السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البداية أود أن أشكركم على ما تبذلونه من جهود لحل مشاكل الناس، وأتمنى من الله عز وجل أن تساعدوني في حل مشكلتي.
أنا فتاة في العشرين من عمري، أحببت شابًا منذ سنتين تقريبا، أحببته أكثر من روحي، وما زلت أحبه حبًا طاهرًا شريفًا وهو كذلك يبادلني نفس المشاعر، مشكلتي تكمن في أن هذا الشاب لا يستطيع أن يتزوجني؛ لأن أهله يريدون أن يتزوج ابنة عمه؛ فهذا عُرف متبع عندهم ولا يجوز أن يخالفه أي منهم.
ما العمل وما الحل؟ أنا أريده وهو يريدني في الحلال، أقسم بالله العظيم أريده في الحلال، لا أستطيع أن أستغني عنه؛ فقلبي وعقلي وكلي متعلق به، لا أستطيع نسيانه أو الاستغناء عنه، أبكي مرارًا ومرارًا كلما فكرت في المستقبل.
لا أريد غيره لا أريد؛ فأنا أرفض كل من يتقدم لي، وهو يحاول أن يقنعني بأنه لا جدوى من ذلك.. فهذه مشيئة الله سبحانه وتعالى، وأنه يجب أن أفكر في حياتي ومستقبلي وأن أتزوج وأنجب بمشيئة الله، وهو بدوره سيرضى بذلك ويتمنى لي السعادة من كل قلبه.
أقسم بالله إنني لا أستطيع؛ فأنا لا أتخيل نفسي مع غيره، لا أستطيع تخيل ذلك لا أستطيع،
أتمنى الموت لكي أرتاح، فلولا إيماني بالله عز وجل لأقدمت على الانتحار. أرجوكم ساعدوني.
24/6/2025
رد المستشار
لا أحد يدخل الجنة بالنوايا الطيبة فقط، وإنما لا بد من عمل يؤكد هذه النوايا.. ولا يمكن أن تدخلي جنة الزواج من حبيبك بالحب فقط، ولكن بالعمل والحب معا. والعمل هنا بيد حبيبك فقط وليس بيدك أنت، ألا وهو أن يأخذ حبيبك موقفًا حقيقيًا ضد رغبة أهله ليظفر بك، ولا يقعد مستسلمًا بهذا الشكل.
وواضح تمامًا أنه لن يفعل ذلك.. لماذا؟ لسبب كثيرًا ما ذكرناه على صفحتنا هذه ونكرره كثيرًا وهو: أن الرجل عندما يحب يختلف عن المرأة؛ فالرجل ربما يعشق حتى النخاع، ولكن وقت الجد تكون له حسابات أخرى، وقت الجد يقول: أهلي.. دراستي.. لست مستعدًا ماديًا.. ليست هي الزوجة التي كنت أحلم بها.. أنا متردد.. ماذا أفعل؟!
هذه هي القاعدة التي ربما يكون لها استثناءات؛ فالتاريخ يحكي لنا عن ولي عهد إنجلترا الذي تنازل عن العرش ليتزوج من حبيبته التي رفضها أهله، ولكن من الواضح أن حبيبك ليس من الاستثناءات.. الحبيب وصل لمرحلة الجد، ووجد أن أمامه اختيارين: أنت في كفة، وفي الكفة الأخرى أسرته، ومكانته الاجتماعية والمادية طبعا و.... فاختار الكفة الأخرى، ثم صارحك بعد سنتين أنه لا يستطيع الزواج منك!! وهل كانت هذه المعلومة غائبة عنه طوال السنتين الماضيتين!!
هو قد اختار يا ابنتي، وكان رجلاً معك وصارحك -وإن كانت هذه الرجولة قد تأخرت كثيرًا- لكنه على أي حال صارحك مع تمنياته لك بمستقبل سعيد!!
أما أنت يا مسكينة فقد ألجأتك الأقدار إلى صفحتنا لكي نُسدي إليك نصيحتنا:
افعلي كما فعل وأعيدي حساباتك، إما أن تظلي بغير زواج وفاءً للماضي وزهدًا في المستقبل، وإما أن تضغطي عليه ليتزوجك بالإجبار أو شفقة على قلبك، وعندئذ سيحملك فاتورة كل المشاكل التي ستحدث بسب هذا الزواج على غير رضا الأهل، وإما أن تغلقي هذا الملف نهائيا، وتتعلمي من هذه التجربة القاسية، ولعل صديقاتنا وبناتنا قارئات الصفحة يتعلمن معك.
أعلم أن الاختيار الثالث صعب لأي فتاة فهذه هي المرأة عندما تحب، وأعلم أنك ربما تبحثين عن عنواني لتطلقي عليّ الرصاص غضبًا من كلامي، ولكن هذه هي الحقيقة، على أي حال أنا سأرتدي قميصًا واقيًا ضد الرصاص تحسبًا لأي رد فعل طائش.
ابنتي الحبيبة، أكثري من قول "إنا لله وإنا إليه راجعون".. فما قالها أحد إلا بدله الله خيرا مما فقد.. قالتها "أم سلمة" الصحابية الجليلة عندما فقدت زوجها فأكرمها الله بأن تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تجاوزي آلامك، وعضي على إيمانك بالنواجذ، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.