أشكركم في البداية على هذا الموقع الرائع، والذي ساعدني مرارا وتكرارًا في حل كثير من مشاكلي فضلا عن كثير من المواضيع الهادفة المطروحة.
مشكلتي يا سادة قد تكون مصيبة أو قد لا تكون مشكلة من الأساس، سامحوني إن أطلت، ولكن يتحتم عليَّ أن أذكر التفاصيل لتساعدوني قدر استطاعتكم.
أنا امرأة متدينة (محجبة) محترمة على قدر جيد جدا من الجمال، مستواي المادي جيد جدا، أعمل بوظيفة محترمة جدا ومتعلمة، بلغت الثلاثين من العمر متزوجة منذ 6 سنوات، ولدي 3 أطفال ذكور والحمد لله، زوجي رجل شرقي جدا (فلاح) متعلم ووضعه المادي ممتاز، متدين يحضر دروس دين باستمرار ولا يقطع صلاة والآن هو يهم بحفظ القرآن، حتى نبدو العائلة المثالية، شيء آخر مهم عائلاتنا وضعها المادي أقل من المتوسط؛ أي إننا لسنا "أرستقراطيين".
أظن أن هذه البداية مختصرة ومفيدة، والآن إليكم مشكلتي، عندما جاء زوجي للعمل في الشركة التي أعمل بها كنت على علاقات اجتماعية ممتازة بكلا الجنسين من زملائي بالعمل؛ وهو ما سهل على زوجي التعارف عن طريقي؛ لأنه بصراحة وحتى الآن سيئ في ذلك، وهو يعترف بهذا؛ فأسلوبه ينفر الناس منه، كما أنه إنسان "دغري" ولا يحب العوج ولا المجاملات، ولكن بمركزه العلمي ووظيفته الممتازة وأصدقائي نجح كلانا بتكوين علاقات جيدة مع أشخاص جيدين، لكنه بصراحة أثر كثيرا وسلبا على علاقاتي حتى مع صديقاتي الفتيات.
المهم كنت أنا وزميلتان لي -إحداهما تكاد تكون نقيضتنا لأنها على الموضة جدا، ولبسها غير محتشم- وشابان نشكل ما يسمى عاميا (شلة)، وعندما جاء زوجي أصبحنا ثلاثة مقابل ثلاثة وتزوج كل واحد من المجموعة بفتاته.
كنت أنا وزوجي أول المتزوجين، وجاءت بعد ذلك صديقتي التي سافرت هي وزوجها، والثالثة التي هي معها المشكلة الآن والتي هي بالمناسبة جارتي في نفس العمارة حيث قمنا بشراء الشقق معا.
المشكلة بدأت منذ حوالي شهرين لا أكثر على ما أظن؛ لأنني بدأت ألاحظ أن هناك أمرا ما بين صديقتي المتزوجة (جارتي غير الملتزمة) وزوجي، ولكي أكون صريحة أكثر أود أن أخبركم بأنني كنت أشعر بذلك حتى منذ أن تزوجنا، ورغم معرفتي بأن صديقتي ستتزوج بالآخر (لأجل ثروته) فإنني كنت أظل قلقة، ولكن علاقتنا كانت فقط بالعمل، وزوجي يحبني كثيرا لذلك لم يكن هناك أي شيء غير طبيعي.
ومنذ شهرين كما قلت بدأت ألاحظ بأنه دائما عندها بالمكتب أو العكس، وإن كان نادرا، وإذا أتيت تفرقا أو قاما بمناداتي، ورغم معرفتي بأن هناك عملا كثيرا بينهما فإنني لم أشك للحظة بأن ما يدور هو ليس عملا، المهم بدأت أراقب غيابات زوجي المتكررة عن المنزل، والتي لم يعتدها إطلاقا، تليفونات في العمل كلما نظرت إلى أحدهما أغلق السماعة وادعى أنه يتكلم مع سين من الناس.
