والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، أما بعد: فمشكلتي أنني في الـ25 من عمري، وتعرفت على شاب عمره 29 عاما، وقد اعترف لي بأنه يحبني، وكان قد مر على معرفتي به 15 يوما فقط، ولكني أحببته جدا، ولا أطيق العيش بدونه.
والآن مر شهران على معرفتي به، وعندما ذهبت مرة مصادفة إلى محله رأيت عنده فتاة لا أدري من هي، ولكنه قال لي: لو كنت تحبينني لسألت من هي.
وفي المقابلة الأخيرة قال لي: هناك مشاكل بينه وبين والده، وعندما تنتهي المشاكل فورا فسيتصل بي، ماذا أفعل؟ هل أرجع وأسأل عنه أم لا؟ أحسست أنه تغيّر منذ رأيت هذه البنت عنده، حتى إنه لم يقل لي بأني اشتقت إليكِ، مع العلم أنه قبل أن أرى هذه الفتاة قال لي على الهاتف بأنه يحبني..
ماذا أفعل؟
هل أنتظر تليفونه أم أذهب وأسأل عنه؟
17/4/2025
رد المستشار
الأخت الحبيبة،
رقيقة أنتِ مثل كل البنات في سنك، تحلمين بالحب وبفارس الأحلام المنتظر الذي سيحملك ويخوض بك بحار الحب والسعادة، وهذا حقك وميل طبيعي فطرنا الله عليه. وعندما يهمس أحدهم في أذنيك بقوله "أحبك" يرقص قلبك فرحًا؛ لأنك أخيرًا وجدت ما تحلمين به وما تطمحين إليه، وتسبحين في بحور الخيال، تصور لك أحلامك قصورًا في الهواء تنعمين فيها بقرب الحبيب، فإذا انصرف عنك أو رأيته يومًا يصاحب فتاة أخرى انهارت كل أحلامك وشعرت أن فتاك قد طعن قلبك بخنجر مسموم ووجدت نفسك تترنحين من هول الصدمة.
تنسين أنت ومعظم الفتيات أن الرجل الشرقي يحب أن يلهو مع هذه ويحادث هذه ويخرج للنزهة مع أخرى ويسمع كلمات الحب من هذه، ولا مانع أن يطلب تنازلات أكثر من تلك باسم الحب... لكنه عندما يريد الزواج ويريد أن يختار من تحمل اسمه وتربّي له أولاده فإنه عادة لا يختار من قدّمت له تنازلات باسم الحب لأنه لا يضمن أنها كانت خالصة له. وأذكر وأنا في مثل سنك أنني سألت رجلاً أعرفه عزف عن الزواج –حتى تأخرت به السن- عن سبب عزوفه عن الزواج فأخبرني أنه لم يجد فتاة لم تسمح له بلمس يديها!!
وحتى لو تنازل الرجل وتزوج من قدمت له تنازلات فإنه يظل يلاحقها بشكوكه وغيرته.
وبناء على هذا فإننا أمام احتمال من اثنين لا ثالث لهما، فإما أن يكون فتاك يحبك فعلاً ويريد أن يرتبط بك ولكنه ينتظر تحسن أوضاعه، أو يكون لاهيًا معك ومع غيرك، وهذا هو الاحتمال الأقوى. وفي كلتا الحالتين فإن عليك أن تمتنعي تمامًا عن الاتصال به بأي وسيلة من وسائل الاتصال، فلا تحادثيه في الهاتف ولا ترسلي إليه أي خطابات ولا تذهبي إليه.
فإن كان صادقًا فإن امتناعك عن تقديم تنازلات له سيرفع من قدرك عنده ويزيدك قدراً في عينيه، وإذا تقدم بطلب الزواج فإن عليك أن تنظري إليه بعين العقل وتنظري إلى أخلاقه ودينه وهل هو كفء لك أم لا، وأيضًا عليك أن تتأملي عيوبه جيدًا وهل هي من العيوب التي يمكنك أن تتقبليها وتتعايشي معها أم لا، حتى لا يخدعك قلبك المحب ويشغلك عن عيوبه وصدق من قال: "عين المحب عن كل عيب كليلة".
وإن كانت الأخرى، فعليك أولاً أن تحمدي الله لأنك لم تخسري الكثير، ولا تحزني لأنه لا يستحق قلبك الغالي.
أعلم أنك سوف تتألمين قليلاً من جراء الخوض في تجربة مريرة، ولكن الحب الأول ليس نهاية المطاف وسيأتي اليوم الذي تقابلين فيه من يستحقك ويقدرك وعندها ستنعمين معه بدفء الحب الصادق وروعته.
وحتى يأتي هذا اليوم فعليك أن تشغلي ذهنك ووقتك بما يفيد، فتعملي على زيادة ثقافتك وتنمية مواهبك، وأن يكون لك صحبة صالحة تتعاون فيما بينها على الخير، ولا تنسي أن تزودي نفسك بالمهارات والثقافات التي تمكّنك من أداء دورك حين تصبحين زوجة وأمًا.
ويمكنك أن تطّلعي على مشاكل سابقة منها:
تحذير من سيكولوجية الرجل الشرقي
لا تقليدي ولا هاتفي: ماذا يريد الرجال