رائع في كل شيء: إنقاذ ضحايا الشات م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الدكتور الفاضل أحمد عبد الله لا أدري لماذا أثقلك بهمومي، ولكنك من دللتني على هذا الطريق وعليك أن تعرف بعض توابعه..
أنا صاحبة مشكلة رائع في كل شيء: أطياف الواقع الافتراضي ولعلك تذكر أنك نصحتني بالخروج من حالة الخصوصية إلى الحالة الجماعية -وكنت أول مرة أسمع عن مجموعات الحوار منك- وللأسف كما هي عادتي قلت أجرب ولم لا - واشتركت في عدد من المنتديات وصفحات الفيسبوك الإسلامية - الحقيقة استفدت كثيرا جدا - وتألقت في إحدى الصفحات حتى تركه لى صاحبه لأديره بدلا منه لانشغاله – وتألقت الصفحة أكثر حتى أصبحت أكبر صفحة إسلامية في عدد الأعضاء.
وزاد تعارفنا أنا وبعض مديري الصفحات المشابهة - وفكرنا أن ننشئ مجموعة خاصة بنا نتبادل فيها الخبرات وكنا بالطبع رجالا ونساء - أنا كنت أبرز من في المجموعة النسائية - وهو كان أبرز من بها من الرجال وأنا مولعة بالتميز.
لم أحادثه على انفراد مطلقا، ولم أسعَ إلى ذلك ولم أبدأ أبدا -بالرغم من أنها كانت أمنية داخلية، ولكنها كانت أشبه بالحلم الصعب المنال- فهو بالنسبة إلى الجميع العقل الحكيم والرأي السديد حتى إن إحداهن كانت تناديه بأبي حتى جاء ذلك اليوم منذ سنتين قبل شهر رمضان بأيام معدودات. ووجدته فجأة يحادثني على الماسينجر -ولقد طرت فرحة من على مقعدي- غير مصدقة لما يحدث لي لقد كنت أعلم مسبقا أنه يحادثهم جميعا على الماسينجر لأنهم يعرفون بعضا قبلي -ولكني لم أكن أتخيل أن يبدأ هو بمحادثتي –هو دكتور في الجامعة- يدرس الدكتوراه في الخارج – متزوج وعنده أطفال – أسرته معه في الدولة الأوروبية التي يدرس بها.
تكلم معي بحميمية شديدة واستمرت المحادثة لمدة أكثر من ساعتين - كانت كلها مناقشات عامة في المشاكل التي تقابلنا في إدارة المنتديات - وكانت أشبة بمبارزة بين عقل وعقل، أكيد تعرف إحساس أن تناقش أحدا في مستواك الفكري أو أعلى وتخرج من المناقشات بإحساس لذيذ بالإشباع الفكري بالرغم من اختلافكما وعدم اتفاقكما في وجهات النظر وأنا أظن دائما أن قوتي في منهجية تفكيري ورجاحة عقلي كما يقولون.
المهم كنا نتلاقى يوميا في أثناء تصفح رسائل المنتديات ونتبادل الأخبار والنقاشات حتى أصبح روتينا يوميا - ووجدته ألذ مما كنت أتصور بكثير حتى جاء اليوم الذي طلب فيه منى أن نكون أصدقاء - لا أعرف إلى الآن ما معنى هذا الطلب ولكنني حكيت له تجربتي السابقة مع الشات وكم كانت مؤلمة جدا وسألته هل يرضى هذا لزوجته؟
فأجاب بلا – لأنه غيور جدا – ولكنه يعدني بألا أسمع منه كلمة تخجلني كان هذا هو أول يوم من أيام الشهر الفضيل - وكان هذا اليوم هو بداية النهاية تبادلنا رؤية الصور ليعرف كل صديق شكل صديقه - أعترف الآن أن كل هذا كان خطأ وبأنه انحراف بعلاقة محترمة إلى علاقة مشبوهة - ولكنه الضعف البشري سيدي.
