السلام عليكم
أنا شاب 23 سنة في آخر سنة في كليتي، لا أعرف من أين أبدأ. كانت هناك فتاة نشأنا معًا تقريبًا كأخ وأخت. كانت هناك أوقات لم نكن فيها مقربين إلى هذه الدرجة، ولكن منذ حوالي ٥ أو ٦ سنوات تقريبًا، أصبحنا مقربين جدًا، وكنت دائمًا أحاول أن أكون بجانبها قدر الإمكان في السراء والضراء. استمر هذا لمدة ٣ سنوات تقريبًا، ثم قبل عامين ابتعدنا نوعًا ما.
لطالما شعرتُ بأنني أحبها هنا وأنها تبادلني نفس الشعور. لم أكن أريد أن أخبرها بمشاعري لأنني لم أكن متأكدًا تمامًا، بالإضافة إلى أن عائلتنا قريبة جدًا، لم أكن أريد أن أفسد الأمر أو أي شيء من هذا القبيل. ساءت الأمور تمامًا قبل بضعة أشهر عندما سمعت بخطوبتها. سقط الخبر عليّ كالصاعقة. وبمجرد أن رأيت صور الخطوبة، شعرتُ أنني سأتقيأ. لم أستطع النوم لأيام متواصلة، ولم أستطع حتى الدراسة لامتحاناتي، وكدتُ أفشل.
ثم فعلتُ شيئًا كنت أعرف أنه خطأ. وما زلت أعتقد أنه كذلك ويتعارض مع كل ذرة في كياني. اعترفت. لم تقل شيئًا، بل التزمت الصمت، وحذفت الرسائل واعتذرت وطلبت منها أن تنسى أنني قلت أي شيء وسنظل أصدقاء. كرهت نفسي لقيامي بذلك، وما زلت ألوم نفسي على أي شيء قلته. انفصلت مؤخرًا وتحدثنا، وعرفت بالصدفة أنها كانت تحب ذلك الرجل لمدة عامين، وقالت لي إنها لا تراني أكثر من أخ.
لقد حطمني هذا الاعتراف شعرت وكأنني أعيش في عالم خاص بي، أتخيل أشياء غير موجودة حتى، وأفسر كل شيء بطريقة خاطئة. تحاول إقناعي بأنني لم أفعل شيئًا خاطئًا بإخبارها، لكنني لا أستطيع قبول أنني لست مخطئًا هنا. أنا ممزق بين محاولة كسبها والتخلي عن كل شيء ومحاولة المضي قدمًا من هنا، على الرغم من أنني أعلم أنني لا أستطيع حتى تجنب رؤيتها.
قد تكون هناك تفاصيل غائبة، لكن هذا يلخص الأمر.
أطمح لاقتراحاتكم ومشورتكم
11/8/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عافاك الله من التحطم والتمزق وغيرها من أشكال الألم النفسي الناتجة عن الإحباط. يجب أن تنظر لما تعرضت له على أنه موقف إحباطي طبيعي في الحياة، بعضها قد يكون أشد من غيره ولكن ينبغي أن تكون لديك صحة نفسية تساعدك على تحمل الإحباطات والتعامل معها دون أن تصل بك إلى درجة التحطم والتمزق.
طبيعي أن تشعر بالضيق والانزعاج عندما ترى أن من تضعها فتاة أحلامك وتسقط عليها مشاعرك لا تضعك في نفس المكانة. علاقتكم هي علاقة اجتماعية بحكم صداقة الأسرتين ومع الوقت تنشأ الألفة والتي تختلف عن التعلق والقبول العاطفي، في حالتك اختلط عليك الأمر ما بين الألفة والحب فلو كانت مشاعرك واضحة بالنسبة إليك لاتخذت خطوات في السير نحوها أو التعبير عن اهتمامك ولو حتى بمناقشة الموضوع مع أهلك أو والدتك إن كان وضعك لا يسمح لك بالارتباط رسميا كونك ما زلت طالبا ولم تذكر شيئا عن قدرة أهلك على دعم زواجك وأنت طالب.
أن تميل إلى فتاة ولا تبادلك المشاعر أمر عادي ومتوقع ولا يجب أن يترك داخلك كل هذا الكم من الألم، وإن كانت النتيجة أن لا مجال للارتباط فما حدث من تفاصيل لا يهم ولا تجعله يشغلك.
من الجيد أن أتيحت لك الفرصة لمعرفة طبيعة مشاعرها نحوك، ستحتاج بعض الوقت لتعيد تصنيفها ضمن المعارف اجتماعيا وسيساعدك في هذا أن تقلل من الأحاديث الخاصة بينكما المباشرة وغير المباشرة، وإن اضطررت لحضور جمع عائلي يشملها يمكنك الانشغال بمن حولك من الرجال.
تحتاج لأن تعيد توجيه تفكيرك ومشاعرك بأن هذا مجرد إحباط ينبغي عليك تعلم التعامل معه وتجاوزه، فالقدرة على تحمل الإحباطات جزء أساسي من تحقيق الصحة والسواء النفسي، نشعر بالضيق والانزعاج وحتى الألم دون أن ننكسر أو نتحطم. تستطيع تقوية قدراتك النفسية بتنمية هواية جديدة والقراءة والنشاطات الرياضية وإن كانت لعبة كرة شراب في الشارع، لا تكثر من التفكير في الموضوع وتجنب الجلوس وحدك.
تذكر أمر المؤمن دائما خير وقدر الله وما شاء فعل والخيرة فيما اختاره الله لك.
واقرأ أيضا:
مخطوبة وتكبرني بسبع وأريدها!
تركتها بإرادتي خطبها آخر.. كيف أستعيدها؟
كيفية الثقة بالنفس؟ وعدم التردد!