السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود شكركم على هذا الموقع الهادف، أعانكم الله وووفقكم لكل خير.
أنا فتاة في الـ24 من العمر، ستتم خطبتي بعد أقل من شهر من شخص كان زميلا لي في الجامعة، كنا قد تعرفنا على بعضنا من خلال المحاضرات التي كنا نأخذها مع بعض.
من البداية كان زميلي هذا واضحا ولم يراوغ أو يخادع، قابل أهلي في حفلة التخرج ووضح لهم أنه يرديني إلا أن أهلي رفضوا لكونه ما زال في بداية الطريق، وقالوا له أن يكون نفسه أولا ثم يعود ليطلبني، وإن كان من المقدر أن نكون لبعضنا فسنكون.
وفعلا، وعلى مدى ثلاث سنوات مرت بعد التخرج جاءني خلالها خطاب كثر منهم من لم يعد ومنهم من رفضته أنا. تقدم لي الشاب مرة أخرى علما أنه حاول بعد المرة الأولى عدة مرات إلا أن أهلي لم يكونوا واثقين من جهوزيته.
حتى الآن تبدو الأمور على ما يرام، فأنا موافقة على الشاب وأمورنا جيدة، إلا أن المشكلة تكمن في شخص آخر، وهو زميلي في العمل، والذي بدأ يبدي إعجابه بي منذ مدة تزيد عن السبعة أشهر، لم يكن خلالها من سيصبح خطيبي إن شاء الله قد تقدم لي مرة أخرى، إلا أنني لم أكن أشعر تجاه زميلي في العمل بشيء غير الاحترام لكونه خلوق جدا وعلى درجة جيدة من الدين، ولا أنكر أني كنت متعلقة أيضا بزميلي في الجامعة، وكنت أخبر زميلي في العمل بشكل مباشر وغير مباشر أنه بمثابة أخ لي، حيث كانت تصرفاته وحركاته تدل على إعجاب كبير من ناحيته وكنت أخشى كثيرا أن يفهم أي تصرف يبدر مني بطريقة خاطئة. ولأنه لم يكن يضايقني، أو يبدي تصرف غير لائق في العمل بالإضافة إلى كونه محبوبا لحسن خلقه، لم أكن أقدر على أن أشد معه في الكلام أو أن أعامله بجفاء ليبتعد عني، الا أني -وكما ذكرت- كنت أخبره بلطف أنه بمثابة أخ، أو أن أدعو له بالزوجة الصالحة كلما سنحت لي الفرصة، لعله يفهم أن لا مستقبل بيننا، حتى جاء يوم طلب أن يكلمني.
كانت والدة زميلي في الجامعة قبلها بثلاثة أيام قد كلمت أمي، بالإضافة إلى الشاب الذي كان قد كلم والدي، وكانت الأمور ما زالت في بدايتها، علما بأن زميلي في الجامعة يعيش في بلد آخر، المهم سألني زميلي في العمل يومها إن كان يضايقني أو إن كان هناك أمر ما يفعله يحرجني، فأنكرت، وسألته عن سبب اعتقاده فأخبرني أن كلمة "مثل أخي" تضايقه، وأنها تشعره أنه قام بخطأ ما، فقلت له أني أقولها لأن هذا هو ما أشعر به تجاهك، وحرصا مني على أن لا يفهم أي تصرف مني بشكل خاطئ، وسردت له بعض القصص عن الجامعة وكيف يفهم بعض الشباب أن فتاة ما معجبة أو تحب شخصا ما لمجرد أنها قالت صباح الخير مثلا!
تحدثنا كثيرا وكنت صريحة بالحدود المسموحة وفي نهاية النقاش سألني إن كنت مرتبطة أم لا، أو إن كانت ستتم خطبتي قريبا لهذا أقول له أنه بمثابة أخي، أمي كانت تعلم عن زميلي هذا، حيث أني لا أخفي عنها أي أمر، بالإضافة إلى صديقاتي المقربات جدا، ونصحتني أمي وبعض صديقاتي، حيث كن يتوقعن أن يقوم بعمل كهذا يوما ما، أن لا أخبره أن هناك مشروعا قد يتم لأن الأمور ما زالت في البداية، ولا أحد يعرف ماذا ستكون النتيجة، وأن علي أن أتستر على الموضوع حتى يتم، وفعلا أجبته أني أطلب باستمرار ولكن لم يحصل نصيب حتى الآن، وأن هذا الموضوع قسمة ونصيب ومقدر من عند الله، وسيحصل في وقته، وأنه بكل الأحوال لن يغير هذا من حقيقة أنه بمثابة أخ لي.
