السلام عليكم
في البداية شكرا على موقعكم وشكرا على الخدمة المجانية، حاليًا، أنا مغرم بفتاة أعرفها منذ المدرسة الإعدادية، ربما في الصف التاسع. نحن أقارب نوعًا ما، ولكن ليس بشكل مباشر. رأيتها وتعلقت بها، وظل هذا الشعور يلازمني طوال المرحلة الثانوية. لم نكن دائمًا على علاقة جيدة، لكننا كنا دائمًا نجد طريقنا للعودة إلى بعضنا البعض.
في النهاية، قررت التوقف عن الحديث لتتمكن من "التركيز والمذاكرة" في سنتها الأخيرة. كنت منزعجًا لكنني تفهمت، رغم أنني كنت تائهًا، أعاني من اضطراب الوسواس القهري وكانت مرحلة صعبة كنت في أمس الحاجة إليها فيها. كان الكثير يحدث في حياتها أيضًا، وعلى الرغم من كل شيء، وقفت بجانبها. لم أستطع نسيانها أو المضي قدمًا.
نادرًا ما كنا نلتقي إلا في المناسبات العائلية، لكنني كنت متعلقًا بشدة بأسلوبها في الحديث، بروحها، بضحكتها، بعينيها، بكل تفاصيلها. كان الحديث معها أشبه بعالم آخر؛ رؤيتها توقف الزمن. لاحقًا، أثناء حديثنا مجددًا، كشفت إحدى قريباتي أنها اعترفت بحبها لشخص آخر خلال حان وقت "التركيز والمذاكرة". صُدمتُ، ولم أستطع تركها - سامحتها مجددًا.
مرّ الوقت؛ لم نكن على تواصل دائم، لكننا بقينا على اتصال. تقرّبنا، ووقعنا في الحب. لا وعود، مجرد أحاديث تُسعدني. لكن عندما أطرح موضوعًا جديًا، كانت تقول: "أنا لا أنتظرك. لا أعرف مستقبلك". (حياتي فوضى عارمة: أعشق التمثيل، أكره تخصصي، وأهملت دراستي الجامعية. كانت ترى التمثيل غير مستقر، لكنني تمسكت به).
لاحقًا، كان من المقرر أن يتقدم لها ذلك الشاب مرة أخرى، لكن الأمر فشل. ومع ذلك، وقعت في حبه من جديد. قالت عنه أشياءً حطمتني، كلماتٍ تمنيت لو كانت لي. لم أسامحها تمامًا، لكنني تجاهلتها... لأنني أحببتها. لا أستطيع الانفتاح على أي شخص آخر؛ فهي الوحيدة.
لديّ فرصة للسفر إلى الخارج، وأنا أفكر في الأمر. هي تعارضه، لا يوجد سبب واضح. لا وعود ولا خطط. السفر يعني النهاية بالنسبة لنا، لا مستقبل لنا على أي حال. لكنني أحبها كثيرًا، يصعب عليّ التخلي عنها.
ماذا أفعل؟ أنساها وأرحل؟ أم أبقى، أكمل دراستي الجامعية، أذهب إلى السعودية لأعيش حياةً تقليدية، ربما آخذها إلى هناك يومًا ما لأعيش حياةً طبيعية؟ أم أذهب إلى أمريكا، حلمي بالحياة والعقلية التي أريدها، حيث أنتمي وأكون سعيدًا؟
أنا ممزق: لا أستطيع تقبّلها مع شخص آخر. لا أستطيع أن أحبّ أحدًا مثلها.
أخشى أن أندم إن رأيتها متزوجة من شخص آخر.
14/10/2025
رد المستشار
حبيبي الغالي أهلا ومرحبا بك علي مجانين ونرجو أن نكون عند حسن الظن
سأبدأ من نهاية حوارك (لا أستطيع تقبّلها مع شخص آخر. لا أستطيع أن أحبّ أحدًا مثلها. أخشى أن أندم إن رأيتها متزوجة).
فربما يكون لديك اضطراب التعلق العاطفي Attachment-related distress الذي يظهر من خلال تمسكك الطويل بها رغم الانفصال المتكرر، وصعوبة الانفصال أو تجاوزها، والربط بين وجودها وشعورك بالأمان النفسي. وهذا يشير إلى نمط تعلق قَلِق Anxious attachment style، حيث يكون الحب مرتبطًا بالخوف من الفقد، والحاجة الدائمة للتطمين، وصعوبة المضي قدمًا.
