السلام عليكم وجزاكم الله خيرا
أود أن أعرض عليكم مشكلة إحدى صديقاتي وهي كالتالي:
صديقتي موظفة تقدم لخطبتها شاب كان زميلا لها في سنتها الأولى في الجامعة ورغم تركه الجامعة واشتغاله بوظيفة جيدة حاليا فقد بقى الاتصال بينه وبين هذه الفتاة حتى أنه وقف بجانبها في كثير من الأزمات وساعدها ماديا ومعنويا بشكل لافت.
صديقتي موافقة على الارتباط به وراضية بمواصفاته لكن المشكلة تكمن في أسرتها للأسباب التالية:
أولا: لأن هذا الشاب لديه أخ من أبيه متورط في جريمة قتل هو وأصدقائه وقد حكم عليه بالسجن لمدة طويلة رغم أنه متمسك ببرائته.
ثانيا: والد هذا الشاب اشتغل لفترة طويلة في زراعة نوع من الأعشاب المخدرة المشهورة عندنا في البلد، ولكنه ترك ذلك الآن وسلم الأرض لأحد أبنائه ليقوم بزراعتها مع دفع حصة من مدخول الأرض للأب يعني مدخول أسرة الشاب الخاطب فيها مال حرام.
السؤال الآن كيف تتصرف صديقتي وهل تخبر أسرتها التي لن توافق أبدا على هذا الزواج إن علمت بالأمر؟ وكيف تتصرف مع أسرته... هل يجوز أن تدخل إلى بيتهم وتأكل من طعامهم هي وأهلها أم ماذا؟
صديقتي لا تريد أبدا أن تخسر هذا الخاطب وتقول إنها لا يمكن أن تقابل تضحيات الشاب لأجلها بعدم الزواج منه؛ ولذا تريد أن تخفي أمر أسرته عن والديها بدل من إقناعهما لأن إقناعهما مستحيل كما تقول (والداها صعبا المراس).
نرجو منكم إرشادنا إلى كيفية التصرف المناسبة، فأنا شخصيا أخشى رد فعل أسرتها تجاهها في حال معرفتهم بالأمر في وقت لاحق يعني بعد الزواج.
جزاكم الله الفردوس الأعلى...
09/7/2025
أود أن أعرض عليكم مشكلة إحدى صديقاتي وهي كالتالي:
صديقتي موظفة تقدم لخطبتها شاب كان زميلا لها في سنتها الأولى في الجامعة ورغم تركه الجامعة واشتغاله بوظيفة جيدة حاليا فقد بقى الاتصال بينه وبين هذه الفتاة حتى أنه وقف بجانبها في كثير من الأزمات وساعدها ماديا ومعنويا بشكل لافت.
صديقتي موافقة على الارتباط به وراضية بمواصفاته لكن المشكلة تكمن في أسرتها للأسباب التالية:
أولا: لأن هذا الشاب لديه أخ من أبيه متورط في جريمة قتل هو وأصدقائه وقد حكم عليه بالسجن لمدة طويلة رغم أنه متمسك ببرائته.
ثانيا: والد هذا الشاب اشتغل لفترة طويلة في زراعة نوع من الأعشاب المخدرة المشهورة عندنا في البلد، ولكنه ترك ذلك الآن وسلم الأرض لأحد أبنائه ليقوم بزراعتها مع دفع حصة من مدخول الأرض للأب يعني مدخول أسرة الشاب الخاطب فيها مال حرام.
السؤال الآن كيف تتصرف صديقتي وهل تخبر أسرتها التي لن توافق أبدا على هذا الزواج إن علمت بالأمر؟ وكيف تتصرف مع أسرته... هل يجوز أن تدخل إلى بيتهم وتأكل من طعامهم هي وأهلها أم ماذا؟
صديقتي لا تريد أبدا أن تخسر هذا الخاطب وتقول إنها لا يمكن أن تقابل تضحيات الشاب لأجلها بعدم الزواج منه؛ ولذا تريد أن تخفي أمر أسرته عن والديها بدل من إقناعهما لأن إقناعهما مستحيل كما تقول (والداها صعبا المراس).