توقعت بعدها أن يخف اهتمامه وحركاته إن أمكنني القول، إلا أنها وعلى العكس زادت، وحافظت أنا على نفس الوتيرة وأنه بمثابة أخ حتى جاء يوما مرض فيه زميلي مرضا شديدا دخل على إثره إلى المستشفى، وغاب عن العمل أسبوعين لاشتباه بمرض خطير -شافاه الله وعافاه-، لم تظهر نتائج تحليله بعد، كنا خلالها نقوم بزيارته أنا وزميلاتي وزملائي في العمل، ولعله استغل مرضه ليتقرب مني، فبدأ يرسل لي رسائل مثل: شكرا على الزيارة، أو على الورد، أو كيف العمل، وما أخبار الشركة، لم أكن أستطيع إلا أرد عليه لشفقتي الشديدة عليه، وأعلم بأن هذا خطأ، وأن شيطاني للأسف قد غلبني، وأستغفر الله على ذلك ليل نهار، حيث أنه وخلال الفترة التي غاب فيها زميلي عن العمل كانت أموري من الناحية الأخرى تسير على ما يرام، حيث سافر أهلي في نفس الفترة بالضبط إلى بلد من سيصبح خطيبي إن شاء الله لزيارة قريب مريض لأمي، وخلال هذه الفترة قابل الشاب مرة أخرى أهلي وتقدم هو وأهله لي، واتفق الأهل على أن تتم قراءة الفاتحة هذا الصيف، أي بعد أقل من شهر عندما نسافر، وتم تحديد اليوم الذي سيطلبني فيه أهل الشاب رسميا، وها أنا الآن أحضر نفسي لهذا الموضوع، ولكن زميلي في العمل لم ييأس، حيث أنه في اعتقاده لم يتغير شيء منذ آخر مرة تحدثنا، أي قبل مرضه، وقبل أن يتم الاتفاق الذي حصل بين أهل العريس وأهلي.
إني أشفق عليه كثيرا، وبنفس الوقت أخشى من كلام الناس؛ حيث أن الأعين علينا حاليا؛ لأن كلينا أعزب رسميا، وكلينا من نفس الجنسية والطباع والخ. وليس بإمكاني التصرف بجفاء أو بشدة معه، أولا لأني أشفق عليه؛ حيث ما زال يعاني من أثر المرض، ولأني لا أريد أن ألفت الأنظار إلينا بتغير تصرفاتي، حيث أني أشعر بأن الناس في شركتي يراقبون تصرفاتنا، ويحاولون أن يستنتجوا أي شيء.
أنا متضايقة جدا عليه لأني أحترمه فعلا، ومتضايقة جدا من نفسي لأني لا أقدر على تغيير تصرفي معه، علما بأني لا أعامله معاملة خاصة، وأعامله كأي زميل عادي في الشركة.
باقي أقل من شهر، وكل يوم تزيد تصرفاته التي أقف عاجزة أمامها، مثل أن يطلب لي طعاما من غير أن أطلب منه، ويحضره لي، ويطلب مني أن أكل معه -بوجود زملاء آخرين- أو أن يتصل ليطمئن علي، أو أن يرسل لي رسالة بأنه على ما يرام. وأشعر أنه يعتفد بأنه يحزر تقدما لأني لطيفة معه. أخشى عليه من الصدمة.
بعض صديقاتي أخبرنني أنه يجب أن أفهمه أني سأرتبط بعد أقل من شهر، على الرغم من أنه لم يعبر لي صريحا أنه يحبني أو أنه يريدني زوجة له، أو أي من هذا القبيل، وذلك حتى أقلل من صدمته، وحتى لا أكون "عم أستغله" بطريقة غير مباشرة، أو أظلمه، إلا أن أمي وصديقاتي الأخريات يعتقدن أنه طالما لم يعبر لي صريحا إذن من غير اللائق أن أفترض شيء وأتصرف معه حيث يمكن أن أكون مخطئة، وفي هذه الحالة سأكون في موقف محرج معه، كما لا يجوز أن أفتح هكذا موضوع معه، ويجب أن أستتر إلى أن يتم الأمر.
