السلام عليكم
كيف حالكم؟ أتمنى أن تكوني بخير. أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٣ عامًا، تخرجت منذ حوالي السنة، والآن يُسيطر عليّ بشدة. اكتئاب ما بعد التخرج.... أنتِ المسؤولة عن نفسكِ وتتخذين قراراتكِ بنفسكِ. أشعر بالاختناق. أخرج دون استئذان. نعم، عندما أذهب، أخبرهم أنني فعلتُ كذا وذهبتُ وعدتُ هكذا، لكنني لا أطلب الإذن حينها. الآن، كل هذا تغير. والدي صارم بعض الشيء. عليّ طلب الإذن قبل يومين من أي نزهة. لا يأتي فجأة. عليّ أن أعرف مسبقًا. بخلاف ذلك، يرفض السماح لي بالعمل في أي وظيفة.
أنا خريجة خدمة اجتماعية. بالطبع، كوني خريجة حديثة، ليس لديّ أي خبرة مهنية. لا تقبلني أي وظيفة حكومية. يريد وظيفة حكومية قريبة من المنزل. لا توجد وظائف تقريبًا في البلد الذي أعيش فيه. أو أعمل على أي شيء عبر الإنترنت. أشعر أن هناك المزيد من العمل في المنزل كل يوم، وهذا.... خانق.
أصبحتُ حساسةً جدًا تجاه طلبات المال. أُجهّز نفسي مُسبقًا." أطلب الكثير من المال مع أنهم، والله، لا يتأخرون في أي نفقات، لكن شعور الإحراج يزداد كثيرًا عند الطلب. كل ما يدور في ذهني هو أنني كبرت، ومن المفترض أن أُعيل نفسي بشهادة أريد العمل بها في مجال أحبه. إنه مكلف للغاية. كنتُ أنوي ألا أطلب منهم أي مال، وأن أدفعه كاملًا عندما أجد وظيفة مناسبة، حتى لو كانت عبر الإنترنت.
ادعو لي أن أجد وظيفة تُناسبني وأن يُريح الله قلبي.
آسفة إن نُشرت هذا الاستشارة مرتين، لأنني أرسلتها من قبل ولم تُنشر.
14/8/2025
رد المستشار
"صديقتي"
لم أسمع من قبل عن هذا الشيء الذي تذكرينه على أنه مرض معتاد ومتوقع ألا وهو 'اكتئاب ما بعد التخرج'
هذا النوع من الاكتئاب، إن صح التعبير، هو بسبب أن الخريج لم يفعل أي شيء إيجابي نحو العمل لكسب الرزق ولم يفكر فيما يريد ولم يفكر في كيفية تحقيقه والقيام بخطوات صغيرة مستمرة نحو تحقيقه.
تتحدثين وكأنك استسلمت لفكرة أنك شخص مفعول به في حين أنك تصرين على التمرد... أنك تحولين غضبك نحو نفسك إلى غضب نحو أهلك ووالدك بالذات.... غضبك من نفسك هو بسبب لعب دور الضحية المفعول بها بدلا من أن تفعلي شيئا بناءً نحو ما تريدين... هذا أسلوب لا يليق بسنك وهو مناسب أكثر لطفلة مراهقة.
أيا كان المجال الذي تحبينه فليس هناك ما يمنع أن تتعلميه بدون مبالغ باهظة... يمكنك الحصول على المعلومات الموجودة في دراسات مختلفة من خلال الإنترنت مجانا... ربما لا يمكنك الحصول على شهادة جامعية أخرى لقلة المال ولكن يمكنك أن تعلمي نفسك بنفسك كفاعل وليس مفعول به يتلقى المعلومة ثم يتلقى الشهادة ثم يتلقى الوظيفة.
إن كنت حساسة نحو طلب المال فافعلي شيئا لكي تكسبي المال بدلا من الشكوى والتذمر.
لا أفهم أهمية الحرية التي تقتضي عدم الاستئذان وعدم التخطيط وعدم التأني وأن تكون القرارات والأفعال من وحي اللحظة واندفاعية... أهلك يطلبون منك الاستئذان قبل يومين من الخروج أو الرحلة التي تريدينها غالبا بسبب هذه الرغبة الغاضبة في فرض الحرية بطريقة من الواضح أنها لا تراعي طريقة فهمهم... لماذا لا تغيرين مفهومك عن هذا الاستئذان وتعتبرين أنه مشاركة للمعلومات مع أهلك... إذا أحببت أو على الأقل استظرفت أحدا فمن البديهي أنك سوف تقولين لهم ما سوف تفعلين قبل أن تفعليه... إنها مسألة فهم وتقدير مشاعر الآخر والحصول على ما تريدين عن طريق الذكاء العاطفي والتفاهم الإنساني العميق...
حاولي أن تفهمي نفسك وتفهمي أهلك... كلا الطرفين مخطئ ولكنك لديك معلومات أو طريقة للحصول على المعلومات تفوق قدرتهم... أنت من لديها المقدرة على اكتشاف كيفية الحصول على التعاون من أهلك باستخدام ما يفهمون هم وليس ما تفهمين أنت أو ليس بطريقة تفكيرك أنت وحدك.
اندمجي في عمل المنزل وحببيه إلى نفسك وسوف تقل طلباتهم في هذا.
ليس هناك ما يمنع من أن تعملي على الإنترنت أو أن تفكري في خلق فرصة عمل خاصة من تصميمك واختراعك... يمكنك أن تدمجي الخدمة الاجتماعية واهتماماتك وهواياتك في شكل منتج معلوماتي تبيعينه على الإنترنت... يمكنك في نفس الوقت التقديم على وظائف حكومية.
حددي ما تريدين من نفسك ولنفسك ولحياتك واحصلي عليه بنفسك عن طريق استخدام ما يمكنك أنت فعله أو التحكم فيه.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب