هل أتجاهل وسواس نجاسة المني والمذي حتى وإن كانت صحيحة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أولا أنا أعرف أني مصاب بالوسواس القهري لكن أرجو أن تجيبوني على أسئلتي، لقد مارست العادة السرية في فراشي داخل الملابس الداخلية بالاحتكاك مع الفراش، وفي الصباح عندما استيقظت قمت واغتسلت، المشكلة الآن أني أحس أن فراشي نجس من نجاسة المني والمذي إثر الاستمناء، وأيضاً أحياناً أستمني في الحمام بيدي واليد الأخرى أمسك بها الهاتف به الإباحية وسماعات الأذن.
المعضلة كالآتي عندما أنتهي من الاستمناء أغتسل وأبدأ روتين " القهر" النظافة ومسح كل شيء لمسته قبل أن أغتسل الهاتف والشاحن والسماعات وأزرار الكهرباء للإنارة ومقابض الأبواب والمفاتيح حتى صنبور المياه، الأمر الذي يتعبني جداً، لكن الفراش والغطاء لا أستطيع غسلهم فكلما أجلس أو أنام في فراشي أستيقظ وأنا أحس أني نجس حتى أني لا أصافح أخي الصغير ولا ألمس أمي وأبي خوفا مني أن أنقل النجاسة لهم وهكذا هي حياتي حتى أنه ملابسي أصبحت تبدو باليةً وكأنها قديمة بكثرة الغسيل.
وأيضاً قبل أن أغتسل أغلق فمي لأنه عند الزفير يخرج هواء من الفم وعند التكلم يخرج هواءٌ أيضاً ورذاذ من اللعاب وفي اعتقادي أنه نجس سينجس ما حولي، حتى بعد الاغتسال أبقي فمي مغلقاً كي لا يصيب الهواء ورذاذ اللعاب يدي أو هاتفي فأقوم وأغسل يدي وأمسح هاتفي "أعلم أن ما أفعله جنون لكن أرجوكم أنيروني وقولوا لي ماذا أفعل.
الأمر الآخر وهو أني أتوب توبة نصوحا من هذه العادة الخبيثة مدة شهر أو شهرين لكني ما أنفك حتى أعود إليها، وكثيرا ما أستيقظ فأجد بللاً في الملابس الداخلية ولا أفرق بين ما إذا هو مني أو مذي لكني دائماً ما أعطيه حكم المني فأقوم وأغتسل وبالطبع بعد الاغتسال من الجنابة التي هي محل شك، يأتي روتين "القهر" النظافة ومسح كل شيء لمسته قبل أن أغتسل.
وأيضاً عند تصفحي الإنستغرام غالباً ما يظهر لي مقاطع فيديو أو صور "إباحية" أو أنا أبحث عنها، تثار شهوتي بمشاهدتها ويمكن يخرج أو لا يخرج مذي بفعل شهوة لكنيّ أعطيه حكم المني وأني على جنابة فأقوم وأغتسل من الجنابة وبالطبع بعد الاغتسال يأتي روتين "القهر" النظافة ومسح كل شيء.
أسئلتي كالآتي:
س1: ماذا أفعل مع الفراش والغطاء الذي مارست فيه العادة السرية ويمكن انتقل له أثر مذي أو مني.
وما حكم الهاتف والسماعات اللذان مسحتهما بشكي في انتقال نجاسة المذي والمني من الاستمناء داخل الحمام؟
س2: أيضاً عند التبول دائما ما أحس بتطاير رذاذ البول وأفتش كثيراً وعند الانتهاء من الاستنجاء أغسل يدي 3 مرات بالماء والصابون، حتى أني لا أدخل مرحاض من غير مرحاض بيتنا وإن كنت خارج البيت وسمعت الأذان لا أدخل لأن مرحاض المسجد لا يوجد به في كثير من الأحيان صابون، ماذا أفعل مع رذاذ البول وهل يكفي أن أغسل بالماء فقط بعد التبول؟
س3: ما هو الفعل السليم الذي يجب أن أفعله عندما أجد بللاً عند الاستيقاظ صباحا وأيضاً عند خروج المذي بشهوة بفعل مشاهدة الإباحية في الهاتف؟
س4: هل إذا تجاهلت هذه الوساوس في انتقال نجاسة المذي والمني أو كلاهما من فعل العادة السرية الخبيثة في البيت واللوازم والهاتف والمفاتيح وكل شيء حتى وإن كانت هذه الشكوك والوساوس صحيحة وأؤكّد "حتى وإن كانت صحيحة"، هل هذا هو الفعل الصحيح والسليم وهل أنا آثم إذا تجاهلت؟
س5: أرى أن "س4” هو كل ما تبقى لدي لأنني حقا تعبت والله أعلم بحالي أنني مرهق بفعل تحاشي انتقال نجاسة المذي والمني أو كلاهما من فعل العادة السرية الخبيثة، حتى أنه أصبت بمرض إكزيما اليدين بكثرة الغسل، وأصبح لدي نسيان كثيراً ما أنسى.
أتمنى أن تجيبوني سريعاً وشكراً لكم لأنني أطلت كثيراً في أسئلتي.
وأرجو من الله جل جلاله أن يهديني ويعفو عني ويتوب علي.
8/4/2025
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "أنس" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
تعرف أنك مريض بالوسواس القهري، وما وصفته يشير إلى عرْض وسواس النجاسة التطهير القهري والمطابق لوسواس التلوث الغسل القهري "و.ت.غ.ق" ومن الواضح أن الحالة شديدة وغالبا هناك أعراض وسواسية أخرى لم تتطرق إليها.