لم أكن أريد أخباره لسبب قد يبدو سخيفا، وغير عقلاني، ولكن كنت أريد إلا أجرحه، وهو الآن مريض لن يعرف نتجية تحليله -شافاه الله وعافاه- إلا قبل 3 أيام من سفري، وأعلم أنه يخشى كثيرا من النتجية، ولا يكون على ما يرام معظم الوقت، بالاضافة إلى أنه ينوي السفر في نفس الفترة التي سأسافر فيها ليرفه عن نفسه، كما كان مخططا قبل مرضه، وكنت لا أريد أن أخرب عليه إجازته بموضوع أني سأصبح لشخص آخر، ولكن بنفس الوقت أتمنى لو يمكنني أن أخبره لأرتاح أنا وهو، وليكف عن محاولة التقرب مني.
أحيانا أشعر بأنه بعد أن يعرف سيتهمني بأني كنت أستغله، وإني لم أكن صريحة بشكل كافي، أو قد يحتقرني... لا أعرف هل من المفترض الآن أن أعلن للناس في الشركة أنه ستتم خطبتي رسميا بعد أقل من شهر، أم علي التستر حتى يتم الموضوع بعون الله؟ وهل سيكون من الأفضل لزميلي أن يعرف الآن على الرغم من الظروف المحيطة -مرضه ونتيجته وسفره- أم من الأفضل أن يعرف بعد أن يعود من السفر وبعد نتيجته ليصدم بعدها؟ هل ستكون صدمته أقل قبل أم بعد؟ هل أخطأت عندما لم أخبره في أول مرة سألني فيها أن كنت سأخطب أم لا، بأن هناك مشروعا قد يتم؟
أعلم أن اهتمامي قد يبدو غريبا إلا أني أحترم زميلي هذا كثيرا لأنه لم يحاول إيذائي بأي شكل ولأنه محترم جدا. وربما يبدو الموضوع سخيفا إلا أنه يؤرقني ويقلق نومي، بالإضافة إلى أن الأكشن اليومي هذا يؤثر بطريقة غير مباشرة على مشاعري تجاه من سيصبح قريبا خطيبي برضاي إن شاء الله؛ لكون كل منا ببلد.
لا أعرف... أشعر أن الشيطان يتملكي، ولا أعرف كيفية الخلاص. أنا أصلي صلاة الاستخارة وأدعو كثيرا ولكني لا أعرف ما الذي علي فعله مع زميلي.
أرجو أن لا تهملوا رسالتي فموعد سفري قريب جدا حيرتي تزداد يوما بعد يوم. آسفة على الإطالة وشكرا جزيلا .
08/07/2025
في البداية أود شكركم على هذا الموقع الهادف، أعانكم الله وووفقكم لكل خير.
أنا فتاة في الـ24 من العمر، ستتم خطبتي بعد أقل من شهر من شخص كان زميلا لي في الجامعة، كنا قد تعرفنا على بعضنا من خلال المحاضرات التي كنا نأخذها مع بعض.
من البداية كان زميلي هذا واضحا ولم يراوغ أو يخادع، قابل أهلي في حفلة التخرج ووضح لهم أنه يرديني إلا أن أهلي رفضوا لكونه ما زال في بداية الطريق، وقالوا له أن يكون نفسه أولا ثم يعود ليطلبني، وإن كان من المقدر أن نكون لبعضنا فسنكون.
وفعلا، وعلى مدى ثلاث سنوات مرت بعد التخرج جاءني خلالها خطاب كثر منهم من لم يعد ومنهم من رفضته أنا. تقدم لي الشاب مرة أخرى علما أنه حاول بعد المرة الأولى عدة مرات إلا أن أهلي لم يكونوا واثقين من جهوزيته.
