السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود استشارتكم في موضوع يخصني؛ بداية توفيت خالتي وبقيت مع أبنائها مدة أربعين يوما تعلقت بهم وأحببتهم وأحبوني، وتعلقت بزوج خالتي وكنت معجبة بشخصيته من قبل، وشعرت نحوه بالحب، وتمنيت البقاء معهم طوال العمر، وكنت مستعدة للتضحية من أجل البقاء معه ومعهم؛ لأنني أرغب في ذلك.
مع الأيام حاولت بطريقة غير مباشرة الحديث مع كل واحد منهم؛ فهم لم يرفضوني، وزوج خالتي كان يعاملني معاملة أعطتني الدفع لتقبل فتح المجال للمناقشة مع الأهل، وكانت هناك معارضة شديدة من قبل أمي وإخوتي وأحيانا من قبل بنت خالتي التي تارة تفتح الموضوع بالقبول وتارة بالرفض، والآن توجه لي كلمات كالسهم وتحاول وضعي في مواقف محرجة، وبدأت أتضايق منها رغم أني أحبها، وتحاول لومي... كيف أحببت أباها وتجرأت على التفكير في أخذ مكان خالتي؟!
أرجوكم أرشدوني على التصرف الصحيح لتجاوز المحنة، وهل تصرفي صحيح لو طلبت من زوج خالتي أن يتزوجني؟
علمًا أنه يكبرني بثمانية وعشرين عاما.
08/7/2025
رد المستشار
"الأخت الكريمة"، سأحاول أنا وأنت أن نغض الطرف عن اعتبارات أهلك وكذلك اعتبارات بنات خالتك، وسنحاول أنا وأنت أن نتناقش معا وهدفنا في النهاية مصلحتك أنت.
تقولين إن بقاءك في بيت خالتك بعد وفاتها أشعرك بالقرب من زوجها، خصوصا أنك كنت معجبة بشخصيته قبل ذلك، والمشكلة أن علاقتكما تطورت في ظروف سمحت لهذه العلاقة أو الإعجاب المتبادل بالتنامي؛ فزوج خالتك فقد زوجته وهو في أشد الاحتىاج للإشباع العاطفي والجسدي ووجدك أمامه فتاة شابة جميلة معجبة به، فزاد اهتمامه بك، وهذا الاهتمام جعل إعجابك به يزداد، خصوصا أنه من الواضح من رسالتك أنك تفتقدين رمز الأب في حياتك (حيث ذكرت معارضة والدتك وإخوتك لهذه الزيجة ولم تذكري لنا أين والدك؟).
فهل يمكن تسمية هذه العلاقة حبا؟ وهل تصلح كأساس لبناء بيت؟ من الواضح أنه ليس حبا ولكنه محاولة منك ومنه لإشباع الاحتىاج العاطفي لكليكما، فإذا سلمنا أن عاطفتك نحوه ليست حبا، فهل تصلح كأساس لزيجة ناجحة في ظل ظروف معارضة الأهل وفي ظل فارق السن الكبير بينكما.
ولنفترض أنك تزوجته الآن وقد تعدى الخمسين من عمره، فهل أنت على استعداد لتحمل مسؤولية أسرة كاملة فيها فتيات في مثل سنك؟ هل في مقدورك أن تحتويهم بمشاكلهم الداخلية والخارجية؟ وهل أنت على استعداد للعيش معه بعد سنوات قليلة عندما يجاوز الستين من عمره، وهل تحتملين العيش مع شيخ مسن وأنت في قمة أنوثتك وشبابك؟!
"أختي الكريمة"،
كررنا مرارا وتكرارا أن اختيار شريك الحياة لا بد أن يتم بناء على اعتبارات العقل والقلب معا، وأضع أدناه عدة ارتباطات حول اختيار شريك الحياة، أنصحك بالاطلاع عليها ومراجعة نفسك جيدا قبل الإقدام على أي خطوة قد تندمين عليها العمر كله، ولا تنسي استخارة المولى عز وجل والتضرع إليه أن يوفقك في أمرك كله وتابعينا بالتطورات.
واقرئي أيضًا:
ما بين القلب والمنطق.. معادلة الاختيار
كيف أختار شريك الحياة؟
حتى لا تعمينا رغبة الزواج عن حكمة الاختيار
لا تسيئي الاختيار بحثا عن الاستقرار!