المهم بعد عدة أيام لم يتغير فيها روتيننا اليومي - غير أن حواراتنا أصبحت عن أمور شخصية أكثر عن الأولاد والحياة العامة في كلا البلدين - ولكن في حدود احترام متبادل يفرضه كل منا على الآخر حتى جاء اليوم الذى انتظرته فيه ولكنه تأخر فنامت عيني وأنا جالسة ولم أنتبه غير بعدها بساعة فوجدته يكلمني ويسألنى لم لا أرد - ولأنني لا أعرف الكذب قلت له الحقيقة - وهي أنني غفوت في أثناء انتظاره فانفجر في مؤنبا وموبخا إذ كيف لي أساسا أن أنتظره؟
نحن نتحدث في أثناء عملنا على الجهاز، ولكننا لا نفرد وقتا خاصا للحديث وأتمنى ضمنا بأنني أنحرف بشكل العلاقة السوي بيننا.
تركته كالعادة بعد أن شرحت وجهة نظري بدون اقتناع أي منا برأي الآخر عدة أيام مرت بدون أى حديث – وأنا قررت ألا أبدأ مطلقا فهو من بدأ الحديث وهو من سعى إلى الصداقة وعليه هو أن يبدأ الكلام إذا كان يريد أن نستمر حتى ضرب فيروس جهاز الكمبيوتر عندي وأصبح يرسل رسائل ملغمة لكل العناوين في قائمتي.
وأرسل له بالطبع عدة رسائل بكلمات غير مفهومة فتكلم معي يحذرني من وجود الفيروس، وتحدثنا كثيرا حتى كأننا لم نتجافَ من قبل ومرت عدة أيام قبل أن أستلم الجهاز من التصليح وكنا قد بدأنا العشر الأواخر من الشهر الكريم فوجدت في بريدي رسالة من زوجته توبخني فيها على علاقتي بزوجها وبأنه لا يحتاج لصداقتي وبأنه لن يحادثني مطلقا بعد الآن وكيف لنا ونحن ندعو إلى الله في العلن أن نخالف الله في السر صعقت جدا من رسالتها واستأت بشدة – خاصة أنها أرسلت هذه الرسالة من بريده فأنا لم أسع إلى شيء مطلقا منذ البداية – ونحن محترمين جدا في الحديث فلم كل هذا ولكنني لم أسكت أرسلت لها بكل شيء حدث وأرسلت لها بريد زوجي الإلكتروني ورجوتها أن ترسل إليه بأي كلمة تراها مخلة في حواراتي مع زوجها.
وأرسلت ردي على بريدها هي لأنني توقعت أن تكون عملت لي بلوك في بريده ولم ترد على – حتى كانت ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وكنت قد تخلصت من بعض غضبي منها وقلت معها حق – لو كنت في مكانها لفعلت أكثر أرسلت لها أستسمحها في أن تعفو عني ليعفو الله عنا جميعا في هذه الليلة المباركة.
ولكنها أيضا لم ترد على – وانقضى رمضان ثم العيد – وبعد العيد فاز المنتدى الذى يديره في إحدى المسابقات لأفضل منتدى – فأرسلت له تهنئة – فوجدته على الخط – يرد علي وكان هذا هو آخر حديث بيننا بالرغم من أنه أطوله وأكثره دفئا ومودة.
هل تعرف إحساس أن يقول لك إنسان إنني أفضل مصلحتك على احتياجاتي اعترف أنه هو من أرسل الرسالة الأخيرة ونسبها لزوجته – لأنه يضعف في كل مرة يريد أن يقول لى هذا الكلام – وإنني مثل الجوهرة التي يجب أن تظل مصونة بالرغم من غياب زوجها عنها قرر أن يحذفني من قائمته بل واستأذني أن يعمل لى بلوك – حاولت إثناءه عن قراره بلا فائدة قلت له دعنا لا نتحدث يوميا بل نتركها للمصادفة كما هو حالنا في الفترة الأخيرة – ولكنه أبى..
إن صداقتنا سيدي كانت صداقة عقل بعقل لا رجل بامرأة – أقسم لك على هذا تركته كالعادة بدون أن نصل إلى حل ولكنه على قراره.