حتى الآن تبدو الأمور على ما يرام، فأنا موافقة على الشاب وأمورنا جيدة، إلا أن المشكلة تكمن في شخص آخر، وهو زميلي في العمل، والذي بدأ يبدي إعجابه بي منذ مدة تزيد عن السبعة أشهر، لم يكن خلالها من سيصبح خطيبي إن شاء الله قد تقدم لي مرة أخرى، إلا أنني لم أكن أشعر تجاه زميلي في العمل بشيء غير الاحترام لكونه خلوق جدا وعلى درجة جيدة من الدين، ولا أنكر أني كنت متعلقة أيضا بزميلي في الجامعة، وكنت أخبر زميلي في العمل بشكل مباشر وغير مباشر أنه بمثابة أخ لي، حيث كانت تصرفاته وحركاته تدل على إعجاب كبير من ناحيته وكنت أخشى كثيرا أن يفهم أي تصرف يبدر مني بطريقة خاطئة. ولأنه لم يكن يضايقني، أو يبدي تصرف غير لائق في العمل بالإضافة إلى كونه محبوبا لحسن خلقه، لم أكن أقدر على أن أشد معه في الكلام أو أن أعامله بجفاء ليبتعد عني، الا أني -وكما ذكرت- كنت أخبره بلطف أنه بمثابة أخ، أو أن أدعو له بالزوجة الصالحة كلما سنحت لي الفرصة، لعله يفهم أن لا مستقبل بيننا، حتى جاء يوم طلب أن يكلمني.
كانت والدة زميلي في الجامعة قبلها بثلاثة أيام قد كلمت أمي، بالإضافة إلى الشاب الذي كان قد كلم والدي، وكانت الأمور ما زالت في بدايتها، علما بأن زميلي في الجامعة يعيش في بلد آخر، المهم سألني زميلي في العمل يومها إن كان يضايقني أو إن كان هناك أمر ما يفعله يحرجني، فأنكرت، وسألته عن سبب اعتقاده فأخبرني أن كلمة "مثل أخي" تضايقه، وأنها تشعره أنه قام بخطأ ما، فقلت له أني أقولها لأن هذا هو ما أشعر به تجاهك، وحرصا مني على أن لا يفهم أي تصرف مني بشكل خاطئ، وسردت له بعض القصص عن الجامعة وكيف يفهم بعض الشباب أن فتاة ما معجبة أو تحب شخصا ما لمجرد أنها قالت صباح الخير مثلا!
تحدثنا كثيرا وكنت صريحة بالحدود المسموحة وفي نهاية النقاش سألني إن كنت مرتبطة أم لا، أو إن كانت ستتم خطبتي قريبا لهذا أقول له أنه بمثابة أخي، أمي كانت تعلم عن زميلي هذا، حيث أني لا أخفي عنها أي أمر، بالإضافة إلى صديقاتي المقربات جدا، ونصحتني أمي وبعض صديقاتي، حيث كن يتوقعن أن يقوم بعمل كهذا يوما ما، أن لا أخبره أن هناك مشروعا قد يتم لأن الأمور ما زالت في البداية، ولا أحد يعرف ماذا ستكون النتيجة، وأن علي أن أتستر على الموضوع حتى يتم، وفعلا أجبته أني أطلب باستمرار ولكن لم يحصل نصيب حتى الآن، وأن هذا الموضوع قسمة ونصيب ومقدر من عند الله، وسيحصل في وقته، وأنه بكل الأحوال لن يغير هذا من حقيقة أنه بمثابة أخ لي.
توقعت بعدها أن يخف اهتمامه وحركاته إن أمكنني القول، إلا أنها وعلى العكس زادت، وحافظت أنا على نفس الوتيرة وأنه بمثابة أخ حتى جاء يوما مرض فيه زميلي مرضا شديدا دخل على إثره إلى المستشفى، وغاب عن العمل أسبوعين لاشتباه بمرض خطير -شافاه الله وعافاه-، لم تظهر نتائج تحليله بعد، كنا خلالها نقوم بزيارته أنا وزميلاتي وزملائي في العمل، ولعله استغل مرضه ليتقرب مني، فبدأ يرسل لي رسائل مثل: شكرا على الزيارة، أو على الورد، أو كيف العمل، وما أخبار الشركة، لم أكن أستطيع إلا أرد عليه لشفقتي الشديدة عليه، وأعلم بأن هذا خطأ، وأن شيطاني للأسف قد غلبني، وأستغفر الله على ذلك ليل نهار، حيث أنه وخلال الفترة التي غاب فيها زميلي عن العمل كانت أموري من الناحية الأخرى تسير على ما يرام، حيث سافر أهلي في نفس الفترة بالضبط إلى بلد من سيصبح خطيبي إن شاء الله لزيارة قريب مريض لأمي، وخلال هذه الفترة قابل الشاب مرة أخرى أهلي وتقدم هو وأهله لي، واتفق الأهل على أن تتم قراءة الفاتحة هذا الصيف، أي بعد أقل من شهر عندما نسافر، وتم تحديد اليوم الذي سيطلبني فيه أهل الشاب رسميا، وها أنا الآن أحضر نفسي لهذا الموضوع، ولكن زميلي في العمل لم ييأس، حيث أنه في اعتقاده لم يتغير شيء منذ آخر مرة تحدثنا، أي قبل مرضه، وقبل أن يتم الاتفاق الذي حصل بين أهل العريس وأهلي.
