بعد كل الشكر والثناء على هذا الموقع الممتاز، أريد أن أشارككم ما يؤرقني، في الحقيقة لقد دخلت غرفة الشات لأول مرة في الأسبوع الماضي، وحاولت المحادثة فقط من اجل منع البنات من أي عواقب غير مرغوبة، ولكنى وجدت ذلك الأمر صعبا لأنه في بعض الوقت يقوم آخرون بالبدء في المحادثة وبعض الأسماء تكون غير واضحة هل هي بنات أم أولاد...
لا اعرف ، أنا أشعر أنه مجدي للغاية في أن تتعرف الفتيات من مختلف البلاد الإسلامية علي بعضهن البعض والمشاركة في الاهتمامات، ولكن بعدما قرأت بعض المشاكل في موقعك شعرت انه صار حتما على بأن أكون في غاية الحذر.
سؤالي هو: هل تعتقد أن أستمر في المحادثة أم أتوقف لكي أتجنب عواقب الشات الوخيمة؟
جزاكم الله خيرا
08/6/2025
رد المستشار
الأخ الكريم، إذا كان البعض يريد استخدام السكين فيما تفيد فيه، فهل هناك علاقة بين ذلك واستخدامات الآخرين الذين أخطئوا؛ فجرح بعضهم يده، وجرح البعض غيره؟!!.
معظم الشباب العربي يدخل إلى الشات للتنفيس عن فراغ النفس، وتعويض غياب الوضوح والمصارحة في حياتنا، والبعض الآخر يدخل لأغراض أخرى أسوأ أو أفضل، ويبقي الشات مجرد أداة أو وسيلة حديثة وسريعة للاتصال، وهي تحمل ما نضعه فيها إن خيرًا فخير، وإن شرًا فهو كذلك.
وأتحدث اليوم عن الأمر من زاوية مختلفة، فالمدخل إلى استخدام الشات، والإنترنت بشكل عام، ما زال عندنا يعتمد على عقلية ونفسية المتفرج والمستهلك، ولم يتخط ذلك إلى الإبداع والإنتاج والاستثمار إلا في حالات قليلة للغاية.
هناك "مجموعات اهتمام" على مواقع كثيرة أشهرها شبكة "المايكروسوفت microsoft"، وموقع "ياهو yahoo" وهذه المجموعات فكرتها أنها تجمع المهتمين بهواية، أو فكرة معينة، وحين كان لدي بعض الوقت، وأردت دراسة توجهات الشباب العربي وجدت أن أغلبهم يندرج في المجموعات الجنسية، وليته يفعل ذلك ليتعلم شيئًا أو يناقش قضية، بل في الأغلب تحولت معظم هذه المجموعات، أوكلها للأسف، إلى مجرد دوائر لتبادل المواد المخلة.
وقد حاول البعض أن يخرج عن هذا المسار التافه بإنشاء مجموعات جادة لتبادل المعلومات بين الأفراد، وتابعت هذه المحاولات بشغف، ورجوت لها النجاح، ولكن لسبب أو لآخر لم تستمر طويلا، وانتصرت السطحية مرة أخرى، حتى إن أهم هذه المجموعات أغلقت نفسها بعد أقل من شهرين.
ولا ينفي هذا وجود مجموعات أخرى لها اهتمامات أكثر جدية، ومنها بعض المجموعات التي نشأت مع اندلاع طوفان الأقصى، وفي هذه المجموعات الجادة فإن الشات ينعقد بموعد مسبق، ويتاح من خلال المجموعة نوع من تبادل المعلومات والخبرات، والتعارف الجاد لهدف محدد هو التعاون في موضوع، ومجال عمل واهتمام المجموعة.
ومثل ذلك الكثير من المجموعات المهتمة بكل شئون الحياة من الفن التشكيلي إلى حقوق الإنسان، ومن قضية فلسطين إلى هواة الاستماع إلى فن الأوبرا، وهذه الأندية والمجموعات موجودة على المواقع سالفة الذكر.
وتبقى المسألة الأهم في تحديد كل شابة وشاب لاهتمامها واهتمامه.. والكارثة يا أخي أن أغلب شبابنا ليس له طعم أو لون أو رائحة، أي ليس له اهتمام أو هواية كما ينبغي أن يكون لكل إنسان في الوجود.
أنصحك بالبحث عن المجموعات التي تنشط في مجال اهتمامك، والاقتصار على الشات الجماعي في إطار تلك المجموعات فقط.. وأهلاً بك.
ويمكنك مراجعة مشاكل سابقة لنا عن الشات ومنها :
الهاتف والشات: وسائل اتصال لا تواصل
الإسلام المظلوم وعوالم الشات
علاقات الشات.. خداع بالكلمات
زرقاء اليمامة تغرق في مستنقع الشات
كلام الشات مدهون بزبدة!
الشات: الحب في الفضاء والزواج في الأرض
لعبة الشات: أولاد وبنات
الشات أول طريق الانفلات