ووجدته يحذفني أيضا من المنتدى والمجموعة – فأرسلت له غاضبة من هذا التصرف المهين فأرسل للمنتديات جميعها رسالة تتحدث بشكل عام - لمن لا يعرف - عن اللقاءات العابرة في حياتنا ولكنها كانت موجهة لي ولزوجته – ولأنها كانت لزوجته فلقد احتوت على بعض المغالطات.
كأنني مثلا من بدأت وتطفلت ولححت وأنه حاول متأدبا أن يصدني فلم أرتدع وجرب أن يتجاهلني فلم أبتعد - وأخيرا وجد أن رسالة على الملأ ربما تفيد كحل أخير هل تشعر سيدي بدموعي وأنا أقرأ رسالته – كما الجراح تدمي قلبك لتعيش بشكل أصح بدون أمراض.
أرسلت له آخر رسائلي إليه تفيد بأنني فهمت ووعيت الدرس القاسي – وصححت له المغالطات المتعمدة، هي تجربة لم تأخذ وقتا طويلا ولكنها مستمرة معي إلى الآن بالرغم من مرور عامين فأنا مشتركة في منتداه ببريد مختلف حتى لا يعرفني وتعرفني زوجته – لأنها تدير معه المنتدى الآن، ولكنني لا أستطيع إلا أن أقرأ له – وأود كثيرا أن أناقشه فيما يكتب كعادتنا ولكن للأسف لا أستطيع.
ولقد علمت أنه عاد إلى أرض الوطن وأقاوم نفسي كثيرا حتى لا أسعى للحصول على عنوان وتليفون عيادته هل تسألني لماذا؟
لأعرف أولا هل له وجود حقيقي أم إنه كان واقعا افتراضيا؟ ثانيا لأسئلة لماذا هذا التحول المفاجئ؟ ثالثا لأعرف أين الخطأ فيما حدث؟ ولماذا أتحمل وحدي مسؤولية خطأ مشترك؟ وهل ذنبي أنني أجبته إلى طلبه بأن نكون أصدقاء؟ هل تريد أن تعرف ماذا أفعل الآن؟
لقد ابتعدت عن أي نشاط فيه اختلاط – فمن الواضح أن العيب في – ولقد اتجهت إلى إحدى المعاهد الدينية وأنهيت دراستي فيه لمدة عامين – ثم التحقت مؤخرا بمعهد آخر للقراءات، ولكنني للأسف ما زلت أذكره، بل وأنتظره – كلما أتصفح بريدي الإلكتروني أبحث أول ما أبحث عن رسالة منه – أرجو منك سيدي النصيحة علها تكون الشافية.. وجزاكم الله خيرا..
07/6/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الدكتور الفاضل أحمد عبد الله لا أدري لماذا أثقلك بهمومي، ولكنك من دللتني على هذا الطريق وعليك أن تعرف بعض توابعه..
أنا صاحبة مشكلة رائع في كل شيء: أطياف الواقع الافتراضي ولعلك تذكر أنك نصحتني بالخروج من حالة الخصوصية إلى الحالة الجماعية -وكنت أول مرة أسمع عن مجموعات الحوار منك- وللأسف كما هي عادتي قلت أجرب ولم لا - واشتركت في عدد من المنتديات وصفحات الفيسبوك الإسلامية - الحقيقة استفدت كثيرا جدا - وتألقت في إحدى الصفحات حتى تركه لى صاحبه لأديره بدلا منه لانشغاله – وتألقت الصفحة أكثر حتى أصبحت أكبر صفحة إسلامية في عدد الأعضاء.
وزاد تعارفنا أنا وبعض مديري الصفحات المشابهة - وفكرنا أن ننشئ مجموعة خاصة بنا نتبادل فيها الخبرات وكنا بالطبع رجالا ونساء - أنا كنت أبرز من في المجموعة النسائية - وهو كان أبرز من بها من الرجال وأنا مولعة بالتميز.