وقد ساعد على هذا وجود سمات اضطراب وسواس قهري OCD traits حيث ذكرتَ أنك تعاني من الوسواس القهري، وهذا يعزز التفكير القهري في شخص واحد وعدم القدرة على إيقاف الفكرة أو فصلها عن المشاعر. وغالبًا ما تميل لتكرار الأسئلة الداخلية:
هل ما زالت تحبني؟ هل كنتُ السبب؟ هل أخطأتُ؟ ماذا لو ندمتُ؟ وهذه الدوامة الذهنية تؤدي إلى إدمان التفكير فيها.
كما أنك الآن في مرحلة عمرية (22 سنة) يُطلق عليها علميًا مرحلة البحث عن الهوية Identity vs. Role confusion حسب إريكسون. فلديك صراع واضح بين: شغفك (التمثيل) وتخصصك الجامعي الذي تكرهه وبين واقع غير مستقر ماديًا أو مهنيًا
هذه الفوضى النفسية تجعل العلاقة العاطفية تصبح محور الأمان الوحيد، فتتشبث بها لأنها تبدو الشيء الوحيد الثابت في حياتك.
كما أن لديك نمط تفكير مثالي/رومانسي مفرط حيث تتحدث عن حبها بطريقة مثالية جدًا، تتجاوز الواقعية، وكأنها رمز أكثر من كونها إنسانة قابلة للخطأ. وهذا النمط يشير إلى نزعة مثالية عاطفية Idealization حيث تصبح الحبيبة مرجعًا للمعنى والاكتمال، وليس مجرد علاقة بشرية قابلة للتطور أو الانتهاء.
كما يبدو أن لديك تفكيرا قطبيا (إما هي أو لا أحد)، إدراك مثالي للعلاقة، خلط بين الحب والاستقرار النفسي، وصعوبة قبول أن الحب قد لا يعني الاستمرارية.
وكونها قريبة لك جعل العلاقة تحمل طابعًا مألوفًا ومسموحًا اجتماعيًا، مما عزز التعلق منذ المراهقة. لكن القيود الاجتماعية قد منعت التعبير الكامل عن العلاقة أو تطويرها بشكل صحي.
من منظور التحليل النفسي، يمكن القول إن العلاقة مع هذه الفتاة أصبحت رمزًا للأمان والاحتواء الذي لم تحصل عليه في مرحلة ضعفك (الوسواس/ضياع الهوية). فتحولت من "شخص" إلى "ملاذ نفسي"، لذا ففقدها يُشبه فقد الذات.
التوصية النفسية
1. تحديد هويتك أولاً قبل أي علاقة فقرار السفر أو البقاء يجب أن يكون نابعًا من رؤيتك لحياتك أنت وليس من وجودها أو غيابها. إذا سافرت لتثبت ذاتك، فقد تكتشف أن حبك يتغير أو ينضج.
2. علاج نفسي سلوكي معرفي CBT للوسواس القهري وللتعلق المفرط للعمل على فك الارتباط الذهني Cognitive defusion. والتدريب على قبول فكرة الفقد دون إنكارها Acceptance واستعادة السيطرة على التفكير التكراري.
3. إعادة بناء مفهوم الحب الواقعي فالحب ليس دوماً استمرارية، بل تجربة للنضوج. وتعلم أن تحب دون أن تُفقد نفسك.
4. عدم اتخاذ قرار مصيري (السفر/الاستقرار) وأنت في ذروة الانفعال امنح نفسك مساحة زمنية قصيرة للتعافي، ثم قرر بهدوء.
وفي النهاية الأمر مجهد لكنه ليس مستحيل فتوكل على الله وتابعنا.
واقرأ أيضًا:
الوسادة الخالية: الحب الأول
فشل الحب الأول.. آلام في العمق
توابع ضياع الحب الأول
هواجس وأوهام الحب الأول..
الحب الأول.. آخر الدواء الكي!
الحب الأول: إكرام الميت دفنه !
قيود الحب الأول... تكسرها الأيام