثم إلى بعض التسامح، والقبول بما يتحقق من تقدم، والعمل على تطويره وتنميته، بدءًا من النقد واللوم الذي يبدو عقيمًا لا يعالج شيئًا، بل يزيد من شعور الطرف الآخر -الذي هو أنت- بالألم والذنب دون أن يقدم له مساعدة حقيقية لتجاوز ما هو فيه، ولا يستريح إليه.
أخواتي العربيات، أسهل شيء هو الاستسلام للجهل المشاع، والاحتجاج بالتربية والمحافظة وتناقضات المجتمع وتذبذب رغبات الأزواج، والصعب أن تفهمن وتتعلمن لتصلن إلى ما يريده الله منكن في الحياة بأسرها: الزوجية وغيرها، وعمل الجنة حَزَن (صعب) بربوة، وعمل النار سهل بسهوة، والمرء حيث يضع نفسه.
ويا إخواني الرجال، رفقا بالقوارير، وبعض التقدير للأجواء التي تربينا فيها جميعًا، والمنتظر أن يتعاون الطرفان: الرجل والمرأة، الزوج والزوجة حتى يصلا إلى مستوى من المعرفة والتوافق والرضا، وليس المستهدف أن نتحول إلى حيوانات جنسية، لا هم لها إلا قضاء شهوتها "الحلال"، وليس عدلا أن يتحول الأمر إلى طرف يجلد طرف، أو يلومه على طول الخط بسبب تقصير، اشتركت في الدفع إليه عوامل شتى؛ فهل ننتظر العون الصادق والحوار الصريح، والتقدير الجميل، والتشجيع المتواصل؟!
أرجو ذلك دون أن يعد هذا تبريرًا لخطأ، أو تمريرًا لتقصير، أو سكوتًا على فكر شاع حتى اختلط الفهم فيه.
واقرئي أيضًا:
الزهد في الجنس … لماذا؟
هل أنا باردة؟
نفور جنسي شديد وفتور عاطفي أكيد
أريد حلا.. زوجتي تتألم ولا تتجاوب
زوجته حجر... يذيبها الرفق والاحتواء