لم أحادثه على انفراد مطلقا، ولم أسعَ إلى ذلك ولم أبدأ أبدا -بالرغم من أنها كانت أمنية داخلية، ولكنها كانت أشبه بالحلم الصعب المنال- فهو بالنسبة إلى الجميع العقل الحكيم والرأي السديد حتى إن إحداهن كانت تناديه بأبي حتى جاء ذلك اليوم منذ سنتين قبل شهر رمضان بأيام معدودات. ووجدته فجأة يحادثني على الماسينجر -ولقد طرت فرحة من على مقعدي- غير مصدقة لما يحدث لي لقد كنت أعلم مسبقا أنه يحادثهم جميعا على الماسينجر لأنهم يعرفون بعضا قبلي -ولكني لم أكن أتخيل أن يبدأ هو بمحادثتي –هو دكتور في الجامعة- يدرس الدكتوراه في الخارج – متزوج وعنده أطفال – أسرته معه في الدولة الأوروبية التي يدرس بها.
تكلم معي بحميمية شديدة واستمرت المحادثة لمدة أكثر من ساعتين - كانت كلها مناقشات عامة في المشاكل التي تقابلنا في إدارة المنتديات - وكانت أشبة بمبارزة بين عقل وعقل، أكيد تعرف إحساس أن تناقش أحدا في مستواك الفكري أو أعلى وتخرج من المناقشات بإحساس لذيذ بالإشباع الفكري بالرغم من اختلافكما وعدم اتفاقكما في وجهات النظر وأنا أظن دائما أن قوتي في منهجية تفكيري ورجاحة عقلي كما يقولون.
المهم كنا نتلاقى يوميا في أثناء تصفح رسائل المنتديات ونتبادل الأخبار والنقاشات حتى أصبح روتينا يوميا - ووجدته ألذ مما كنت أتصور بكثير حتى جاء اليوم الذي طلب فيه منى أن نكون أصدقاء - لا أعرف إلى الآن ما معنى هذا الطلب ولكنني حكيت له تجربتي السابقة مع الشات وكم كانت مؤلمة جدا وسألته هل يرضى هذا لزوجته؟
فأجاب بلا – لأنه غيور جدا – ولكنه يعدني بألا أسمع منه كلمة تخجلني كان هذا هو أول يوم من أيام الشهر الفضيل - وكان هذا اليوم هو بداية النهاية تبادلنا رؤية الصور ليعرف كل صديق شكل صديقه - أعترف الآن أن كل هذا كان خطأ وبأنه انحراف بعلاقة محترمة إلى علاقة مشبوهة - ولكنه الضعف البشري سيدي.
المهم بعد عدة أيام لم يتغير فيها روتيننا اليومي - غير أن حواراتنا أصبحت عن أمور شخصية أكثر عن الأولاد والحياة العامة في كلا البلدين - ولكن في حدود احترام متبادل يفرضه كل منا على الآخر حتى جاء اليوم الذى انتظرته فيه ولكنه تأخر فنامت عيني وأنا جالسة ولم أنتبه غير بعدها بساعة فوجدته يكلمني ويسألنى لم لا أرد - ولأنني لا أعرف الكذب قلت له الحقيقة - وهي أنني غفوت في أثناء انتظاره فانفجر في مؤنبا وموبخا إذ كيف لي أساسا أن أنتظره؟
نحن نتحدث في أثناء عملنا على الجهاز، ولكننا لا نفرد وقتا خاصا للحديث وأتمنى ضمنا بأنني أنحرف بشكل العلاقة السوي بيننا.
تركته كالعادة بعد أن شرحت وجهة نظري بدون اقتناع أي منا برأي الآخر عدة أيام مرت بدون أى حديث – وأنا قررت ألا أبدأ مطلقا فهو من بدأ الحديث وهو من سعى إلى الصداقة وعليه هو أن يبدأ الكلام إذا كان يريد أن نستمر حتى ضرب فيروس جهاز الكمبيوتر عندي وأصبح يرسل رسائل ملغمة لكل العناوين في قائمتي.
