مساء الخير
مررتُ بأوقات عصيبة طوال حياتي، لكنني لم أخبر أحدًا قط. احتفظتُ بالأمر لنفسي وواصلتُ حياتي بشكل طبيعي. عانيتُ من التنمر لست سنوات متتالية، وكانت هناك أوقات لم يكن لديّ فيها أصدقاء على الإطلاق. في صغري، وحتى المرحلة الإعدادية، كنتُ دائمًا موضع سخرية في التجمعات العائلية وعندما كنتُ أخرج مع أصدقائي.
لم يربّني أب، ولم أشتكِ لأحدٍ من أيٍّ من هذه الأمور. كانت عائلتي تحبني كعادتها، لكن للأسف لم يحدث شيءٌ بخصوص هذه المسألة، واستمر التنمر. حدث أن تحرش بيّ أحدهم في صغري، وكتمتُ الأمر لنفسي حتى الآن، ولم يعلم أحدٌ بذلك. قضيتُ وقتًا طويلًا بدون أصدقاء. ركزتُ على دراستي، والحمد لله أحقق نتائج جيدة هناك، والتحقتُ بالجامعة التي أردتها.
لديّ الآن أصدقاء جيدون، والحمد لله، وأخرج معهم وأحبهم. تحسنت حياتي، والحمد لله، ظاهريًا، لكنني... لم أعد أستطيع التفكير بشكل طبيعي. أشعر أنني لا أستطيع العيش هكذا، ولا أشعر أنني أحب نفسي. تفكيري يُدمرني. أتذكر كل ما حدث وحدث في الماضي. عندما أفكر، أشعر أنني لم أحب أي فترة من حياتي. حتى لو كانت جيدة، يُفسدها عقلي. لم أعد أستطيع البقاء إيجابيا. أشعر بالقلق دائمًا ولا أستطيع النوم جيدًا.
بدأتُ مؤخرًا في تقليل الأشياء التي اعتدتُ فعلها. كل ما أردته هو أن يحتويني أحدهم كلما شعرتُ بالضيق، لكن للأسف، لم أُظهر انزعاجي وبدأتُ بتجاهل كل شيء.
لم أشتكي لأحد من أي شيء. لكنني أشعر حقًا أنني مُدمر ولا أستطيع العيش بشكل طبيعي.
لا أشعر بوجود هدف لأي شيء أفعله الآن. لا أعرف لماذا أفعل أي شيء.
27/9/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الحقيقة أنك كنت قويًا جدًا في مواجهة كل هذه التحديات الصعبة في حياتك. ما مررت به ليس سهلاً على الإطلاق، ومن الشجاعة أن تعبر عن مشاعرك وتجاربك، حتى لو كان ذلك عن طريق مراسلة الموقع.
رغم أن القاعدة العامة هي التواصل مع متخصص يمكنه مساعدتك في التعافي من هذه التجارب الصعبة وبالذات معالج نفساني، ولكن إلى جانب ذلك يجب البحث عن دعم اجتماعي.
تحدث مع الأصدقاء الذين تثق بهم أو أفراد العائلة الذين يمكن أن يستمعوا لك ويدعموك.
الخطوة الثانية هي ما نسميه ممارسة العناية الذاتية مثل ممارسة الرياضة، التأمل، أو أي نشاط يساعدك على الاسترخاء.
هذه الأيام النصيحة كتابة مشاعرك حيث أن الكتابة وسيلة فعالة للتعبير عن مشاعرك وفهمها بشكل أفضل.
التجربة التي مررت بها لا تحدد قيمتك أو مستقبلك. ستتحسن والخطوة الأولى هي البحث عن الدعم المناسب.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
صغيرا تعرض للتنمر لكنه الآن شخص ناجح!
تحرش وتنمر وعنف زمان، لكن نحن الآن!
علاج التنمر: من الاستعمار إلى الاستقلال!
الماضي ما أقسى الماضي: أول التعافي التغاضي!
بؤس الماضي: عانيت فأحسنت فليت التغاضي!
ولو ومهما كان الماضي: الغد المشرق ممكن!
الذات بين أصداء الماضي وحقائق الحياة