وسواس قهري الزواج: وساوس جديدة! م5
أعيش صراعا داخليا مع الوساوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن أقول قبل كل شيء، جزاكم الله خيرًا على وقتكم وجهدكم، أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما تقدمونه من دعم للمصابين بالاضطرابات النفسية.
قبل أيام قليلة، علمتُ بوفاة الدكتورة رَفيف الصباغ وقد شعرتُ بحزنٍ عميق لذلك. رَحِمها الله وأسكنها فسيح جناته على ما قدّمته من مساعدة وصدق وإنسانية.
كنت قد راسلتكم سابقًا بخصوص معاناتي مع الوسواس القهري ونوبات الهلع، لكن مرت فترة طويلة منذ آخر استشارة، أريد في هذه الاستشارة أن أجيب الدكتور وائل في بعض النقاط وأن أخبركم ببعض التطورات.
بخصوص دواء السيرترالين 50 ملغ، قررت حينها التوقف عنه لعدة أسباب وأعلم أنني أخطأت. كان ذلك مُنذ أربع سنوات تقريبا. لكن الخبر الجيد هو أنه منذ أشهر قررت الذهاب إلى طبيب نفسي [وهو معالج نفسي كذلك بتقنية EMDR] وشخّص حالتي بأن لدي خلطة من المشاكل النفسية. هو في الواقع مختص في علاج الصدمات النفسية. هو طيب جدا ويستمع لي باهتمام كبير، وهذا ما يجعلني أستمر في مراجعته رغم أنني لا ألاحظ تحسنًا كبيرًا بعد الجلسات.
رُبما السبب أنني أزوره فقط مرة كل شهر أو شهرين بسبب ظروفي المادية الصعبة، ولذلك لا أحرز تقدمًا واضحًا. كما أن طبيبي يركّز أكثر على الجوانب الأخرى من معاناتي مثل القلق الاجتماعي والذكريات الصادمة، لكنه لا يتعامل مع الوساوس بوصفها اضطرابًا قائمًا بحد ذاته. بل إنه قال لي في إحدى الجلسات إن "الوسواس القهري ليس مرضًا"، مما جعلني أشعر بالخذلان.
وصف لي الطبيب دواء إسيتالوبرام 10 ملغ، أتناوله منذ عدة أشهر. الدواء خفّف من نوبات الهلع والحالة الجسدية المصاحبة لها، لكنه لم يؤثر كثيرًا على شدة الوساوس أو الأفكار القهرية.
قبل عدّة أشهر، وتزامنا مع بدأ العلاج، استأجرتُ منزلًا صغيرًا مع أخي، على أمل أن أبدأ من جديد بعيدًا عن الأجواء العائلية التي لطالما كانت مصدرًا للتوتر والألم النفسي. لكن بعد فترة قصيرة، فقد أخي عمله، ولم أتمكّن أنا أيضًا من إيجاد وظيفة رغم محاولاتي المستمرة. ومع ذلك، كانت تلك الفترة التي عشت فيها بعيدًا عن منزل العائلة كالحلم الجميل؛ فقد شعرتُ ببعض الهدوء، وأصبحتُ أقدر على التعامل مع الوساوس بشكلٍ أفضل. غير أنّي عدتُ مؤخرًا إلى منزل العائلة لزيارة أهلي، ومنذ اليوم الأول شعرتُ وكأنني عدتُ إلى ساحة حرب. الذكريات القديمة، وأجواء الخوف، وكل ما عشته في طفولتي ومراهقتي عاد ليفتح الجراح من جديد، وعادت معه الوساوس لتهاجمني بقوّة.
المشكلة الكبرى التي تؤرقني الآن هي نوع من الوساوس الدينية المرتبطة بالماضي، وخاصة فترة المراهقة. كنت في تلك الفترة أقرأ كتب أدعية ظننتها دينية، ثم اكتشفت مؤخرًا أن بعضها يحتوي على أمور باطلة أو حتى شركية، مثل ذكر أسماء غريبة، أو تكرار سور معينة بعدد محدد، أو استخدام أدعية غير مأثورة. أشعر بالاشمئزاز والخوف كلما أتذكر أنني قرأتها.
الوسواس يجعلني أعيش في دوامة لا تنتهي من الأسئلة:
هل كنت أعلم وقتها أن ما أفعله حرام؟ هل نيّتي كانت صافية؟ وهل يمكن أن يكون تفوقي الدراسي وذكائي في تلك الفترة بسبب تلك الأدعية أو بسبب تأثير من الجن؟
أحيانًا تراودني أفكار مخيفة بأنني ربما كنت “ممسوسة” أو أن هناك جنًّا يساعدني دون علمي، خاصة أنني أتذكر حادثة في الطفولة عندما قامت فتاة بخدعة أمامي بطريقة غريبة، ومنذ ذلك الحين تراودني أفكار بأنها ربما أثّرت في حياتي بطريقة غير طبيعية. هذه الأفكار تتغير وتزداد إقناعًا، لدرجة أنني أشعر وكأنني أعيش في جحيم داخلي لا ينتهي.