وأرسل له بالطبع عدة رسائل بكلمات غير مفهومة فتكلم معي يحذرني من وجود الفيروس، وتحدثنا كثيرا حتى كأننا لم نتجافَ من قبل ومرت عدة أيام قبل أن أستلم الجهاز من التصليح وكنا قد بدأنا العشر الأواخر من الشهر الكريم فوجدت في بريدي رسالة من زوجته توبخني فيها على علاقتي بزوجها وبأنه لا يحتاج لصداقتي وبأنه لن يحادثني مطلقا بعد الآن وكيف لنا ونحن ندعو إلى الله في العلن أن نخالف الله في السر صعقت جدا من رسالتها واستأت بشدة – خاصة أنها أرسلت هذه الرسالة من بريده فأنا لم أسع إلى شيء مطلقا منذ البداية – ونحن محترمين جدا في الحديث فلم كل هذا ولكنني لم أسكت أرسلت لها بكل شيء حدث وأرسلت لها بريد زوجي الإلكتروني ورجوتها أن ترسل إليه بأي كلمة تراها مخلة في حواراتي مع زوجها.
وأرسلت ردي على بريدها هي لأنني توقعت أن تكون عملت لي بلوك في بريده ولم ترد على – حتى كانت ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وكنت قد تخلصت من بعض غضبي منها وقلت معها حق – لو كنت في مكانها لفعلت أكثر أرسلت لها أستسمحها في أن تعفو عني ليعفو الله عنا جميعا في هذه الليلة المباركة.
ولكنها أيضا لم ترد على – وانقضى رمضان ثم العيد – وبعد العيد فاز المنتدى الذى يديره في إحدى المسابقات لأفضل منتدى – فأرسلت له تهنئة – فوجدته على الخط – يرد علي وكان هذا هو آخر حديث بيننا بالرغم من أنه أطوله وأكثره دفئا ومودة.
هل تعرف إحساس أن يقول لك إنسان إنني أفضل مصلحتك على احتياجاتي اعترف أنه هو من أرسل الرسالة الأخيرة ونسبها لزوجته – لأنه يضعف في كل مرة يريد أن يقول لى هذا الكلام – وإنني مثل الجوهرة التي يجب أن تظل مصونة بالرغم من غياب زوجها عنها قرر أن يحذفني من قائمته بل واستأذني أن يعمل لى بلوك – حاولت إثناءه عن قراره بلا فائدة قلت له دعنا لا نتحدث يوميا بل نتركها للمصادفة كما هو حالنا في الفترة الأخيرة – ولكنه أبى..
إن صداقتنا سيدي كانت صداقة عقل بعقل لا رجل بامرأة – أقسم لك على هذا تركته كالعادة بدون أن نصل إلى حل ولكنه على قراره.
ووجدته يحذفني أيضا من المنتدى والمجموعة – فأرسلت له غاضبة من هذا التصرف المهين فأرسل للمنتديات جميعها رسالة تتحدث بشكل عام - لمن لا يعرف - عن اللقاءات العابرة في حياتنا ولكنها كانت موجهة لي ولزوجته – ولأنها كانت لزوجته فلقد احتوت على بعض المغالطات.
كأنني مثلا من بدأت وتطفلت ولححت وأنه حاول متأدبا أن يصدني فلم أرتدع وجرب أن يتجاهلني فلم أبتعد - وأخيرا وجد أن رسالة على الملأ ربما تفيد كحل أخير هل تشعر سيدي بدموعي وأنا أقرأ رسالته – كما الجراح تدمي قلبك لتعيش بشكل أصح بدون أمراض.
أرسلت له آخر رسائلي إليه تفيد بأنني فهمت ووعيت الدرس القاسي – وصححت له المغالطات المتعمدة، هي تجربة لم تأخذ وقتا طويلا ولكنها مستمرة معي إلى الآن بالرغم من مرور عامين فأنا مشتركة في منتداه ببريد مختلف حتى لا يعرفني وتعرفني زوجته – لأنها تدير معه المنتدى الآن، ولكنني لا أستطيع إلا أن أقرأ له – وأود كثيرا أن أناقشه فيما يكتب كعادتنا ولكن للأسف لا أستطيع.
