أساتذتي الكرام.. أطرح عليكم مشكلتي، أنا شاب عندي 18 عامًا. تعرفت على فتاة منذ سنة عن طريق الهاتف، ثم تحوّل التعارف إلى حب عميق من الطرفين إلى أبعد الحدود، ثم قدر الله لي السفر إلى دوله أخرى .
في ذلك الوقت كان صعبا على نفسي بأن أتركها وأسافر، ولكنه القدر، والفراق كان أصعب على الفتاة؛ ولكن بتصبيري لها استطاعت أن تتحمل بعض الشيء.
كنت قبل السفر متخلخل الإيمان، ولكن بعده ثبت إيماني بعض الشيء؛ فلم أراسلها، ولم أتصل بها مع العلم أنه كان بيننا اتفاق على أن أراسلها، وأعطيها عنواني ورقم تليفوني؛ حتى تستطع التواصل معي. وإلى الآن مرّ على فراقنا سنة تقريبا بدون رسالة ولا اتصال....
مشكلتي أني لم أنسها، وأشعر أنني قد خنتها بعدم الاتصال بها، وأعيش الآن حالة من تأنيب الضمير، والآن عندما أرى فتاة تعجبني مباشرة أشبهها بحبيبتي،
أرجوكم أخبروني: ما الحل؟
فإني في حيرة من أمري....
29/4/2025
رد المستشار
أخي الصغير، عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم؛ فعلى قدر صعوبة الفراق على نفسك ونفسها؛ فإن السفر أعطاك الفرصة لتفكر في علاقتك بها بعيدًا عن تأثير وجودها معك، فكان قرارك أن تقطع علاقتك بها، وهو قرار صائب؛ لأنك لا تستطيع في هذه السن الارتباط بأحد؛ فأنت لم تكمل دراستك بعد، وليس لديك إمكانات الزواج المادية والنفسية،
إلى جانب أن الطريقة التي تعرفت بها عليها ستجعلك دائم الشك في سلوكها، وقد تقول لنفسك يومًا: "إذا كانت قد تحدثت معي بالهاتف، فربما قبلت هذا مع غيري"، ولهذه الأسباب أصبح مصير هذه العلاقة الانهيار إن آجلا أو عاجلا، فلا تشعر بالذنب، فإنهاء العلاقة كان خيرًا لكما.
ويمكنك مراجعة مشكلات سابقة لنا في هذا الموضوع:
لهاتف والشات: وسائل اتصال لا تواصل
أوهام الخيال اللذيذ … الحب الهاتفي
عندما يصلح الحب يصلح السلوك !
الحب تحت العشرين… غموض وتناقض
علاقتنا فقط في الهاتف هل هي حرام؟؟
تعارف الهاتف... الواقع يكمل الصورة!
وصدقني مع الوقت قد تتغير مشاعرك نحوها؛ فالشباب في سنك عندما يحبون غالبًا لا يحبون أشخاصًا بقدر ما يحبون حالة الحب نفسها، وأكبر دليل على صدق قولي إنك أحببت فتاة عن طريق الهاتف، وربما لم ترها، ولكن تخيلت شكلها، كما أن الهاتف لا تستطيع أن تعرف منه الأخلاق والطباع؛ فهو يعكس جزءًا من الحقيقة ولا يعكسها كلها.
فاحمد الله أنك استطعت قطع العلاقة في الوقت المناسب، واشغل نفسك ووقتك بتعلم كل ما يمكن أن يفيدك، ويثقل شخصيتك، وشارك في الأنشطة المتاحة في بلد إقامتك الحالية..
وحين تكون مستعدًا نفسيًا وماديًا للارتباط، عندها افتح ملف الحب الجاد وأعلمنا بأخبارك.