ما زاد شكي هو قدوم إحدى زميلاتي والتي أقدرها جدا لتخبرني بأنها وقعت في مشكلة، وترغب بأن تأخذ رأيي، ومشكلتها هي بأن لديها صديقتين زوج واحدة يعاكس الأخرى ويخبرها عن زوجته الكلام البذيء وبأنها باردة ومهملة.... إلخ ويقوم بإرسال الإيميلات القذرة لها، أحسست بأن الكلام موجه لي واستحلفت زميلتي لكنها أقسمت بألا دخل لي بالموضوع.
بعد ذلك تسرعت وفاتحت زوجي بالموضوع وأخبرته بأنني أعرف العلاقة بينه وبين جارتي، فطلب مني الدليل، ولكن للأسف وكما قلت يبدو أنني تسرعت فقلت له ما أشعر به وقال إن هذه أوهام، وليس بينه وبينها إلا العمل، وأقسم بأولادنا وأخذ يحلف ويشرح؛ فأخبرته عن إيميل كنت قد رأيته على حاسوبها يخبرها فيه بألا تخاف لأنه بجانبها. فاعتذر وقال بأنه ربما أخطأ، ولكنه حقا لا يذكر هذا الإيميل وهو متأكد بأنه يخص العمل.
المهم انتهت القصة، ولكن قلبي لم يطمئن، في اليوم التالي فتحت الحاسوب الخاص بزوجي دون علمه ووجدته قام بإلغاء جميع الرسائل الصادرة لتلك الفتاة حتى إيميلات العمل، وهنا بدأت أتذكر كلام زميلتي، ربما تكون فعلا تقصدني. وبدأت الأفكار مرة أخرى تدور في رأسي، وعندها دخل زوجي للغرفة فلم يكن مني إلا أن أغمي علي من الصدمة وأخذني إلى المستشفى وحدث معي انهيار عصبي.
وكانت حالتي سيئة جدا، وكنت أرى في نظراته الندم، وليس أي شيء آخر، وقال لي لقد حدث هذا بسببي كم أتمنى لو أموت، وعندما خرجت من المستشفى أخذ يخبرني كم يحبني وأنه لم يخرج مع تلك الفتاة مطلقا ولا أستحق أن يحدث لي ولا له ولا لأولادنا ما حدث اليوم، فنحن نعيش عيشة جيدة وأنا بذلك أدمر عائلتي.
بعد ذلك قررت أيضا أن أنسى الموضوع، وهنا أتت القشة التي قسمت ظهر البعير؛ ففي اليوم التالي جاءت زميلة أخرى في العمل لتسأل عني وقالت بالحرف (ما بك هذه الفترة لست طبيعية؛ حتى إنني خفت عليك فقد رأيت زوجك بالأمس بعد انصرافك للمنزل يتحدث بالكافتيريا بحدة إلى جارتك، وظننت بأنه حل بك مكروه)؛ فسألتها ما كانت حالتها، فقالت كانت هي أيضا محتدة بل كانت أكثر منه حدة.
على إثر ذلك تشاجرت أنا وزوجي على هذا الكلام، واتصلت بوالدي وأخبرته، فقال لي بأن أتروى وأن كل هذا ظنون، وليس لدي أي دليل على ما أقول، وقال لي بألا أخبر زوجي بأنني أخبرته، بعد ذلك جاء زوجي وأخبر والدي بالأمر بنفسه، وعندما أخبرني ما الذي أتى بوالدك أخبرته بأنني أنا التي قمت باستدعائه فكان منه الذهول، لست أدري هل هو ذهول الخوف أم ذهول أول مرة أتصل بها بوالدي لأخبره بأمر يخصني ويخصه؟
انتهت هنا القشة، وزوجي الآن يعاملني أحسن معاملة، ولكن هناك شيئا في نفسي كنت في البداية أريد أن أعرف من ابتدأ هي أم هو لأنه لا أحد يستطيع أن يقنعني بأن ما رأيته وتلك النظرات لم تكن إلا عملا، ولكن الآن أريد أن أعرف حقا هل أعيش مع ملاك أم ذئب ربما لن تعرفوا ولكن أفيدوني كيف سأعرف؟
لا تقولوا لي اهتمي بنفسك وبأولادك؛ لأنني والله أعدت ترتيب أموري وأنا لست فتاة صغيرة لأدمر عائلتي، ولكن ألا أستحق أن أعرف حقيقة من أمامي أو مع من أعيش؟ ألا أستحق أن أعرف أن زوجي يخبر أي أحد عن أنوثتي الفاشلة وعن عدم احترامه لي؟ فإن كان زوجي قد فعل ذلك الآن وانتهى الأمر فمن يدري ماذا سيحدث غدا؟ أرجوكم ساعدوني وجزاكم الله كل الخير.