ولقد علمت أنه عاد إلى أرض الوطن وأقاوم نفسي كثيرا حتى لا أسعى للحصول على عنوان وتليفون عيادته هل تسألني لماذا؟
لأعرف أولا هل له وجود حقيقي أم إنه كان واقعا افتراضيا؟ ثانيا لأسئلة لماذا هذا التحول المفاجئ؟ ثالثا لأعرف أين الخطأ فيما حدث؟ ولماذا أتحمل وحدي مسؤولية خطأ مشترك؟ وهل ذنبي أنني أجبته إلى طلبه بأن نكون أصدقاء؟ هل تريد أن تعرف ماذا أفعل الآن؟
لقد ابتعدت عن أي نشاط فيه اختلاط – فمن الواضح أن العيب في – ولقد اتجهت إلى إحدى المعاهد الدينية وأنهيت دراستي فيه لمدة عامين – ثم التحقت مؤخرا بمعهد آخر للقراءات، ولكنني للأسف ما زلت أذكره، بل وأنتظره – كلما أتصفح بريدي الإلكتروني أبحث أول ما أبحث عن رسالة منه – أرجو منك سيدي النصيحة علها تكون الشافية.. وجزاكم الله خيرا..
07/6/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة..
أهلا بك ثانية، وأهلا بكل من يعود إلينا ليصف لنا تطورات ما يجري معه شأن ما تكلمنا فيه سابقا، وكم قلت من قبل أن مهمتنا ورسالتنا ونجاحنا في هذه الصفحة المباركة التي تخطو نحو عامها السابع واثقة ورائدة بفضل الله وحده، هذه الصفحة التي كان لها تأثير لا يعلم مداه ولا حجمه ولا عمقه إلا الله سبحانه وتعالى، وكم يدهشني حين يطلعني القدر على بعض هذه التأثيرات بشكل غير مرتب ولا مقصود فأشعر بنعمة الله سبحانه والامتنان للقارئ الكريم ولأصحاب المشاركات والمتابعات بشكل أكبر.
وكم أتمنى أن أرى بوضوح صفحتنا هذه في عيون من يتابعها فرحا نعمة الله واعترافا بالجميل وتطويرا وتنمية لهذا الجهد، وهو ما تحدثني به نفسي وأتناقش فيه مع إخواني وإخوةي من العاملين والعاملات ضمن فريقنا ودوركم أساسي في أي تطويرا اعتمادا على رؤيتكم لما نحن الآن وما يمكن أو ينبغي المحافظة عليه وتطويره وتفصيله وما ينبغي أن يتغير.
أعود إلى رسالتك ولا يتيسر لي الآن العودة إلى إجابتي عليك يوم إنقاذ ضحايا الشات وهي الرسالة التي صارت مرجعا في النظر إلى ماهية الشات وتأثيراته وتفاعلاته النفسية وأيضا بعض آثاره الاجتماعية والفضل لله وحده ثم لسؤالك الأصلي.
يومئذ عندما قلت إنني أتصور أن العلاقة بين الرجل والمرأة في المجال العام يرسمها الإسلام كما أفهمه في إطار ثلاث محددات هي: الجماعية، المجتمعية، العلنية، ونصحتك وقتها بالخروج من الخصوصية كما تقولين، ولكن يبدو إما أنني لم أكن واضحا بالقدر الكافي أو أنك قد فهمت غير ما قصدت أنا.
أنت دخلت في منتدى جماعي لتخوضي التجربة ثم لم تلبثي أن عدت مرة أخرى للخصوصية ثانية بالشات مع هذا الرجل بغض النظر عن التفاصيل المهمة التي أوردتها، ولكنها لا تغير من توصيف الوضع شيئا.
الشات الشخصي الثنائي بين رجل وامرأة هو علاقة خرجت بالضرورة عن الجماعية إلى الفردية، ومن العلنية إلى السرية وبغض النظر عن القضايا التي يتم تناولها في
الحوار وأكرر أن ما أقوم به هنا هو تحديد بغرض التحليل النفسي والاجتماعي ولست بصدد إصدار فتوى شرعية ولكنني أرسم وأشخص أصل المسألة وتكييفها وتحديدها من ناحية الشكل والإجراءات وآثارها ومناخها وتطورها بغض النظر عن مضمون الحوارات.
