أريد أولاً أن أشكركم على هذا الموقع، وأتمنى من كل قلبي أن ينجح إن شاء الله.
مشكلتي هي: هل أستطيع أن أتزوج من فتاة لا أحبها؟ الفتاة ابنة عمي، وأبي قد قرر منذ ولادتها أنني سأتزوجها.. أنا أكرهها، ولا أتخيل أنها ستكون يومًا زوجتي،
وأيضًا لا أستطيع أن أقول: "لا.." لوالدي. وأخاف إذا تزوجتها أن أعصي الله وأرتكب الزنا..
فماذا أستطيع أن أفعل؟
6/4/2025
رد المستشار
حجر الزاوية في حالتك هو استقلالك الاقتصادي عن الوالد، فأنت رهن قراراته طالما كنت محتاجًا إليه. فإذا كنت معتمدًا على نفسك في تدبير شئون حياتك سيعطيك هذا الفرصة في أن تقول: لا للزواج بالإكراه.
المبدأ نفسه مرفوض يا أخي الكريم؛ مبدأ أن يقرر أحد لأحد مسيرة حياته في أخص شئونه، ومستقبل أيامه.
تحدث مع عمك أولاً – بهدوء وحكمة – وقل له: إنك لا تريد أن تربط مصير ابنته بمستقبلك أو تجبرها على ارتباط قد لا ترغب هي فيه، وحاول إيصال هذه الفكرة إليها، ولو بشكل غير مباشر. فإذا جاء الرفض من ناحيتهم؛ فسيضعف هذا من إصرار الوالد.
تبقى نقاط ثلاث جديرة بالانتباه:
الأولى:
قد يكون جيدًا أنك تريد ألا تصدم والدك برفضك، وأرجو أن يكون منبع هذا الموقف هو أنك لا ترغب في إغضابه، لا أنك لا تستطيع الدفاع عن حقك.
وغريب أنك – بغض النظر عن السبب – تمتنع عما يبدو عصيانًا للوالد، بينما تتخوف من الوقوع في الزنا، بمعنى أنك لا تحدثك نفسك بعصيان الأب، ولكنها – في الوقت ذاته – تحدثك بعصيان الرب!
ما هذا يا أخي؟!!
إذا وقعت في الزنا اليوم أو غدًا لسبب أو لآخر، فأنت المسؤول عن عملك أمام الله، وأمام الناس. لا أظن أننا بصدد مثل هذا الاختيار الحاد؛ حيث رضا الأب في كفة، ورضا الرب في الأخرى. وحتى إذا وصلنا إلى هذه النقطة أظن أن الاختيار ينبغي أن يكون محسومًا.
النقطة الثانية:
أرجو أن تراجع موقفك من ابنة عمك، بعيدًا عن ضغط الوالد، وتحاول النظر إليها بشكل منصف ومحايد؛ فقد تجد فيها من الميزات والإيجابيات ما كان خافيًا عليك، محجوبًا عنك وراء المشهد الظاهر للأمور، وحذار أن يكون رفضك لها بسبب أن الوالد يرشحها، ويفرضها عليك، فعند ذلك يكون هذا الرفض منطويًا على ظلم لها بسبب لا يد لها فيه.
والنقطة الثالثة:
أن تحاول فهم منطق أبيك في رغبته هذه؛ لأنك إن فهمت هذا المنطق؛ فسيفيدك هذا سواءً إن اقتنعت به – وهذا احتمال يظل واردًا – أو حتى إذا أردت مواجهته بشكل راشد لا يعطي المسألة أكبر من حجمها، فالأمر في أسوأ الأحوال يجب أن يظل في إطار اختلاف الأذواق ووجهات النظر، دون أن يتحول لمعركة دامية دون داع.
تطويق احتمالات توسيع الصدام لن يكون إلا باستقلالك الاقتصادي التام في أقرب فرصة.
تمنياتنا لك بالتوفيق، ورزقك الله الحكمة، وتابعنا بأخبارك.