وأما قولك (قبل أن أغتسل أغلق فمي لأنه عند الزفير يخرج هواء من الفم وعند التكلم يخرج هواءٌ أيضاً ورذاذ من اللعاب وفي اعتقادي أنه نجس سينجس ما حولي) فيستدعي التساؤل على أي أساس بنيت اعتقادك بنجاسة اللعاب؟ وهو ما يخالف الفقه؟ هل هي القناعات الوسواسية؟ أم ماذا؟
أجيب بعد ذلك على أسئلتك:
س1: (الفراش والغطاء الذي مارست فيه العادة السرية ويمكن انتقل له أثر مذي أو مني) يتضح من العبارة أمران الأول أنك كنت حريصا ألا تصيب الفراش والغطاء نجاسة، والثاني أنك تشك في أن نجاسة ربما أصابت الفراش و/أو الغطاء وفي الشرع "لا تنجيس بالشك" وفيه أيضًا "الأصل في الأشياء الطهارة، ولا نجاسة إلا بعلامة! (تفرض نفسها ولا نفتش عنها) وفيه أن "الحكم بالنجاسة من غير علامة وسوسة" والمندوب شرعا للصحيح وللمريض هو عدم الاستجابة لتلك الوساوس، سواء تعلق الأمر بالفراش و/أو الغطاء أو بالهاتف والسماعات إذا رأيت علامة النجاسة فأزلها وإن جفت وكنت تعرف مكانها برذاذ ماء خفيف وإن لم تذكر أين فلا تفتش ولا تفعل شيئا هذا كلام للصحيح وللموسوس، أخيرا أنت في كل الأحوال مطالب بأن تطرح الشك لأنك موسوس ولست مذنبا إذا تجاهلت.
س2: بالنسبة لرذاذ البول عليك أن تتجاهله تماما ونعم يكفي أن تغسل بالماء فقط بعد التبول والماء فقط هو ما يطهر النجاسة وليس الصابون
س3: وأما (الفعل السليم الذي يجب أن أفعله عندما أجد "بللاً عند الاستيقاظ صباحا") فإنما يعتمد الأمر على مقدار البلل وملمسه، وعن عائشة -رضي اللَّه عنها-قالت: سئل رسول اللَّه عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلامًا، فقال: «يغتسل»، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يجد البلل فقال: «لا غسل عليه». وتجد تفاصيل أكثر في مقالنا القديم: الاحتلام خبرة النائم الجنسية بين العلم والدين وهذا الكلام يا "أنس" كلام للصحيح الذي يحدث معه الأمر بمعدل معتاد وأما الموسوس الذي يفتش يوميا عن البلل ويغتسل احتياطا فأمره مختلف وعليه التجاهل وعدم التفتيش وعدم الاغتسال بسبب الشك لأنه غير مكلف.
وأما (الفعل السليم عند خروج المذي بشهوة بفعل مشاهدة الإباحية في الهاتف؟) فالفعل السليم هو أن تكف عن مشاهدة الإباحية إطلاقا، فإن لم تستطع فحاول الفصل بينها وبين الاستمناء والذي من الأفضل أن يكون في الحمام.... أفصل بعد ذلك بين موضوع الاستمناء وحكمه، وبين مشكلتك أنت المرضية في التعامل مع النجاسة (أو بالأحرى جزء من مشكلتك) فوجود الأخيرة يعطيك رخصة شرعية تصل إلى حد سقوط التكليف عن الموسوس في موضوع وسواسه.
س4: إذا تجاهلت هذه الوساوس لا تأثم، حتى لو كانت النجاسة حقيقية أو صحيحة! لماذا؟ لأنك مريض وسواس قهري، ما يجب عليك فعله هو أن تتجاهل وتكف عن التفتيش والتطهير ولا شيء عليك ولا على أهلك.
ولي معك يا "أنس" ومع أمثالك من الشبان أصدقاء مجانين وقفة لابد منها خاصة وقد تكرر وتطور ارتباط الاستمناء بالهاتف والمواقع الإباحية... أبدأ من أن كل الفتاوى التي أباحت الاستمناء لضرورة إنما تشير إلى استمناء يضطر إليه الشخص لأنه تعرض لمثيرات فاقت احتماله فيتخلص من شهوته به، ولكن عندما يستجلب الشخص الإثارة قاصدا فإن الحكم الفقهي لابد يختلفْ فهذا استمناء لاستجلاب المتعة وليس للتخلص من الشهوة، من يريد ألا يقع في الحرمانية عليه ألا يصطحب الهاتف معه أثناء الاستمناء/الاسترجاز هذه واحدة.
الثانية هي الرجوع للحمام إذ يلاحظ أن معدلات استمناء الذكور في الفراش تحت الغطاء ارتفعت بشكل كبير في عصر الهواتف الذكية، بعد أن كان الحمام في أي مكان هو الاختيار المفضل، والنصيحة هي الرجوع للحمام وعدم اصطحاب الهاتف معك.
أخيرا يجب أن تعلم أن المشكلة الحقيقية ليست في النجاسة ولا في انتقالها وإنما المشكلة هي وجود اضطراب نفساني شديد لديك تحتاج إلى تشخيصه تشخيصا كامل ثم تبدأ في علاجه، ويكون ذلك من خلال التواصل الحي (أو المرئي على الأقل) مع طبيب ومعالج نفساني.
اقرأ على مجانين:
وسواس النجاسة: القاعدة هي التطنيش+عدم التفتيش!
إدمان مواقع الإباحية والعادة السرية أيهما نعالج؟
الحوار حول الجنس... متى ستمارسون؟!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.