وأقول للتوضيح أن الشات يمكن أن يكون مفتوحا بحيث يخرج عن الثنائية والشخصنة عندنا في إسلام أون لاين تستخدم زميلاتنا الشات في العمل للتواصل مع المراسلين والمستشارين وبالتالي فإن الجهاز مفتوح ونوافذ الحوار مفتوحة أمام الجميع، ولا توجد أسرار وربما تقوم إحداهن وأجلس مكانها لأنجز أمرا وقد أرد على أحدهم بأنها قامت وستعود لاحقا وقد نفتح الشات ليكون أسريا بمعنى أن تتعارف أسرتان ويكون ممكنا أن يتحاور أفرادهما من آن لآخر بمعرفة الباقين نصا وإخبارا والتقنيات تعطينا الفرصة لحفظ وتوثيق كل كلمة قيلت وإطلاع الباقين عليها لاحقا وأنت لم تفعلي لا هذا ولا ذاك أبتسم الآن وأنا أعيد قراءة كلماتك وأنت تقولين لا أدري لماذا أثقلك بهمومي، ولكنك من دللتني على هذا الطريق وعليك أن تعرفي بعض توابعه!!
وأنا أبتسم وأقول ليس هذا هو الطريق الذي دللتك عليه يا أختي الكريمة، ولكن أهلا بك دائما وعلى كل حال أنت دخلت ثانية في علاقة فردية ونصف سرية حتى وإن كان محتوى الحوار فيها هادفا ونافعا ومشبعا وممتعا كما تتصورين فعمومية وجدية المحتوى وإشباعه وإقناعه لا يغير من كونها علاقة فردية وسرية أو شبة سرية في شكلها؛ لأنها لم تكون مفتوحة ولم تكن علنية هل أنا واضح!! أرجو أن أكون أوضح هذه المرة!!
تقولين وجدته ألذ مما كنت أتصور بكثير والزيادة من عندك للدلالة على الكثرة فعلا ولا عجب وهو ما فصلنا فيه غير مرة من أن الذوات التي تظهر على النت هي بالتأكيد أخف وألطف وأكثر جرأة وأسرع بديهة من ذواتنا الواقعية ثم أنت تقبلت ثم شعر وشعرت بالحرج من تطورات وملابسات هذا الاتصال وفجأة وجدت نفسك في وضع لا تحسدين عليه متهمة من زوجته بما لم يقع ما يستحق تأنيبها ونقدها لك عليه في حالة أنها عرفت بالأمر كما فهمت منك! ووضعت نفسك مكانها فوجدت لها عذرا في غيرتها وغضبها من علاقة هي فردية وسرية بغض النظر عن محتواها!!
وتحت ضغط شعورك بالذنب أرسلت إليها تطلبين العفو ولم يكن هذا مناسبا بأي حال من الأحوال!! رسالة الاعتذار هذه وضعتك في خانة المجرمة بامتياز، وكان يسعك أن تعتبري أنك أخطأت وأنه أخطأ أيضا حين استمر في التواصل سعي للتطوير الأحاديث وجعلها تحت اسم الصداقة وأنت أخطأت من البداية حين عدت إلى الفردية والسرية شكلا برغم تحذيري لك وإرشادي إلى تغيير هذه الصيغة!!
العيب في الصيغة يا أختي في تقنية الشات نفسها في العالم الافتراضي ذاته وهو ما يبدو أنك لم تفهميه حتى الآن برغم محاولاتي وأخشى أن غيرك لم يفهم أيضا!!
وأكرر أوضح وأنضج إن شاء الله أن طبيعة الجو النفسي والتأثير الذي يخلقه التفاعل مع الآخرين عبر الواقع الافتراضي طبيعة هذا الجو والتأثير تجعلنا نرى أنفسنا وغيرنا بصورة مختلفة لأن ذواتنا المركبة وحضورنا الإنسان الواقعي الكثيف الممتلئ بالعيوب كما المميزات ورسائل ووسائل التعبير اللفظي وغير اللفظي، كل هذا يتم اختزاله في مجرد حروف وصور وعلاقات وحتى مع إضافة الصوت والصورة فإن هذه الأجزاء تبدو متفرقة ومنفصلة غير متحدة ولا متكاملة كما هي في الواقع الحي!!