للعلم.. أفكر في أن أخبر صديقتي التي ستأتي من السفر قريبا (الزوج الثالث في المجموعة) فهي صديقة لكلينا، وقد تساعدني كثيرا؛ فهي امرأة متدينة جدا وقد ساعدتني من قبل في حل كثير من مشاكلي،
وجارتي تظن بأنها على علاقة أقوى بي من علاقتي بها..
فما رأيكم؟
01/04/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
بداية الرسالة تعكس تعلقك وإعجابك بشخصية زوجك ولكن بعد ذلك تبدأ رواية الشكوك والتحديات التي تواجهك الآن. لا شك أن الوضع معقد ومؤلم، وأتفهم تمامًا رغبتك في معرفة الحقيقة ومشاعرك المتضاربة. رغم كل ما تم تسطيره في الاستشارة لا يوجد دليل مقنع يساند الشكوك حول وجود علاقة بين زوجك والمرأة الأخرى.
الخطوة الأولى الجلوس مع زوجك والتحدث بكل صراحة عن مخاوفك ومشاعرك. حاولي أن تشرحي له مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لك، واطلبي منه أن يكون صادقًا معك لتستطيعوا بناء الثقة مجددًا. المحافظة على الهدوء في الحديث في غاية الأهمية والاستماع إلى روايته بدلا من تكرار الشكوك المرة بعد الأخرى.
ما هو مألوف ثانيا الاستعانة بطرف ثالث ذو ثقة. إذا كنت تشعرين بالراحة، يمكنك التحدث مع شخص تثقين به، مثل صديقتك المتدينة التي ذكرتِها، والحصول على نصيحتها ومساعدتها في هذا الأمر.
ثم يأتي بعد ذلك دور الدلائل واستعمال الفعالية المعرفية. حاولي التركيز على الوقائع والدلائل المادية المتوفرة لديك، وابتعدي عن الافتراضات التي هي واضحة في الاستشارة. هذا سيساعدك في الحصول على صورة أوضح للموقف.
إذا فشلت في الوصول إلى حل للتخلص من الشكوك فقد يكون مفيدًا اللجوء إلى مستشار زواج أو معالجة نفسية لتوجيهك خلال هذه الفترة. هذا يمكن أن يوفر مساحة محايدة لمناقشة مشاعرك والبحث عن حلول.
بغض النظر عن أي شيء، اهتمي بنفسك وصحتك النفسية والجسدية. حاولي إيجاد نشاطات تجلب لك السعادة والراحة.التروي والتفكير الهادئ في غاية الأهمية ولا تتسرعي في اتخاذ قرارات مبنية على العاطفة فقط. القرارات المهمة تحتاج إلى هدوء وروية.
تذكري أن العلاقات تحتاج إلى جهد متبادل من الطرفين، ونجاحها يعتمد على الصراحة والثقة والاحترام المتبادل.
رعاك الله في تجاوز هذه المحنة.
واقرئي على مجانين:
متى يخون الرجل؟
لماذا يخون الرجال؟
خطيبته السابقة تلاحقه، فهل أخرب بيتي؟!
زوجي يخون.. وأنا على وشك الجنون!
الزوج الخائن وممثلة الإغراء: قصة نجاح