السلام عليكم
سمعنا جميعًا تلك المقولة الشهيرة: "اجتهد في دراستك لتعيش حياة أفضل في المستقبل"، وصدقناها. لقد حرمتُ من طفولتي بسبب التركيز على الدراسة، والحصول على درجات عالية، وإلا فكانت العقوبات، والشتائم، والإساءات النفسية، والجسدية.
لكن هذا ليس ما أريد قوله. أصبحتُ مهندسًا كما هو متوقع "للحصول على مستقبل أفضل". بدأتُ العمل في مصر، لكن الراتب لم يكن جيدًا، ولم أستطع توفير حياة كريمة. فقلتُ في نفسي: ربما المشكلة في مصر، خاصةً أنني رأيتُ أن رواتب تخصصات أخرى أعلى.
سافرتُ إلى أوروبا، وحصلتُ على درجة الماجستير، والحمد لله حصلتُ على وظيفة. اكتشفتُ أن مهنة الهندسة في الغرب ليست بالمهنة الرائعة كما يُقال، وأن رواتب الأطباء وخبراء التسويق والمالية والمحامين أعلى، ويحظون باحترام أكبر.
نسأل الله لهم التوفيق، لكن في المقابل، حتى هنا لا أحصل على راتب جيد، ليس لقلة مهاراتي، فأنا لديّ العديد من الشهادات، لكن هذا هو متوسط رواتب المهندسين. وبعد كل هذا الاستثمار في نفسي في مجال الهندسة، ومع تقدمي في السن، لن يكون من السهل تغيير مساري المهني، خاصةً أن لا أحد سيُوظفني بدون خبرة في مجال جديد.
ألوم نفسي، فالناس يرونني "مهندسًا حاصلًا على ماجستير ويعمل في أوروبا"، بينما أنا أشعر بالفشل والإحباط.
لا أعلم ماذا أتوقع منكم، لكنني أشعر بالضياع الشديد، وأحتاج إلى شعور بأن الأمور ستتحسن قريبًا
19/9/2025
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الشعور بالضياع والإحباط في هذه المرحلة طبيعي، خاصة بعد كل الجهود والاستثمارات التي بذلتها٬ ولكن النجاح لا يُقاس فقط بالراتب أو المكانة، وإنما بقيمتك الشخصية، وإصرارك، وقدرتك على التكيف والتطوير. ما تقوله صحيح بالنسبة لمهنة الهندسة، ولكن سترى الامر نفسه في مهنة المحاماة والطب والاقتصاد.
قد يكون من المفيد النظر في مجالات أخرى داخل أو خارج الهندسة تُعطيك رضا أكبر أو دخلًا أعلى. استكشاف مجالات جديدة أو تحديث مهاراتك يمكن أن يفتح أمامك فرصًا غير متوقعة.
ما هو واضح ان لديك ميزة تنافسية. فكر في العمل في مجالات استشارية، التدريب، أو التخصصات التي تعزز من مهاراتك بشكل أكبر.
لا تتردد في وضع خطط قصيرة وطويلة الأمد، مع مراعاة قدراتك الحالية وطموحاتك.
قد تحتاج إلى تدريب إضافي أو تطوير لذاتك في مجالات محددة. التحول المهني أو المالي لن يحدث بين ليلة وضحاها. الصبر والمثابرة من أهم عوامل النجاح.
الأمور تتغير، وإذا استمريت في السعي، ستجد بأذن الله طريقك إلى حياة أكثر رضا واستقرارًا.
وفقك الله.