أحيا في جلباب أبي: كان نفسي يحبني!

رد المستشار

صديقتي

أعتقد أن المشكلة التي غفلت عنها هي أن والدك لا يحب نفسه وبالتالي هو غير قادر على إعطاء أو استقبال المحبة والحب عموما.. ربما نشأ في بيئة جافة عاطفيا أو كان مدللا بشكل مبالغ فيه، كلاهما يؤدي لنفس النتيجة.

الذل الذي تذكرينه بعد الإنفاق معناه أنه غاضب... ربما لأنه يريد نوعا ما من التقدير ولكنه لا يجده.

دعواتك غير مستجابة لأنك لا تغيرين من نفسك وتريدين الأشياء أن تتغير من حولك أو تريدين أن يتغير أباك أو أن يختفي سواء بموته أو بزواجك.. لكن الله قال لنا أنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (أفكار وأفعال).

حساسيتك المفرطة لن تساعدك في الحياة أو في التحكم في أي شيء أو تغيير أي شيء.. ما سوف يساعدك هو التركيز على احتياجات الآخرين كما تركزين على احتياجاتك.. ماذا يحتاج والدك؟ ماذا تحتاجين أنت منه؟ لماذا؟ هل يمكنه حقيقة إعطاؤك ما تحتاجينه؟ هل حصل هو على ما يحتاجه من والديه؟ لماذا يتهمك بالكذب؟ ما هو شكل وكيفية الحب الذي تريدينه منه؟ لماذا هذا بالتحديد؟ ماذا لو مات والدك اليوم؟

الزواج كوسيلة لتغيير الواقع أو الهروب منه يؤدي إلى فشل هذا الزواج... الزواج عطاء متبادل.. ما هو الذي ستعطيه لزوجك؟ كيف تحديدا؟ أتريدين أطفال؟ لماذا؟ هل ستعلمين أطفالك الحساسية المفرطة؟

ماذا تريدين لحياتك؟ كيف ولماذا؟
ما هو رأي والدتك؟ ما هو دورها؟ أهناك بديلة لها إن لم تكن موجودة؟

كل هذه الأسئلة لكي تعرفي نفسك وعلاقتك بالحياة عموما وليس بوالدك فقط.. حالك الآن هو شيء مؤقت... تقبلك لما يحدث سوف يساعدك على التعامل معه... التقبل لا يعني الموافقة ولكنه يوجه طاقتك نحو الحل بدلا من التركيز على المشكلة.

وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب

واقرئي أيضا:
أبي همي الكبير.. لماذا؟!
أكره أبي.. ومرضه لن يغفر خيانته
أبي نرجسي وأخي متحرش: صدمات وعقابيل!
أنا وأبي: مطارق وقواقع وصخور
أبي.. ولكن كيف لا أكرهه!!
مشاكل أسرية أبي وأفكاري السوداوية
أبي صعب المراس م

المستشار: د. علاء مرسي