السلام عليكم
أبلغ من العمر 30 عامًا، ولم أحظَ قط بحضن دافئ. لم أسمع كلمة "أحبك" قط. لقد احتفظتُ بكمية كبيرة من الحب في داخلي طوال هذه السنوات الطويلة، ولم يظهر أحد قط ليشاركني إياه. أعيش حياتي وأقوم بواجباتي، وأعمل بجد، وأعيش حياة "مستقرة". لكن الحقيقة هي أنني أشعر وكأنني أختفي تدريجياً. أشعر أن الحياة تمر بي سريعة بينما أنا محتفظة بكل مشاعري بداخلي.
شعرت بالوحدة منذ أن بلغت الثامنة عشرة. ليس مجرد شعور بسيط بالوحدة، بل شعور عميق وآدمي. تربّيتُ سمينا، خجولا، منعزلا كنتُ الوحيد في مجموعتي الذي لم تكن لديّ أي علاقة عاطفية. بدلاً من المحاولة، استسلمتُ وقلت لنفسي أنني لست بحاجة إلى الحب. لكنني الآن على وشك الثلاثين، وهذا الكذب لم يعد ينفع.
أنا متعب متعب من التظاهر بأنني بخير رغم هذا النقص في المشاعر والعاطفة والاهتمام. أحياناً أشعر أنني مصنوع من كل ما لم أستطع قوله. أنا مليء بالحب، لكن لا مكان له. مؤخراً، أتساءل إن كنت سأشعر بالحب يوماً ما. ناهيك عن الإحباط الجنسي. لطالما سمعتُ أن الإنسان يمكنه العيش بدون حب أو عناية أو لمسة، فهو ليس كالمأكل والمشرب. لكن هذا مؤلم، حياتي التي كانت طبيعية لم تعد كذلك، شعرتُ بانعدام الحافز للقيام بأي شيء،
أنا متعب حقاً. أشعر بالحرج من كتابة هذا، لكنني أشعر بالألم، فلا يهم. أنا لا أكتب هذا لأجذب الانتباه. أنا متأكد أن البعض سيقولون: "كن قوياً يا رجل، لا ينبغي أن تشعر هكذا". كنتُ فقط بحاجة للتعبير عما أشعر به. ربما سيقرأ هذا شخص ما ويشعر أنه ليس وحيداً. أو ربما يفهم أحدهم كيف هو الشعور بالعيش دون حب أو اهتمام.
أقرب ما شعرت به من الحب هو أغنية "On the Nature of Daylight" لمكس ريختر، أحياناً أستمع إليها وأحلم بشخص أشارك معه حياتي،
أنا خائف من الموت وحيدا.
13/10ـ2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك مشاعر طبيعية وكذلك شرعية ومنها الشعور بالوحدة والرغبة في الحنان هذه المشاعر تحدث حتى في البشر الذي يعيشون حياة زوجية تبدو مستقرة وسعيدة. ما أكثر من يمرّون بفترات طويلة من الفراغ العاطفي ويتعلمون لاحقًا كيفية التخلص منه بطرق صحية.
الحب يداهم الإنسان فجأة أحيانا، ولكنه أيضاً ينبني تدريجيًا عبر لقاءات صغيرة، صداقات متينة، أو علاجات نفسانية تساعدك على الانفتاح والوثوق. ابحث عن معالج نفساني (جلسات علاجية) فذلك يساعد في التخلص من الخجل وبناء الذات. لا يوجد مانع من قراءة كتب حول التواصل العاطفي وتعلّم الذكاء العاطفي.
الخطوة الثانية هي الدخول في نشاط اجتماعي يهمك إن كان ثقافيا أو فنيا أو تطوعيا ولو مرة واحدة في الأسبوع فمثل ذلك يجعل الروابط تنمو ببطء وبأمان.
النصيحة التقليدية هذه الأيام كتابة يومية قصيرة مثل شعور واحد يوميًا، أو رسالة حب وهمية لنفسك. هذا يساعد في التخلص من حبس المشاعر.
انفتح تدريجيا على الآخرين للتخلص من الخجل واحرص على ايقاع يومي منتظم من نوم وأكل ونشاطات بدنية.
إذا كان الخوف من الموت وحيدًا يسيطر عليك أو شعرت أنك قد تؤذي نفسك أو فقدت القدرة على الاستمرار، فعليك بمراجعة طبيب نفساني.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
عايش وحيد : تعال إلى مجانين
استغاثة وحيد
وحيد وميت .. هيا إلى الحياة
بين مشاكل الماضي ووحدة الحاضر ....عليكَ تغلب
وحدة واكتئاب ورهاب الموت .. يا الله