مساء الخير
عمري 29 عامًا. كنت مخطوبة لأربع سنوات، وفسختُ الخطوبة قبيل الزفاف لأسباب عديدة. مشكلتي ليست مجرد خروجي من علاقة طويلة، بل أشعر بالوحدة، وحياتي فارغة تمامًا.
تزوجت صديقاتي القلائل وأنجبن أطفالًا، ولم يعد لديّ وقت للقاء. حتى المكالمات الهاتفية أصبحت صعبة.
يشغل العمل معظم وقتي، وألتحق بالعديد من الدورات لأملأ ما تبقى من وقتي، لكنني أشعر وكأنني عالقة.
لا يوجد أي نوع من التفاعل الإنساني. أريد مقابلة أشخاص جدد، لكنني لا أعرف كيف. أريد العثور على مجتمعات مثل مجتمعي، لكن هذا بعيد المنال.
فكرة أنني أكبر سنًا، وأن جميع من يدرسون دوراتي أصغر مني بكثير. في عملي، أنا أيضًا أكبر سنًا من معظم من حولي، مما يجعل حياتي صعبة بعض الشيء. بالطبع، أريد العثور على شريك حياة، لكن مجتمعي لا يوجد فيه أي شخص مناسب.
إنني أرسل رسالة هنا، لأعرف رأي المختصين ولعلّ شخصًا مرّ بتجربة مماثلة يُساعدني أو ينصحني
كيف الخروج من هذا التعقيد؟ وكيف أكون أكثر سعادةً في حياتي.
28/8/2025
رد المستشار
الابنة العزيزة
أهلا وسهلا بك ونرجو أن نكون عند حسن ظنك
عندما يمر الشخص بخبرات مؤلمة في حياته كما حدث معك يمر بمرحلة من التخبط وعدم الاتزان وخاصة في مجتمع يدين المرأة ويتهمها أنها سبب فيما لا اختيار لها فيه.
الشعور بالوحدة والفراغ قد يكون من أعراض الاكتئاب وخاصة إذا صاحبه مزاج عكر أو عصبية أو فقدان استمتاع بالأنشطة المعتادة وهو ما أرجو منك على الأقل التأكد من عدم وجوده لأن وجود الاكتئاب يعني أننا نحتاج إلى مناظرة طب نفسية وتقييم شامل وربما خطة علاجية بعد ذلك.
الانشغال بالعمل وبالدورات قد يكون طريقة نفسية للتكيف مع الوحدة أو الكآبة وآجلا أم عاجلا سيفقد قوته ولن يجدى نفعا بعد ذلك.
(أريد مقابلة أشخاص جدد، لكنني لا أعرف كيف) هذه بداية جيدة فأنت في حاجة إلى ذلك وبالتالي لو تفتقدين المهارات الاجتماعية فعليك تعلمها ولو المشكلة في مصادر وجود الأشخاص فهم حولك في كل مكان زملاء العمل وزملاء التدريب والجيران وصحبة المسجد أو الكنيسة وغيرها من المصادر.
(فكرة أنني أكبر سنًا، وأن جميع من يدرسون دوراتي أصغر مني بكثير) هذه فكرة أخرى سلبية وبها تعميم فكلنا معنا أكبر سناً وأصغر عمراً حولنا في كل مكان وعلاقة الزمالة لا علاقة لها بالعمر فهي علاقة يغلفها الاحترام وغايتها تبادل المعارف والونس دون أي أغراض خفية.
(أريد العثور على شريك حياة) الزواج رزق كالعلم والمال وعلينا طرق كل الطرق المتاحة للوصول له دون أي خجل أو استغلال فكل شخص سيجد غايته سواء في مجتمعه أو خارجه فحاولي الخروج من الدائرة الصغيرة الى المجتمع الأكبر لا تخجلي من حضور مناسبات اجتماعية أو شخصية ولا تتطفلي على الآخرين ولا تظهري خجلك من تأخر ارتباطك بل تعاملي مع الأمر بعقلانية وبرضا وأنه رزق سيأتي في موعده المناسب كما أراده الله.
اخرجي من شرنقة الانشغال بالعمل إلى براح الاهتمام بالهوايات والرياضة والاستمتاع الحلال والقراءة خارج التخصص بهدف النضج وتعلمي إدارة العلاقات وإدارة الضغوط والخلافات.
قد يساعدك أيضا وضع أهداف شخصية قصيرة الأمد سواء شخصية أو علمية أو روحانية ويمكنك طلب مساعدة مهنية متخصصة في حالة عدم قدرتك على تنفيذ بعض الإرشادات.
وفقك الله وتابعينا
واقرئي أيضًا:
دائرتي منفتحة لكني وحيدة... متى أرتبط؟
أبتسم وقلبي يحترق.. وحيدة رغم الزحام!
سياحية وجيدة الإنكليزية لكن وحيدة!
نادي لدعم المرأة الوحيدة على مجانين؟
وحيدة وخائفة من المستقبل
الرد على وحيدة إن شاء الله سعيدة
وحيدةً أغزل عقدي فهل أنا محقة؟