السلام عليكم ورحمة الله،
أنا سيدة متزوجة منذ ثلاثين عامًا، زوجي رجل متسلط وقاسٍ، وقد عانيت طوال هذه السنين من الضرب والإهانة والخيانة التي كان يتهمونني بفعلها دون أدنى مراعاة لشعوري، وقد صبرت هذه السنين من أجل أولادي، ولأنني يتيمة، ولم أجد مَن يساندني...
مشكلتي الآن أنني لم أعُد أطيق أن يلمسني زوجي؛ فأنا موافقة أن نعيش كالإخوة، وأن يتزوج علي إن أراد ذلك، ولكنه لا يتفهم ذلك، وعند التلميح بهذا الموضوع يتهمني بأنني على علاقة مع غيره!
وأنا لا أستطيع طلب الطلاق؛ لأني لا أجد مكانا آوي إليه، كما أنه سيحرمني من الأولاد... فماذا أفعل؟
كما أنني في حيرة من أمري؛ فهل أنا أحب زوجي أم لا؟
31/8/2025
رد المستشار
الأخت السائلة، بداية أنصح بالتواصل مع دار الإفتاء لمعرفة الحكم الشرعي لما تطلبينه من زوجك؛ فإذا كان ممكنًا وحلالا فإنك تُصرين عليه، وتنقلينه بأدلته إلى زوجك، مع الأخذ في الاعتبار أن ما يناسبك قد لا يناسب زوجك، وقد تحتاجين إلى توسط أطراف أخرى ممن لهم تأثير إيجابي على زوجك؛ وذلك للحدِّ مما تقولين عنه من قسوة وتسلط... إلخ.
لا بد أن تكون لديك شبكة تدعمك من الأصدقاء والجيران والمعارف، وهذه الشبكة الاجتماعية المحيطة بالأسرة هي من أركان تطبيق شرع الله وهديه في مجال العلاقات الاجتماعية.
يا أختي، لا يوجد شيء اسمه تطبيق للإسلام وأوامره في شؤون الأسرة مع الغياب الكامل لهذه الشبكة؛ فتقف المرأة وحيدة عارية من كل دعم أمام جبروت رجل، وندعها متروكة لأهوائه؛ إن شاء يعدل أو يستبد.
لا توجد سلطات مطلقة في الإسلام، ولكن هناك صلاحيات محددة مستمدة من أحكام محددة، ومرتبطة بمسؤوليات محددة، وهناك نوع من الدعم والرقابة تمارسها هذه الشبكة أو الجماعة الاجتماعية، وبدونها لا يمكن لشرع الله أن يكون عمليًا ومتيسرًا؛ لأنه يتحول إلى صلاحيات بدون مسؤوليات أو رقابة، وهذه لعمري لعنة من لعنات حياتنا، وأشد وأنكى ما فيها أنها تتم باسم الدين، والدين منها براء.
يا أختي، الْتمسي هذا الدعم فهو حقك الشرعي والاجتماعي، وستجدين –بإذن الله- حولك من يوقف زوجك عند حده؛ فالظلم الأسري في الإسلام ليس شأنًا خاصًا يستقل الزوج بتقديره، بل هو شأن اجتماعي يتدخل فيه المحيطون بالأسرة بالتي هي أحسن، إذا دعتهم الزوجة لذلك، وبالقدر الذي يرد للأسرة سلامها الداخلي.
أما مسألة المعاشرة مع زوجك فهي منضبطة بأمرين: حكم الشرع، والتراضي بينكما؛ فلا تترددي في طلب الحلال، وتشاوري بحثًا عن الأنسب، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
أحبه وأخافه، زوجي يضربني أمام أبنائي!
أنا وزوجتي: الضغط الضغط حتى الضرب!
ضرب الزوجات في الجاليات!
زوجي يضربني... جربي الحكم الطلياني!!
زوجي لا يتعامل معي إلا بالضرب والإهانة!!
صراخ وسب وضرب.. الحياة في بيت مفخخ
صباح مساء.. أساعده ويضربني! نبض مغتربة