السلام عليكم
أريد التحدث عن أمرٍ يؤرقني كثيرًا. تعرفتُ على فتاةٍ عن طريق أصدقائنا وما شابه. على أي حال، تحدثتُ معها، ومنذ البداية كان الهدف هو اتخاذ خطوة رسمية. والحمد لله، تحدثنا لفترةٍ ثم تمت خطوبتنا. بصراحة، منذ أول لقاءٍ لنا، لم أرَ منها إلا الخير من حنانٍ ولطفٍ وحبٍّ واهتمامٍ دون أن أضطر لفعل أي شيء.
أحببتها كثيرًا. وهي تُعتبر أيضًا حب حياتي الأول. وجدتُ فيها كل ما أريد. للأسف، أنا شخصٌ نشأتُ في بيئةٍ قاسيةٍ بعض الشيء، لكنها جيدةٌ بعض الشيء. أنا حساسٌ جدًا، قلقٌ، ومتشككٌ بعض الشيء. عقلي يدفعني دائمًا للبحث عن حسابها، وأنا نادمٌ جدًا على فعل ذلك لأنها لم تفعل بي هذا من قبل. تقول لي: "أثق بك". على أي حال، في آخر مرة فعلتُ فيها هذا، وجدتُها كما كانت عندما كانت في التاسعة عشرة. على سبيل المثال، قبل عام، أو ثلاثة أعوام، أخبرها أحدهم أنها تتحدث مع شخص سيتقدم لخطبتها، لكنه لم يتقدم، فنأت بنفسها عنه وقالت لي إنه مجرد حديث عابر، لا أكثر، ومرة أو مرتين في منزل ابنة عمها.
أنا منزعج جدًا من هذه المشكلة، لدرجة أنني طلبت منها أن نترك بعضنا، لكن عقلي لا يريد تقبّل الأمر إطلاقًا، وأخذتُ بنصيحة العديد من أصدقائي الذين أخبروني أن هذا أمر طبيعي ويحدث، لا تبالغ ولا تركز على الموضوع، لكنني لا أستطيع السيطرة عليه. يظل عقلي يُثير هذه المشكلة طوال اليوم، لدرجة أنني لا أستطيع العمل أو النوم.
ذهبتُ إلى طبيب وأخبرني أنني أعاني من اضطراب الوسواس القهري، وأعطاني أدوية، لكنني لم أتناول أي شيء. أسافر لمسافات بعيدة هذه الأيام، لذلك لا نلتقي، نتحدث فقط، وطالما... بينما نتحدث، أفكر في الأمر وأشعر بالانزعاج. لا أريد تركها، وفي الوقت نفسه، لا أعرف كيف أسيطر على عقلي.
يراودني دائمًا شعور بأن شيئًا ما قد حدث بينهما. لا أعرف بالتأكيد كيف يمكن ذلك، وأنا مصدوم. أنا ضعيف،
لقد مررت بمواقف صعبة كثيرة، لكنني لا أعرف لماذا لا أستطيع تجاوز هذا.
28/8/2025
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "أدهم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
هذا النوع من الشك الوسواسي الذي يتناول حادثة تافهة في تاريخ الخطيبة شائع الحدوث في بداية الخطبة وأحيانا بعد الزواج، وفيه يندفع الخاطب إلى عدة أشكال من القهور مثل السؤال وتكرار السؤال للخطيبة عما حدث وعما يمكن أن يكون قد حدث وربما يطلب منها الحلف مرارا وتكرارا وهكذا....، ومثل البحث والسؤال والاستشارة لأطراف خارجية، وكذا مراجعة المحادثات على مرسال الفيسبوك وربما مراجعة جدار الفيسبوك على مدى سنوات وما كتب فيه... إلخ. ومن الناحية السريرية كثيرا ما يتحرك المريض على متصل بين الفكرة الوسواسية والفكرة الوهامية، أي أنه أحيانا يستنكر الفكرة فتكون وسواسا وأحيانا أخرى يصدقها أو يكاد فتكون بمثابة الوهام.
ربما يسمي البعض حالتك وسواس قهري العلاقة Relationship OCD، وبعضهم سيراها أقرب لاضطراب الغيرة الوهامي، وأنا شخصيا لا أستطيع تأكيد كونها وسواس قهري فقط أم غير ذلك من خلال ما وصلني من معلومات، وبالتالي فإن عليك أن تستعمل العقاقير التي وصفها لك طبيبك النفساني وأن تسأله عن العلاج السلوكي المعرفي، وفي كل الأحوال من المهم أن تكف عن الانسياق وراء السيناريوهات التي تعيش معها في تخيل ما حدث وما يمكن أن يكون قد حدث، وعن فتح الموضوع -مع خطيبتك خاصة أو مع الآخرين بشكل عام- مرة أخرى.
اقرأ على مجانين:
أشك في خطيبتي: وسواس أم وهام؟
الشك في خطيبتي
وسواس الشك في خطيبتي
الغيرة ووهام الغيرة
جرائم باسم الزوجية: وهام الغيرة!
أخيرا تناول العقاقير التي وصفها طبيبك وراجعه في موعده، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.