السلام عليكم
أنا شاب عندي 29 سنة، اشتغلت لمدة سنة ونصف في القاهرة بعد تخرجي، حتى أن جاءت لي فرصة سفر للسعودية وكان العرض الوظيفي محترم، طبعاً زيي زي آلاف مؤلفة من الشباب بيبحث دائماً عن فرصة عمل أفضل لم أتردد وسافرت على طول، وقتها كل ما كنت أفكر فيه هو الشغل والكاريير وإني أنجح وأشتغل في شركات كبيرة ومشاريع ضخمة وأثبت نفسي في مجالي، في الحقيقة تعلمت كثيرا جداً من تجربة السفر والاحتكاك بالجنسيات المختلفة وخبرات في الحياة والحمد لله وضعي المادي تحسن كثيرا والحمد لله اشتغلت في شركات على مستوى عالي. ولكن لكل شيء ثمن والثمن الذي دفعته: إني اتغربت (بدري).
لم تكن عندي فرصة لأرتبط بأحد إطلاقاً أيام الجامعة خصوصاً مع صعوبة مجال الدراسة وضغط الكلية، طول عمري مركز في دراسة الهندسة والكورسات والبرامج والتدريب في أجازة الصيف.
هوايتي في الحياة: القراءة والمطالعة... أعشق الأدب والكتب، وعندي اهتمام بالأدب خاصة الرواية والشعر وكنت أتعلم بحور الشعر وبكتب شعر عربي، بالإضافة لقراءات في التاريخ ومقارنة الأديان والفلسفة وكتب التراث.
أحس أن شخصيتي غير جاذبة إطلاقاً للبنات من جيلي،
لما بقعد أتكلم مع بنت من نفس سني بحسها بتعاملني كإنها بتعامل والدها أو حد كبير ، مش بتتعامل بنفس الطلاقة ال بيتعامل بها الشباب في سني.
حاولت كتير جداً في شهر الأجازة (السنوية) أرتبط - طبعاً مش قدامي غير جواز الصالونات - ولكن دايماً كنت بفشل فشل ذريع بمعنى الكلمة، تجاربي في الارتباط بجد سيئة لأقصى درجة ومحبطة جداً بشكل درامي،
ما أخدتش من محاولات الارتباط غير خيبات الأمل المتكررة أحياناً لما بقول قدام حد عدد المرات التي حاولت أتقدم لناس والموضوع ما ينجحش ما بيصدقش من كتر الرقم ما هو كبير، بدأت أفقد الأمل وأكره نفسي وأكره موضوع الارتباط وأحس إن الارتباط ده مش ليا، رغم إني من زمان نفسي يكون عندي شريكة حياة، بتأذى جداً من أسئلة المتطفلين والفضوليين -وما أكثرهم من حولنا-: "إنت ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتي؟ أيوة يعني هتتجوز إمتى؟"
وصلت إني لا عارف أنزل مصر وأسيب اللي بنيته هنا طول سنين، ولا عارف أكمل هنا مع إحساس السنين اللي ضاعت من عمري، وإحساس كبير بألم الوحدة، وافتقاد معنى السكن والمودة والرحمة، الشباب في سني يرتبطون ويتنقلون بينما أنا أتنقل فقط من وحدة إلى وحدة، ومن خيبة أمل إلى خيبة أمل، أصبحت أرى حياتي وكأنها مرثية مخطوطة بحبر من الوحدة، وأصبحت أرى الأمر كالسير في حقل من الألغام... كل خطوة فيه كأنها الخطوة الأخيرة! داخل على سن الثلاثين بنفسية رجل في الثمانين، وقد كان كل ما أردته من الحياة فقط بيت صغير دافئ.
أصلي وأقرأ القرآن ويستأنس به قلبي وأعلم أن من أراد مؤنساً فالله يكفيه،
ولكن حسيت إني محتاج أتكلم مع حد جايز ألاقي عند حد اقتراح أو حل.
19/6/2025
رد المستشار
شكراً على استشارتك الموقع.
تجربتك صادقة ومفتوحة، ويتفهم الموقع تماماً الإحساس بالتشتت والقلق الذي وصفته. ما تمر به هو تجربة يشعر بها الكثير، وخاصة الأشخاص الذين يختارون الابتعاد عن مسقط رأسهم في سبيل تحقيق طموحات مهنية.
من المهم أولا أن تتعرف على نفسك بشكل أفضل وتقبل الأمور التي لا يمكن تغييرها بسهولة. هذا يمكن أن يخفف من الشعور بالضغط والتشتت. بعدها تحتاج إلى مراجعة أهداف حياتك ووضع خطة متوازنة بين تحقيق النجاح المهني وإيجاد شريكة حياة. قد يتضمن ذلك تخصيص وقت أكبر للأنشطة التي تتيح لك التعرف على أشخاص جدد.
مواصلة تطوير اهتماماتك في الأدب والشعر وقراءة التاريخ قد تساعد في تكوين صداقات جديدة تشترك معك في الاهتمامات نفسها، مما قد يفتح فرصاً جديدة للارتباط. أينما تكون يمكنك المشاركة في فعاليات ثقافية أو تطوعية أو اجتماعية سواء كانت في السعودية أو مصر، لتعزيز الشق الاجتماعي في حياتك.
حافظ على تواصل قوي مع المقربين منك، فالدعم العاطفي مهم جداً وقد يوفر لك نظرة مختلفة تساعدك على اتخاذ قرارات مستقبلية.
تذكر أن تغيير نمط حياتك الاجتماعية يتطلب بعض الوقت والجهد والصبر، ولكن من الممكن تحقيقه بخطوات مدروسة ومستمرة.
وفقك الله
واقرأ أيضًا:
غياب الخبرة.. والبحث عن حورية البحر المفقودة
الحيرة في البحث عن زوجة!