نرجو منكم إرشادنا إلى كيفية التصرف المناسبة، فأنا شخصيا أخشى رد فعل أسرتها تجاهها في حال معرفتهم بالأمر في وقت لاحق يعني بعد الزواج.
جزاكم الله الفردوس الأعلى...
09/7/2025
رد المستشار
قرأت رسالتك عدة مرات... وحاولت أن أبحث فيها عن ثغرة واحدة تجعل هذا الزواج ممكنا فلم أجد!!
وكلما تقدمت في قراءة المشكلة سطرا تلو الآخر ازداد يقيني أن هذا المشروع فاشل.
فليست المشكلة أن الشاب غير جامعي، فهذا قد لا يكون له قيمة كبيرة عندما تكون هناك جوانب قوة وتكافؤ فكري واجتماعي تعدل الكفة.
ولكن المشكلة أن أحد إخوته قاتل، والآخر يتاجر في المخدرات نيابة عن أبيه، والأب نفسه تاجر مخدرات سابق، وطعامهم ينبت من حرام، والأخطر من هذا كله أن الأهل لن يوافقوا على الزواج من الأصل، وهكذا اكتملت دائرة الاستحالة: زوج غير مناسب، وأهل غير موافقين.
وبالتالي فإن الفتاة لكي تتزوج من هذا الشاب عليها أن تقوم بهذا دون علم أهلها أو "تكذب" و"تدلس" وتخفي معلومات خطيرة لا يجوز إخفاؤها لا شرعا ولا منطقا ولا عرفا، حتى أنك أنت نفسك تؤكدين أنهم سيعرفون يوما ما، وعندئذ تصبح الأزمة في قمة التعقيد.
وإذا أردنا أن نسأل أنفسنا سؤالا على الجانب الآخر: ما الذي يجبرها على هذه الزيجة؟ هل السبب هو الحب؟ إن الحب سيموت بعد شهور قليلة -أو على الأكثر سنوات- في ظل زواج فشله محتم، كما أننا -نحن بني الإنسان- لا نلهث أبدا وراء مشاعرنا وحدها حتى لا نلقي بأيدينا في الهلاك، وإنما يأتي العقل ليقول الكلمة الأخيرة التي يتحتم علينا الالتزام بها مهما سبب لنا هذا من آلام وجراح؛ لأن الآلام المؤقتة أفضل من الآلام الدائمة، والجراح التي يمكن علاجها أهون من الجراح التي تقتلنا مع مرور الزمن.
هل السبب في اندفاعها وراء هذه الزيجة هو رد الجميل؟ هناك عشرات الطرق لرد الجميل، هل كل امرأة أسدى إليها شاب معروفا تتزوجه؟!
وحتى إن كان الشاب يحبها ويرفض أي شكل من أشكال رد الجميل إلا الزواج، فهل منطقي أنه مقابل بعض الخدمات "يأخذ حياتها" ويضيع مستقبلها وعلاقتها بأهلها ودينها وعقلها، أعتقد أن رد الجميل هنا ليس عادلا أو إنسانيا، وإنما هو جريمة أنانية باسم الحب والعطاء والوفاء.
وهذا الشاب سيجد فتاة أخرى تناسبه، ذات ظروف مشابهة، ويقبل أهلها الزواج منه.
إذا كان لديك شيء تساعدين به صديقتك، فهو أن تمنعيها عن هذه الزيجة، وأن تساعديها على تجاوز أزمتها في الفترة المقبلة حتى تستعيد حياتها وعقلها ومستقبلها مرة أخرى.
اقرأ أيضًا:
- الزواج مع رفض الأهل... الاختلاف مذهبي
رفض الأهل لا يبرر الزواج سرا
رفض الأهل وزلزلة قرار الاختيار