انسحاب اشتباك تطبيع: معضلتنا الأخلاقية الحالية! م. مستشار3
أواجه معضلة أخلاقية.
تلقيتُ مؤخرًا عرض عمل رائع من شركة دولية مرموقة. بحثتُ عن الشركة قبل الانضمام للتأكد من أنها ليست منحازة بأي شكل من الأشكال، والحمد لله أنها ليست كذلك.
لكن المشكلة هي أنني بعد الانضمام اكتشفتُ أن لديهم موظفين من بلد لا أحب ذكر اسمه لأني أقاطعه. لن أتفاعل معهم أو أعمل معهم لأنهم في فريق مختلف، ولكن من يدري ما سيحدث لاحقًا.
لا أستطيع تجاوز حقيقة أنهم زملاء لي. هل أرفض هذا العرض الرائع وأخاطر بعدم الحصول على وظيفة، أم أقبل أنني سألتقي بهم على الأرجح في أي شركة دولية، وعليّ التعامل مع هذا الأمر طالما أنني أرغب في الحصول على مسيرة مهنية أفضل؟
المسألة تتعلق أيضًا بمشاعر الذنب والتقزز، ترتبط بمشاهد القتل والتدمير الوحشي والدماء وصراخ الأطفال،
ليس كل هذا سهلا ولا يمكن أن يكون، كيف يمكنني مسامحة نفسي إن قبلت التعاون معهم كيف؟
30/10/2025
رد المستشار
في الحقيقة تلك المشكلات الأخلاقية تبدو فعلا معقدة، وتتعارض بعض المصالح ولذلك يبدو أنك تحتاجين لفك التعارض والتشابك وأعتقد أن هذا التشابك قد يتفاعل عبر الوقت وتطور الأحداث، ولذلك لا يبدو جيدا أن تتخذي قرارا نهائيا في تلك المسألة بل تمشين بها وفق الأحداث وربما اقترابك من الأحداث الواقعية يجعلك مستبصرة بالمزيد ويجعل قرارك أكثر رسوخا.
نحن في أساس الأمر بشر أيا كانت الجنسية أو الديانة وقد ذكرت أن الشركة غير منحازة، ويبدو أن المعضلات الأخلاقية تظهر بوضوح إذا طلب منك الانحياز أو تطلب منك العمل التجاوب أو إنتاج خدمة أو منتج معين ضد قيمك وإنسانيتك، بينما الإطار المهني الذي تطرحينه لا يبدو فيه ما يخيف حتى الآن.
أعلم أنه ليس بالضرورة طرح رأيي الشخصي ولا إقناعك ولكن فقط تعاملي مع الموقف على حسب معطياته الحالية وكلما جد جديد فالقرار يعود مرة أخرى للدراسة والبحث، أي هو ليس قرارا نهائيا ولا قرارا أخيرا.