أمامي حالة تقمصت دور فتاة أصغر، ومن بلد آخر حتى توقع بأحدهم ولم تنتبه أنها في لعبة التقمص والإغواء تلاعبت بتصورها عن ذاتها وذاته وبالتالي رأت نفسها كما رأته بحسب ما أرادته وقررت هي من البداية!! أنت تصورت ألذ وأكثر دفئا وحميمة فوجدته كذلك وهي كما تصورته وجدته لأننا في الشات لا نرى إلا كما المرآة انعكاسا لما نتصوره نحن عن الآخرين أنت تصورت أن تواصلك معه رائع وحميم ومشبع فكان كذلك!!
وهي قامت بشيء أكثر دلالة حين حذفت وأضافت، بل ولفقت أحيانا كثيرة ما يثبت روايتها أو تصورها الذي دخلت بحثا عنه وإثباتا له فبدا الأمر مضحكا وإن كان دالا جدا في التحليل والفهم!!فما يتكلم عنه ويفترضه المنشغلون بتحليل العلاقة بين الإلكتروني والافتراضي من ناحية والنفسي والاجتماعي من ناحية أخرى وما تقوله أحدث الأبحاث في هذا الصدد قمت أنت به وقامت ي به بشكل أكثر إثباتا للافتراضات العلمية النظرية في هذا الميدان!!
ولعلي أعود إلى تحليل هذه الحالة الواقعية شديدة الثراء والنفع التي قدمت في سعيها للنشر مادة نادرة في هذا الميدان المفتقر للأبحاث والمصادر!! هنا أعود إليك لأقول إن هذا الرجل الذي تنتظرين حتى الآن رسائله هو مثقف ومحاور جيد وزوج وطبيب ولكنك في تصورك له تتخيلين عنه أكثر وأكثر وبالتأكيد ستجدين فيه ما تتخيلين طالما كان تواصلكما إلكترونيا هل ما زالت تساؤلاتك عن تطورات ومآل علاقتكما قائمة؟!
هل تريدين أن تتأكدي من كلامي عنه وعنك وعن كل الظاهرة؟! كفي عن التخيلات والافتراضات والتواصل الإلكتروني الملتبس بطبيعته وتحملي مسؤولية العلاقات الواقعية التي تحتاج إلى شروط أوضحتها سلفا لتنجح وتبتعد عن كل فطنة وشبهة أما الإلكتروني والافتراضي فاسمحي أن أقول لك إن من يظن أنه يتحكم ويسيطر أو يخطط أو يتلاعب به هو في الحقيقة مجرد ضحية للتقنية أو سوء فهمه لها وأن ما يتصوره عن نفسه وعن علاقته بها أقصد تقنية الإنترنت هو محض خيال أو تصورات وأفكار افتراضية مثل الفضاء السيبري الذي تسبح فيه كلماتنا وذواتنا.
طبعا أنت لم تتقمصي غير شخصيتك مثل الحالة التي ذكرتها لك، ولكنني أريد أن أقول لك إن الخيال الافتراضي ثم التقمص المتبادل هو من مكونات عملية التواصل الإلكتروني وأخشى أنني أطلت عليك معذرة فالموضوع به تعقيدات نظرية وعملية كثيرة وهذا الحقل جديد كما تلاحظين، ونحن نحاول أن نكون روادًا فيه بفضل الله ورسائلكم سأنتظر تعليقاتك.
اقرأ أيضًا:
علاقات الشات.. خداع بالكلمات
زرقاء اليمامة تغرق في مستنقع الشات
كلام الشات مدهون بزبدة!
الشات: الحب في الفضاء والزواج في الأرض
لعبة الشات: أولاد وبنات
الشات أول طريق الانفلات
علاقات الشات.. عبور للواقع من باب الخيال
الحب بالشات = واقع أقرب للخيال
فقط للبنات: قواعد ممارسة الشات!