أقول لنفسي أحيانا أن الله لن يحاسبني على ما لا أملك علمًا به، لكن الشعور بالذنب والخوف لا يتركني أبدًا. أصبحت أشك في نفسي، في نيّتي، وفي كل ما أنجزته. أحيانًا أشعر أنني لا أستحق النجاح أو الدراسة أو العمل، لأن كل شيء يبدو “ملوّثًا” بهذه الشكوك.
أحيانا أفكّر جديا في العودة إلى رسالة الماجستير، لكن مخاوفي من صعوبة هذا المسار والشكوك في نفسي بسبب الوساوس تمنعني من اتخاذ هذه الخطوة.
أرجو منكم النصيحة والإرشاد، فهذا الوسواس يعوق حياتي فعلا.
9/11/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "Rima" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
بالنسبة للعقار الحالي الذي تتناولين إيستالوبرام لعلك تشعرين بتأثيره على الوساوس إذا ضاعف طبيبك لك الجرعة فاستأذنيه في ذلك..... وبالنسبة لعدم اعتراف زميلنا الفاضل بوجود اضطراب الوسواس القهري فلا أحسبه يقصد ما فهمت -لأن هناك فصلا كاملا من فصول التصنيف العالمي للاضطرابات النفسية اسمه اضطرابات طيف الوسواس القهري ويشمل اضطراب الوسواس القهري وعددا من الاضطرابات ذات الصلة- وإنما يقصد أنه في حالات كثيرة تكون الأعراض الوسواسية مجرد قناع يلبسه الاكتئاب أو الاكتئاب المختلط مع القلق، فضلا عن اهتمام زميلنا باضطراب الكرب التالي للرضّ -أو ما بعد الصدمة- والذي أحيانا ما تكون الأعراض الوسواسية جزءًا من صورته السريرية أيضًا قد يكون من أسباب عدم اعترافه بأن لديك وسواسا قهريا..... وربما أخيرا يكون زميلنا من النفر من زملائنا الذين يعترضون على مسمى وسواس كترجمة لكلمة Obsession لكن في كل الأحوال الأمر ليس مهما لأن طبيبك يستطيع أن يعالج وسواسك بالعقاقير وبغيرها وما بقي من أعراض أو اضطرابات حسب رؤيته، أو بصيغة أوضح هو سيعالج أعراضك يا "Rima" بغض النظر عن انتمائها لهذا الاضطراب أو ذاك.
نصل بعد ذلك إلى تساؤلاتك الوسواسية:
هل كنت أعلم وقتها أن ما أفعله حرام؟ هل نيّتي كانت صافية؟ مبدئيا من المؤكد أنك لم تكوني تعلمين لماذا؟ لأنك لو كنت تعلمين أنك تفعلين حراما فلن تنسيه أبدا بحكم شخصيتك التي تخاف من الخطأ فما بالك بالذنب؟ باختصار أنت لو عرفت وقتها لما فعلت..... موضوع التساؤل صفاء النية هذا المتعلق بأدعية في الماضي (وخاصة فترة المراهقة) هو فخ وسواسي واضح لأنك ببساطة لا يمكن أن تتذكري ذلك بثقة بسبب قابليتك العالية للشك، فضلا عن نقيصة عمه الدواخل، وبالتالي أنصحك ألا تحاولي التذكر خاصة وأن الأمر برمته غير مهم.
وأما سؤالك (وهل يمكن أن يكون تفوقي الدراسي وذكائي في تلك الفترة بسبب تلك الأدعية أو بسبب تأثير من الجن؟) وكذا تقريرك (تراودني أفكار مخيفة بأنني ربما كنت "ممسوسة" أو أن هناك جنًّا يساعدني دون علمي، خاصة أنني أتذكر حادثة في الطفولة عندما قامت فتاة بخدعة أمامي بطريقة غريبة) فأحسب أننا وضعنا لك ارتباطات في متابعتك السابقة فارجعي إليها.
سارعي إذن بالعودة إلى رسالة الماجستير واطلبي من طبيبك زيادة جرعة إيستالوبرام إلى 20 مجم واقرئي كثيرا يا "Rima" على مجانين.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>: وسواس قهري الزواج: أدعية غير مأثورة م7