إني أشفق عليه كثيرا، وبنفس الوقت أخشى من كلام الناس؛ حيث أن الأعين علينا حاليا؛ لأن كلينا أعزب رسميا، وكلينا من نفس الجنسية والطباع والخ. وليس بإمكاني التصرف بجفاء أو بشدة معه، أولا لأني أشفق عليه؛ حيث ما زال يعاني من أثر المرض، ولأني لا أريد أن ألفت الأنظار إلينا بتغير تصرفاتي، حيث أني أشعر بأن الناس في شركتي يراقبون تصرفاتنا، ويحاولون أن يستنتجوا أي شيء.
أنا متضايقة جدا عليه لأني أحترمه فعلا، ومتضايقة جدا من نفسي لأني لا أقدر على تغيير تصرفي معه، علما بأني لا أعامله معاملة خاصة، وأعامله كأي زميل عادي في الشركة.
باقي أقل من شهر، وكل يوم تزيد تصرفاته التي أقف عاجزة أمامها، مثل أن يطلب لي طعاما من غير أن أطلب منه، ويحضره لي، ويطلب مني أن أكل معه -بوجود زملاء آخرين- أو أن يتصل ليطمئن علي، أو أن يرسل لي رسالة بأنه على ما يرام. وأشعر أنه يعتفد بأنه يحزر تقدما لأني لطيفة معه. أخشى عليه من الصدمة.
بعض صديقاتي أخبرنني أنه يجب أن أفهمه أني سأرتبط بعد أقل من شهر، على الرغم من أنه لم يعبر لي صريحا أنه يحبني أو أنه يريدني زوجة له، أو أي من هذا القبيل، وذلك حتى أقلل من صدمته، وحتى لا أكون "عم أستغله" بطريقة غير مباشرة، أو أظلمه، إلا أن أمي وصديقاتي الأخريات يعتقدن أنه طالما لم يعبر لي صريحا إذن من غير اللائق أن أفترض شيء وأتصرف معه حيث يمكن أن أكون مخطئة، وفي هذه الحالة سأكون في موقف محرج معه، كما لا يجوز أن أفتح هكذا موضوع معه، ويجب أن أستتر إلى أن يتم الأمر.
لم أكن أريد أخباره لسبب قد يبدو سخيفا، وغير عقلاني، ولكن كنت أريد إلا أجرحه، وهو الآن مريض لن يعرف نتجية تحليله -شافاه الله وعافاه- إلا قبل 3 أيام من سفري، وأعلم أنه يخشى كثيرا من النتجية، ولا يكون على ما يرام معظم الوقت، بالاضافة إلى أنه ينوي السفر في نفس الفترة التي سأسافر فيها ليرفه عن نفسه، كما كان مخططا قبل مرضه، وكنت لا أريد أن أخرب عليه إجازته بموضوع أني سأصبح لشخص آخر، ولكن بنفس الوقت أتمنى لو يمكنني أن أخبره لأرتاح أنا وهو، وليكف عن محاولة التقرب مني.
أحيانا أشعر بأنه بعد أن يعرف سيتهمني بأني كنت أستغله، وإني لم أكن صريحة بشكل كافي، أو قد يحتقرني... لا أعرف هل من المفترض الآن أن أعلن للناس في الشركة أنه ستتم خطبتي رسميا بعد أقل من شهر، أم علي التستر حتى يتم الموضوع بعون الله؟ وهل سيكون من الأفضل لزميلي أن يعرف الآن على الرغم من الظروف المحيطة -مرضه ونتيجته وسفره- أم من الأفضل أن يعرف بعد أن يعود من السفر وبعد نتيجته ليصدم بعدها؟ هل ستكون صدمته أقل قبل أم بعد؟ هل أخطأت عندما لم أخبره في أول مرة سألني فيها أن كنت سأخطب أم لا، بأن هناك مشروعا قد يتم؟
أعلم أن اهتمامي قد يبدو غريبا إلا أني أحترم زميلي هذا كثيرا لأنه لم يحاول إيذائي بأي شكل ولأنه محترم جدا. وربما يبدو الموضوع سخيفا إلا أنه يؤرقني ويقلق نومي، بالإضافة إلى أن الأكشن اليومي هذا يؤثر بطريقة غير مباشرة على مشاعري تجاه من سيصبح قريبا خطيبي برضاي إن شاء الله؛ لكون كل منا ببلد.
لا أعرف... أشعر أن الشيطان يتملكي، ولا أعرف كيفية الخلاص. أنا أصلي صلاة الاستخارة وأدعو كثيرا ولكني لا أعرف ما الذي علي فعله مع زميلي.
أرجو أن لا تهملوا رسالتي فموعد سفري قريب جدا حيرتي تزداد يوما بعد يوم. آسفة على الإطالة وشكرا جزيلا .
08/07/2025
رد المستشار
الحب الحقيقي، الوفاء، الضعف، القرار، كلمات ظلت تتقافز وتتخبط داخل نفسي حين قرأت سطورك، ووجدتني لازلت أرى أن تلك المعاني تحتاج لتوضيح وترسيخ وتفهيم للبشر، لا أدري إلى متى؟
فالحب الحقيقي يتنافى والعبث مع شخص يقدم لي مشاعر لا أبادله إياها، مبررة لنفسي أن هذا العبث بسبب مرضه وسفره وانكسار قلبه، فقد "تواطأت" بتزييف مذهل مع الجزء الضعيف في نفس الأنثى لديك -أن تكوني مرغوبة- وتغافلت عن إنذارات نفسك المحذرة إنذارا تلو الآخر لما يحدث من تطور في شكل ونوع العلاقة مع زميلك، مستبيحة لنفسك تلك المبررات الوهمية تارة، وإنصاتك للنصائح الخرقاء ممن حولك تارة أخرى.
والوفاء لحبيبك الغائب يتنافى مع انتظاره لك وانتظارك له منذ ثلاث سنوات مع رفض أهلك له، وتكرار محاولاته الجادة ليكون جديرا بك ويرضى به والداك.
والضعف "زلة" تلاصق كل البشر بلا استثناء، فلم ينفذ من فترات أو لحظات الضعف بشر ولن ينفذ، ولكنا نختلف فيما بيننا في نوع ودرجة هذا الضعف، والفائز لم يعد من لا يضعف، لأنه غير موجود، ولكن الفائز هو من "يفيق" ويُعلي من إرادته، ويقف على قدميه من جديد بعد كبوته، ومن ضعفنا نعرف حجم قوتنا، ونختبر قدر إخلاصنا، ونرى أنفسنا في مرآة ضخمة لا يمكن أن تخدعنا لأنها كاشفة.
بقي القرار، وهو ترجمة للصراع وحسم لهذا الوضع، وحين نقرر نحتاج أن نأخذ نفسا عميقا، ونرى الأمور على حقيقتها الواقعية، ونشحذ إرادتنا ونتمم على الأدوات المعينة له حتى لا يثنينا شيئا عنه بعد اتخاذه، وحتى تأخذي القرار سأترك لك عدة حقائق لتتفهميها وتعينك:
* حين نأخذ قرارا مصيريا لا يُجدي أن نفكر في الطرف الآخر -زميل العمل- ونعيش مشكلاته المترتبة على قرارنا لأنه سيتألم، وكلما تحركنا مبكرا كان ألمه أقل.
* أنت لم تتأثري على مستوى المشاعر بهذا الزميل، أنت فقط احترمته وأحببت تشبثه بك حتى وإن لم تدركي.
* بعد خطبتك إن شاء الله عليك أن تتواصلي جيدا -بالضوابط الشرعية- مع خطيبك لتتقاربا أكثر.
* من علامات الحب الحقيقي المسؤولية، والتمسك بالحبيب رغم تقصيره.
* أتمنى أن تستجمعي قوتك لتتحدثي مع زميلك مباشرة بما تستشعرينه وتخافين من حدوثه، فأفضل أن توضحي له أنك أخطأت في التفكير وأسأت في التصرف وأسرفت في الخجل ليس أكثر، ولا تستصعبي ما اقترحه، وتذكري أنه في المواقف الجادة الناضجة حين نبدو كجبناء أفضل كثيرا من أن نبدو أنذالا، وانتبهي لنفسك بعد ذلك.
اقرأ أيضًا:
- الحب من طرف واحد... لعنة الاختيار